يحتل الموسيقار محمد الموجى الذى تحتفل الأوساط الفنية بميلاده تلك الأيام مكانة عظيمة بين أبناء جيله من عمالقة الموسيقى فى الوطن العربى، حيث تحرر الموسيقار من اللحن التقليدى إلى الحس العاطفى من خلال إبحاره فى خيالات الكلمة، ليجد أن النبض والإحساس المتدفق يعود به إلى الفطرة التى نشأ عليها فى بلدته بكفر الشيخ، متأثرا بالطبيعة وألوان الطيف والشمس عند الغروب وهو يعزف ألحانه. عبقرية محمد الموجى تكمن فى تجديده للموسيقى والألحان العاطفية التى برع فيها منذ بدء رحلته الفنية مع العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، فى أول لحن أغنية جمعهما "صافينى مرة". اللحن الموسيقى عند الموجى تعبير عميق عن الذات، وما تنتابها من المشاعر، وما تهفو له القلوب العاشقة، ولعل هذا ما شد الجمهور إلى نغماته الساحرة التى عزفت ألحان الفرحة والشجن والحب معا. لا يوجد قلب مسه الحب لم يستمع إلى لحن رائعته "جبار"، ولم يبكيه لحن "حبك نار"، ولم يحلم ويتخيل مع لحن "كامل الأوصاف" غناء العندليب. ويعتبر لحن "قارئة الفنجان" تحديا بين الموسيقار ونفسه، ليخرج بتلك الصورة التى عجز المبدعون عن وصفها. وضع الموسيقار الموهوب كثيراً من الألحان المتنوعة بين الدينى والوطنى والعاطفى لجميع مطربى الوطن العربى، نذكر منها اللحن الخالد لأغنية "تمر حنة" لفايزة أحمد، وأغنيات "أما براوة" و"عيون القلب" لنجاة الصغيرة، والأغنيات الوطنية منها "أنشودة الجلاء" "يا صوت بلدنا"، "يا سلام ع الأمة"، ويكفيه من الألحان الدينية لحن "أنا من تراب". وتعاون الموجى فى رحلته مع كوكب الشرق فى أغنيات "للصبر حدود" و"اسأل روحك"، وهما من تأليف الشاعر عبد الوهاب محمد. والموسيقار المولود فى 4 مارس 1923 تحتفل بميلاده تلك الأيام جميع الوسائل الإعلامية والفنية تقديراً لعطائه الطويل.