عقدت المشيخة العامة للطرق الصوفية بالتعاون مع الأحزاب الصوفية مؤتمرا صوفيا، اليوم الخميس، للإعلان عن مصالحة "25 فبراير"، التى تمت بين الجبهات المتنازعة داخل الطرق الصوفية والإعلان عن تأسيس الكتلة الصوفية السياسية المكونة من ثلاثة أحزاب مشهرة وهى أحزاب التحرير المصرى والنصر ونهضة مصر. وناقش المؤتمر مطالب بالمشاركة فى وضع الدستور واختيار المرشح الرئاسى وخوض الانتخابات المحلية، وقال الدكتور عبد الهادى القصبى، رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية، فى مداخلة هاتفية لمؤتمر تأييد صلح الصوفية نظرا لسفره، أن جميع أبناء الطرق الصوفية اجتمعوا على قلب رجل واحد، حيث اجتمعت الجمعية العمومية للطرق الصوفية وتعاهدوا جميعا على أن يكونوا يدا واحدة وتعاهدوا ألا يسمحوا لأحد أى كان أن يشق الصف الصوفى. وأضاف لن نسمح بعد اليوم بمن يفرق الصوفيين، موجها رسالة لمن أسماهم بأهل الفتن "ارفعوا أيديكم عن أهل التصوف لقد تعاهدنا أن نتحد لله و لرسوله ولأبناء مصر، ولن نسمح بالتفريق بيننا مرة ثانية، والتفريق بين كل من يقول لا اله إلا الله أو بين من يدينون بأديان أخرى". وقال محمد صلاح زايد، رئيس حزب النصر الداعى للمؤتمر، إن الصوفية أساسها الرسول بدءا من صحابته، مشيرا إلى أن التصوف لم ينته ما دام العالم باقى، مضيفا أن الصوفيين شاركوا فى لحروب ضد الاحتلال على مصر فى مختلف العصور. وطالب رئيس حزب النصر، جموع الصوفية والشعب بمتابعة أعمال لجنة الدستور عن كثب وقراءة الدستور جيدا عند الانتهاء منه، وكشف زايد أن الصوفيين سيكون لهم دور رئيسى فى انتخابات الرئاسة القادمة واضح كالشمس. وأضاف أن الصوفيين، يعلمون جيدا ما يدور فى العلن وفى الخفاء، مشيرا إلى أنهم يدركون جيدا المخططات الخارجية والداخلية التى تريد النيل من مصر، مراهنا على أن الشعب سيفوت عليهم الفرصة، موضحا أن المخططات الخارجية تسعى إلى تفتيت الجيش كما سبق مع الجيش العراقى والآن فى سوريا. وأشار إلى أن الجيش المصرى هو حامى الوطن مطالبا بالحفاظ عليه وعدم النيل منه والسماح بوقوع فتنة داخله، موضحا أنه سيتم التقدم بمشروع العدالة الانتقالية وهى محاسبة الفاسدين وإجراء محاكمات نزيهة حتى يكون هناك انتقال سلمى. وقال الدكتور إبراهيم زهران، رئيس حزب التحرير المصرى، إن الأحزاب المنبثقة من الطرق الصوفية قررت تشكيل الكتلة الصوفية لمواجهة ثلاثة تحديات الأولى انتخابات المجالس المحلية التى هى تحدى خطير لإثبات وجود الصوفية والحصول على أكبر عدد من المقاعد التى تبلغ 64 ألف مقعد بالإضافة المشاركة لوضع الدستور لضمان عدم هيمنة أى فصيل سياسى يمكن أن يقوم بإقصاء أحد أو تهميشهم. وأضاف: أن التحدى القادم والقريب هو إيجاد مرشح رئاسى يعلن الصوفية تأييده والوقوف خلفه مؤكدا أن الكتلة الصوفية هى القيادة السياسية للعمل الصوفى بمصر. ووصف بأن الصوفية لن تسمح للحزب الوطنى فرع المعاملات الإسلامية مشيرا إلى (حزب الحرية والعدالة) بإقصاء المتصوفة فى تحقيق طلعاتها ورغباتها. من جانبه قال الشيخ عبد الغنى الهندى، منسق الحملة الشعبية للاستقلال الأزهر، إن الصوفية تأخرت كثيرا لصلح بينها وترتيب صفوفها فى الوقت التى كانت مصر تحتاجهم لترسيخ قيم الزهد والأخلاق. وأضاف، أن على الصوفية تدعيم الأزهر للمحافظة على مذهبه الأشعرى الصوفى الذى رسخه الناصر صلاح الدين الأيوبى بعد تحويله من منارة شيعية إلى منارة سنية مؤكدا أن هناك محاولات من بعض التيارات الإسلامية لتحويل منهجه. وأشار الهندى، إلى أن على الصوفية قيادات وقاعدة تدعيم التجارب السياسية الذى ظهرت عقب ثورة 25 يناير، موضحا أن الصوفية كانت متواجدة فى تأسيس الائتلاف واتحاد شباب الثورة وقدمت شهداء على رأسهم الشهيد الشيخ عماد عفت. من جانبه رفض الشيخ مختار محمد على، عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية، شيخ الطريقة الدسوقية المحمدية، أن الصوفية غابت عن الشارع المصرى بعد صعود التيارات أخرى، مؤكدا أن الصوفية حاضرة وموجودة فى كل بيت مصرى ومن العامل إلى رئيس الجمهورية إلا أن الصوفية بعيده عن السياسية ولا تخاف من شىء فهى تيار دينى يهدف للقيم والأخلاق. وأوضح أن صوت الصوفية ليس كصوت التيارات الأخرى عاليا، فهى تتميز بصوتها الهادئ النابع من قوتها.
