يبدوأن ساحة الأحداث السياسية فى مصر، قد تحولت إلى ما يشبه رقعة الشطرنج أوأنها بدأت بالفعل هكذا، ولكننا اكتشفنا ذلك مؤخرا، ولكن السؤال من هم اللاعبون ومن هم البيادق أو قطع الشطرنج؟ والإجابة المؤكدة أن الطرف الأساسى فى اللعبة هو المجلس العسكرى لكن المحير فى الأمر؛ هل من طرف آخر فى اللعبة أم أن كل من يظن نفسه طرفا ما هم إلا بيادق فى يد لاعب وحيد. فى تقديرى أن كل من حاول منافسة اللاعب الأساسى، لم يقدره حق قدره، بل وفرح بنجاح أو تقدم سريع على رقعة الشطرنج ولم ينتبه إلى ما يخفيه اللاعب الأساسى من خطط فضلا عن أن هذا التقدم فى واقع الأمر ما هو إلى شرك نصبه اللاعب الأمهر فى اللعبة ليقصى منافسه سريعا، كما أن هذا اللاعب بدأ المنافسة مستندا على قاعدة جماهيرية واسعة راحت تشجعه وتؤيده وتصب جام غضبها على منافسه ولا يمكن إنكار مدى ذكاء اللاعب الأساسى فى استخدام لاعبين آخرين كبيادق يدفع بهم إلى الرقعة لمواجهة المنافس ليغلق عليه مساحات التقدم ليجد المنافس نفسه شيئا فشيئا خارج إطار اللعبة وأعتقد أن ذلك كان الجزء الأسهل من الخطة أما الجزء الأصعب والأطول مدة هو تحول البيادق نفسها إلى منافس جديد وما دفعهم على هذا التحول فى توقيت معين هو أنهم قد أمضوا وقتا فى يد اللاعب الأساسى وبالتالى فقد توهموا أنهم فهموا فنون اللعبة تماما والأهم أنهم فهموا أسلوب وطريقة اللعب والخطط التى يعتمدها اللاعب الأساسى على رقعة الشطرنج بالإضافة إلى أنه لم يعد على الساحة من منافس يستطيع الدخول إلى اللعبة وهو الهدف الذى جعل المنافس الجديد راضيا أن يكون بيدقا فى يد اللاعب الأساسى فى بداية اللعبة. يبدو أن اللاعب الجديد لم يستطع تقدير حجم إمكاناته الحقيقية جيدا عندما قرر دخول اللعبة ليس كبيدق وإنما كمنافس ولم ينتبه إلى أنه من المستحيل أن تتحول البيادق يوما إلى منافسة محركها حتى لو توهمت ذلك فهى لن ترقى إلى حد الاحتراف الذى يمكنها من خوض اللعبة إلى نهايتها ضامنة الفوز وهذا ما بدا واضحا فى ارتباك المنافس الجديد فى كشف خططه ثم العدول عنها إضافة إلى أن هذا المنافس الجديد تكلم أكثر مما أنجز على رقعة الشطرنج، بينما كان اللاعب الأساسى يتحرك فعليا فى استكمال خططه مستفيدا من انشغال الجماهير التى تابعت إخفاق المنافس وثرثرته. لم يستفد المنافس الجديد من تاريخ اللاعب الأساسى، ومدى حرفيته ومهارته فى هذه اللعبة ولم يدرك أن خيوط اللعبة كلها يمسك بها اللاعب الأساسى؛ فهذا اللاعب لا يجيد فقط اللعب ولكنه أيضا يجيد تنويع الخطط طبقا لمنافسه الذى يعلم عنه كل شئ بما فى ذلك نقاط قوته وضعفه ولذلك فاللاعب الأساسى يعرف يقينا كيف ومتى يقصى منافسه.