هدأت عاصفة العلمانيين على الإخوان "المتآمرين على الثورة والثوار" وانتهت موجات الغضب من تلك الجماعة "الخائنة للعهد" المتراجعة عن مواقفها، الساعية بجبروت نحو السلطة، ورفع الإعلاميون نصال أسلحتهم الحادة وألسنتهم الطويلة عن حزب الحرية والعدالة، وتغير الحال بين يوم وليلة بمجرد أن ترشح عمر سليمان لانتخابات الرئاسة. وتبين للجميع أن الإخوان المسلمين ليسوا خونة أو طالبى سلطة أو خائنون للعهد أو مصاصى لدماء الثوار، بل تأكد لكل العقلاء فى هذا البلد أن هؤلاء البشر من أبناء حسن البنا لا يعملون إلا لمصر ولا يخدمون إلا ترابها، وأن تقديمهم المهندس خيرت الشاطر لم يكن اختيارا بل كان إجبارا لهم ليواجهوا ما يحدث خلف الكواليس ولا يراه الشعب. وتبين للجميع زيف أولئك الذين رفعوا أسلحتهم ليل نهار يحاربون الجماعة وينالون منها ويفتكون بها ويحطمون أحلام شعب مصر فى رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، لمجرد أنهم أرادوا أن ينتشلوا مصر من المؤامرة التى تحاك بليل بهيم كى يعود مبارك محمولا لا على سرير الموت، بل على الأكتاف يستعيد مجدا زال منه ويحيى آمال الأولاد علاء وجمال مرة ثانية بالاشتراك والتعاون مع عمر سليمان وبإخراج المجلس العسكرى وبطولة الفلول وسوزان مبارك. وتبين للجميع صدق مبادئ الجماعة وإخلاص رجالها فى العبور بمصر وشعبها إلى بر الأمان، ولذا كان ترشح خيرت الشاطر ومحمد مرسى لهدم مؤامرة العسكرى والفلول التى بانت للجميع من خلال تهديد العسكرى للحرية والعدالة بحل البرلمان، لمجرد أن تجرأ الإخوان بمطالبة الحكومة بالعمل الجاد والخروج بالبلاد من كبوة الانفلات الأمنى وكارثة السولار والبنزين والحمى القلاعية، وبمجرد أن رفض الإخوان وضع مبادئ فوق دستورية تضع المجلس العسكرى فوق المساءلة. وتبين أيضا أن كل المهاجمين من دعاة الليبرالية والحرية إنما هم متشدقون بها يطلقون دعاواهم ليظهروا أمام أنفسهم بأنهم الشرفاء وكل ما عداهم فهم الأنذال الخائنون. واليوم عادت للشارع مخاوفه من عودة نظام مبارك وضياع مكاسب الثورة وإهدار دماء الشهداء، ويزداد الخوف من المجلس العسكرى وحكومة الجنزورى أن يعودا بنا للخلف ويتدخلا فى إرادة الشعب لصالح من يخدم مصالحهم. والموقف بين أيدى الشرفاء من المصريين ليفهموا الحقائق ويعودوا يدا واحدة لحماية ثورتهم وإنهاء حالة التردى والتخوين التى صارت على كل لسان. وليختر المصريون من يريدون، ولكن دون أن تتدخل يد آثمة أو تتلاعب فئة ضالة بمقدراتهم ومستقبلهم.
