اعتبر النائب الأول لرئيس الحكومة الدكتور مصطفى أبو شاقور إعلان زعماء قبائل وقادة ميليشيات شرق ليبيا الغنى بالنفط منطقة تتمتع بحكم شبه ذاتى، صادرا عن فئة قليلة. وقال أبو شاقور، فى مؤتمر صحفى بطرابلس، إن ليبيا وحدة واحدة وبلد واحد ولن يقبل الشعب الليبى أن تنفصل ليبيا أو يتم تقسيمها. وأضاف، إن "برقة لم تنفصل وإن فئة قليلة هى التى أعلنت هذا الأمر، أما بقية أبناء ليبيا سواء فى شرق البلاد أو غربها رفضوا هذا الأمر فى تظاهرات كانت أكبر دليل على هذا الرفض". وتعد برقة أول منطقة تعلن "إقليما فيدراليا اتحاديا" يتمتع بحكم ذاتى منذ الإطاحة بالزعيم الليبى معمر القذافى. ويقول زعماء القبائل إن منطقة برقة أهملت طوال عقود، وستكون من الآن فصاعدا دولة فى بلد اتحادى. ويقول مؤيدون للحكم الذاتى إن حكومة الإقليم ستتولى إدارة شؤون الإسكان والتعليم بينما تتولى الحكومة المركزية الإشراف على شؤون الأمن والدفاع. ويعارض المجلس الوطنى الانتقالى فى ليبيا هذه الخطوة خوفا من تفتت البلاد. وقال نائب رئيس الوزراء الليبى إن الحكومة الانتقالية ليست حكومة إقصائية فهى حكومة لليبيين جميعا، وهدفها هو خدمة جميع المواطنين فى أى مكان من ليبيا.. موضحا أن التركة التى وجدتها الحكومة بعد زوال نظام القذافى تركة ثقيلة، ولهذا فإن الخدمات والبنية التحتية فى جميع البلاد كانت محطمة وأن بناءها لا يتم خلال أشهر قليلة، لكن الجهود التى بذلت وصلت لكل أبناء الشعب الليبى. وقد شهدت مدينة البياضة تظاهرات "غاضبة" تحت شعار "لا للفيدرالية" وعبر المتظاهرون عن رفضهم لما يسمى بمجلس برقة. وشارك فى التظاهرة ممثلون عن منظمات المجتمع المدنى وقوى ثورية تجمعوا فى ميدان "الشهداء" ورددوا هتافات منددة بالفيدرالية وحذروا من تقسيم ليبيا. يذكر أن النظام الاتحادى ساد فى ليبيا لمدة عشر سنوات عقب الاستقلال، حيث انقسمت البلاد إلى أقاليم ثلاثة هى طرابلس فى الغرب وبرقة فى الشرق وفازان فى الجنوب، ثم تحولت ليبيا إلى الحكم المركزى فى أواخر عهد الملكية، وأسرع القذافى من خطى هذه العملية حين وصل إلى السلطة.
