طالب الدكتور باسم خفاجى، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، جميع التيارات الوطنية وخصوصا التيارات ذات المرجعية الإسلامية بضرورة الانحياز للثورة المصرية وإلى تطلعات الشعب المصرى كخيار مبدئى معلن ودائم، وليس كموقف تكتيكى. وقال خفاجى فى بيان له، مساء اليوم الاثنين، "إن ما تمر به مصر فى المرحلة الراهنة يهدد مكتسبات الثورة، ويشير إلى تطور غير آمن للواقع السياسى المصرى نحو تصادم وشيك بين القوى الوطنية التى يفترض أن تتعاون وتتكاتف من أجل نهضة مصر". وشدد خفاجى على أهمية أن تلتزم التيارات الوطنية بالوعود التى قطعتها على نفسها من أجل التوازن الصحيح فى المشاركة بالسلطة وفى كتابة الدستور بين مختلف التيارات الوطنية، دون انفراد من تيار واحد، مما يضمن حسن تمثيل إرادة الشعب المصرى كاملاً، والانحياز لهوية وقيم المجتمع، ووجود نظام صحيح ومتكامل للحكم الرشيد، والتمثيل المتناسب لكل القوى الوطنية فى منظومة الإدارة العليا للدولة المصرية. وأضاف خفاجى قائلا "ننأى بكل القوى الوطنية عن روح الشماتة فى أى من تياراتها الوطنية، والميل نحو استخدام الأحداث من أجل تصفية الحسابات، واستدعاء الأخطاء السابقة للتيارات التى تسعى نحو نهضة مصر". ولفت إلى أن المنافسة الحقيقية فى مصر فى اللحظة الراهنة لا ينبغى أن تنحصر فى شخص الرئيس القادم، وإنما يجب أن تدور حول صياغة مستقبل مصر وطريقة حكمها، ودور التيارات الوطنية فيها، وأسلوب رئاسة مصر، وليست بين أشخاص يتنافسون على منصب. وأكد المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية أن ما يجرى من حصر التفكير فى من هو المرشح فقط يقيد اختيار أفضل الكفاءات والخبرات لحكم مصر فى الفترة القادمة، ويقلص من أهمية تقديم حلول حقيقية للمشكلات العاجلة للشعب المصرى عبر مؤسسة الرئاسة لصالح شعب مصر. وقال خفاجى "إن الثورة المصرية هى ملك لكل الشعب المصرى بمختلف طوائفه واتجاهاته وتياراته، ونؤكد أن الشعب المصرى هو من فجر هذه الثورة بعد توفيق الله، وأنه وحده هو الحامى لها، وليس أى قوة سياسية أو عسكرية أو دينية فى مصر، وأن هذا الشعب بمجمله قادر على حماية ثورته المباركة، واستكمال أهدافها نحو النهضة". وأعرب خفاجى عن بالغ القلق والاستياء من لجوء بعض الشخصيات الهامشية إلى مطالبة المؤسسة العسكرية بالتدخل للانقلاب على الإرادة الشعبية، واختيارات أبناء مصر الدستورية والديمقراطية، وهو ما يعد سابقة خطيرة فى التعامل مع الثورة المصرية، رافضا إقحام المؤسسة العسكرية فى الحياة السياسة المصرية، ودفعها للانحياز إلى طرف على حساب طرف آخر. كما رفض المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية استمرار الخلط بين الدور السياسى للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، وهو ما يخضع للتقييم كأداء سياسى، وبين الدور المشرف والسيادى والوطنى للقوات المسلحة المصرية التى تلتف كل قوى وتيارات المجتمع المصرى حولها، مشددا على ضرورة تفادى أى محاولة للزج بالقوات المسلحة فى مواجهة مع أى تيار أو فصيل من الجماعة الوطنية المصرية. واختتم خفاجى بيانه قائلا "إن لغة التهديد المبطن الذى يشير إلى مطالبة الجميع بأن يعوا دروس التاريخ لتجنب تكرار أخطاء الماضى الذى لا يراد العودة إليه، هى لغة تشير إلى فترة أليمة من الحياة السياسية المصرية التى عانى فيها كل المصريين من تجاوزات حقوقية ومدنية، وإرهاب فكرى جر على مصر الويلات والانكسار، ولن يسمح أو يقبل الشعب المصرى وثورته المباركة أو المجتمع الدولى أن تتكرر مثل هذه التجاوزات المدنية أو العسكرية تحت دعوى حماية الاستقرار الوطنى".