وجّهت جدة الشاب نائل، الذى أشعل مقتله برصاص شرطى فى "نانتير" غربى باريس الثلاثاء الماضي، أعمال شغب فى عموم فرنسا، دعوة عبر التلفزيون اليوم الأحد ناشدت فيها المحتجين بوقف أعمال العنف والشغب والتخريب. وقالت جدة نائل مخاطبة مثيرى الشغب: "أريد أن يتوقف كل هذا فى كل مكان .. وأقول لأولئك الذين يكسرون ويخربون، توقفوا! فلتتوقفوا عن تكسير أو تخريب المدارس والحافلات"، وذلك عقب الليلة الخامسة على التوالى من الاحتجاجات العنيفة على مقتل نائل (17 عامًا) برصاص شرطى أطلق النار عليه من مسافة قريبة خلال عملية تفتيش مرورى فى "نانتير". وفى لقاء حصرى أجرته معها قناة "بى إف إم تى في" التلفزيونية الاخبارية، اعتبرت جدة نائل أن مرتكبى أعمال العنف "يستخدمون حفيدها كذريعة"، معربة عن أسفها لوفاته ونهاية حياته بهذا الشكل.
كما أكدت أنها تريد القصاص فقط من "الشرطى الذى قتل حفيدها"، لكن ليس من ضباط الشرطة الآخرين، مؤكدة ثقتها فى القضاء. وجاءت تلك التصريحات فى الوقت الذى سجلت فيه أعمال الشغب فى فرنسا تراجعا نسبيا ليل السبت، بالرغم من القبض على ما لا يقل عن 719 شخصا فى جميع أنحاء البلاد، بينهم 194 فى باريس وذلك خلال الليلة الخامسة من الاضطرابات التى شهدتها البلاد إثر مقتل نائل، التى وصفت "بالأهدأ" مقارنة بالليالى السابقة التى شهدت أعمال شغب أشد عنفا خاصة فى مدن مارسيليا وليون. وأعلنت وزارة الداخلية، فى آخر حصيلة لها، اليوم الأحد، أن أعمال الشغب التى وقعت الليلة الماضية كانت أقل عنفا وأسفرت عن إصابة 45 من رجال الشرطة والدرك وحرق 577 سيارة و 74 مبنى، فيما تم تسجيل 871 حريقا على الطرق العامة، بالإضافة إلى توقيف 719 شخصا فى كل فرنسا بينهم 194 فى باريس و65 فى مارسيليا (جنوبفرنسا). واعتبر وزير الداخلية جيرار دارمانين أنه تم تسجيل "ليلة هادئة بفضل الإجراءات الحازمة للشرطة"، حيث تم نشر 45 ألفا من عناصر الشرطة والدرك، وهو نفس العدد الذى تم نشره فى الليلة السابقة للتصدى لأعمال الشغب التى هزت البلاد.
