انتقادات شديدة اللهجة وجهها مبدعو مصر للتيارات الإسلامية التى احتلت البرلمان وفرضت سطوتها وأفكارها على المصريين، مما أدى إلى حالة من الغضب فى أوساط المبدعين، خاصة بعد تشكيل اللجنة التأسيسية للدستور والتى خلت من مبدعى وسينمائيى مصر، حيث علق السيناريست الكبير وحيد حامد على هذا الأمر بقوله: «الجمعية التأسيسية للدستور باطلة ولا تمثل سوى نفسها». وأضاف السيناريست ل «اليوم السابع» أن جماعة الإخوان المسلمين تشعر بقوة كبيرة فى نفسها، لذلك ترغب فى تسيير الكون وفق آرائها الخاصة دون النظر لميول الشعب المصرى واتجاهاته، مختتمًا كلامه قائلاً: «الإخوان جاؤوا للبرلمان بواسطة الشعب، وكل إنسان يتحمل نتيجة اختياراته». وحذر المخرج الكبير على عبدالخالق من قيام ثورة أخرى، بسبب فرض جماعة الإخوان أفكارها على إرادة الشعب وتجاهلها قطاعات كبيرة من مثقفيه ومبدعيه، واصفًا ما حدث فى الجمعية التأسيسية للدستور بالأمر الخطير، متسائلاً: هل أصبحنا على مشارف الهلاك؟ وانتقد المخرج اختزال الجماعات الإسلامية للفن بما قاله أحدهم: «الفن يعنى راقصة وطبالاً» مستنكرًا هذا الهجاء الواضح والصريح الذى يوحى بضعف الثقافة لديهم، كاشفًا عن تحمسه فى بداية الأمر لجماعة الإخوان المسلمين، لكن سرعان ما عدل عن هذا الحماس، معللاً ذلك بأنه وجد لديهم رغبة وتشوقًا للوصول للحكم بدرجة كبيرة وتحت أى ظرف لإدارة شؤون البلاد. وأوضح عبدالخالق أن الإخوان يعيدون تاريخهم مع الحكام السابقين منذ أيام الملك فاروق إلى مغازلتهم الآن مع المجلس العسكرى، حيث بايعوا الملك فاروق فى بادئ الأمر ثم أعلنوا تخليهم عنه وتضامنوا مع الوفد آنذاك، وبعد ثورة يوليو أعلنوا تضامنهم مع عبدالناصر، ثم هللوا للسادات وبعده مبارك، وفى النهاية المجلس العسكرى. وقال المخرج داوود عبدالسيد: إن كل ما ينتج عن تلك اللجنة التأسيسية للدستور يعد غير شرعى بالمرة، وغير معترف به لكونها مرفوضة منذ البداية، مضيفًا أن القوى الإسلامية تريد أن تسجن المجتمع المصرى داخل أفكارها الحمقاء على حد وصفه. وفى السياق نفسه استنكر الكاتب والسيناريست، بشير الديك، عدم مشاركة العلماء والفقهاء الدستوريين ورموز الفن والمبدعين فى اللجنة التأسيسية لوضع الدستور، لافتًا إلى أن الإخوان ذهبوا لجمع الغنائم واعتلاء الكراسى منذ نجاح الثورة. وانتقد السيناريست موقف جماعة الإخوان المسلمين فى تطلعاتهم للسلطة ومشاركتهم فى الحياة السياسية بهذا الشكل الذى وصفه بالغريب وغير المفهوم، مشيرًا إلى أن أعضاء اللجنة التأسيسية الذين تم اختيارهم لن يستطيعوا وضع دستور يعبر عن الشعب المصرى. وصرح المخرج محمد ياسين بأن خلو الجمعية التأسيسية للدستور من المبدعين يؤكد على أن الدستور تمت كتابته منذ فترة بصفقة متبادلة بين الإخوان والعسكرى، ودور الجمعية التأسيسية يتلخص فقط فى الإمضاء على الدستور وليس مناقشته وبحث مواده الدستورية. وأشار ياسين إلى أن ما حدث يعكس عدة حقائق لعل من أبرزها النظرة التى ينظر بها هؤلاء للفن ومبدعى مصر، وهذا يتجلى فى عدم اعترافهم بفصيل المبدعين من الأساس. ووصفت المخرجة شيرين عادل ما حدث فى اختيار التأسيسية للدستور بالكارثة، مستنكرة أن يضع فصيل واحد من الشعب دستور الدولة ويتحكم فى اتجاهاته، مؤكدة على أن هذا لم يحدث مطلقًا فى أى من الدول، لافتة إلى أن جماعة الإخوان تخترع أشياء تؤمن بها من وجهة نظرها فقط، ولم تتفاءل المخرجة بالمستقبل معلقة بقولها: «ربنا يستر على مصر», كما رفضت نقابة المهن السينمائية ما سمّته «تهميش دور المبدعين والسينمائيين» بعدم تمثيلهم فى اللجنة التى تم اختيارها لوضع تأسيسية الدستور، حيث أكد مسعد فودة، نقيب السينمائيين، أن هذا الدستور لن يستمر لأنه لا يعبر عن توجهات الشعب المصرى بصفة عامة، بل يعبر عن فصيل سياسى معين. وأعلن نقيب السينمائيين عدم مشاركة نقابة المهن السينمائية فى اللجنة، لافتًا إلى أن هناك اجتماعات متواصلة بين اتحاد النقابات المهنية المصرية للاتفاق فيما بينها للرد على تهميش دورها.