دعا عماد مكى، مؤسس وكالة أمريكا إن أرابيك، الحكومة الأمريكية إلى التوقف عن دعم النشطاء المصريين الساعين للديمقراطية. وانتقد قرار واشنطن بالدفاع عن عدد من نشطاء الديمقراطية فى مصر من خلال تهديد ما وصفه "85 مليون مصرى" بقطع المعونة. وقال فى مقاله بصحيفة سان فرانسسيكو كرونيكال إن تهديدات واشنطن الخاصة بالمساعدات المالية عن المصريين الذين يمثلون حليف قوى لها منذ 35 عاما، سياسة خاطئة. وأوضح أنه من جانب، هناك تعاون وثيق بين الولاياتالمتحدة ومصر. ومن جانب آخر هناك دائرة صغيرة من السياسيين الذين يتحدثون مع الحكومة الأمريكية، والذين يزعم مكى انهم لا يحظون بشعبية أو مصداقية فى مصر. وأضاف أن هؤلاء السياسيين حينما خسروا السباق فى أول إنتخابات برلمانية بعد الثورة، فإنهم تركوا واشنطن دون أى قوة فى مصر الجديدة، لذا فإن مضت الولاياتالمتحدة فى تهديداتها بقطع المساعدات المالية السنوية عن مصر، فإنها بذلك تقوض ما تبقى من نفوذ أمريكى. الجدير بالذكر أن الناشر المعروف هشام قاسم والحقوقى البارز حافظ أبو سعدة، رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، إتهما وكالة أمريكا إن أرابيك للإخبار والترجمة بالتزوير وأنها وكالة وهمية ذلك بعد أن زعمت الوكالة حضور هؤلاء لقاءات سرية مع مسئولين أمريكان لطلب المساعدات المالية وتتهمهم حاليا بشن حملة ضدها. وتابع مكى زاعما أن مساعى واشنطن للديمقراطية فى مصر تتعدى قليلا عملية النصب والإحتيال، ويشير إلى أن هناك عدداً من السياسيين الليبراليين فى مصر الذين يلعبون بالدبلوماسيين الولاياتالمتحدة مثل الدمى للحصول على الأموال الأمريكية. وهؤلاء السياسيين غير مقتنعين بأن واشنطن تهتم بالديمقراطية لكنهم يحتفظون بالروابط معها للحصول على أموالها، وهؤلاء هم النشطاء الذين يجب محاربتهم، حسب قول مكى. ويستهدف مكى فى مقاله هجوم انتقاما ضد كل من أبو سعدة وقاسم، مشيرا إلى أحد وثائق ويكيليس التى تنسب للسفيرة الأمريكية السابقة بالقاهرة مارجريت سكوبى والتى كتبت معربة عن املها فى إيجاد سبل أفضل وأقل صداما لدعم نشطاء الديمقراطية. وينقل عن وثيقة نشرها ويكيليكس بتاريخ 26 فبراير 2009 قول سكوبى: "ينبغى توجيه الأموال لمنظمة خارجية محترفة مثل معهد الوقف الوطنى للديمقراطية الذى يحتفظ برؤية طويلة المدى لتعزيز الديمقراطية، بعيدا عن نفس الحزمة السياسية مثل الدعم الاقتصادى". ويتابع مدير وكالة الترجمة مزاعمه، مشيرا إلى أنه فى عام 2009، تلقى أبو سعدة أموال من واشنطن عبر وكالة غير حكومية بالمغرب تمولها الولاياتالمتحدة. ولفت إلى أن أبو سعدة يواجه حاليا تحقيقات فى تلقى تمويل أجنبى لمنظمته دون ترخيص بينما تنقل إحدى برقيات ويكيليكس عن سياسيين مصريين تحذيراتهم لمصريين آخريين من أمريكا حتى بعد تلقيهم دعمها المادى. وفيما يخص الناشر الصحفى البارز هشام قاسم، يقول مكى أنه بعد أسبوع من تسلم قاسم فى 2007 وسام الديمقراطية من معهد أمريكى، أبلغ الإعلامية والناشطة السياسية جميلة إسماعيل، وفق برقية لويكيليس بتاريخ 30 أكتوبر 2007، أن "لا أحد فى الولاياتالمتحدة يكترث بالديمقراطية فى مصر"، ويضيف: "إذا تم إعتقالك، فإنه لن يصدر حتى ولو بيان من الحكومة الأمريكية". ويشير مكى ضمن مزاعمه المسببة بالتوتر الناشب مع قاسم، إلى أن الناشر المصرى حث إدارة أوباما فى 2009 على الاستثمار فى تأسيس المعاهد الديمقراطية فى مصر. حتى أن قاسم يعمل الآن ضمن اللجنة التوجيهية للوقف الوطنى للديمقراطية الذى تموله الولاياتالمتحدة. ويختم مكى قائلا إن دفع مزيد من أموال الضرائب الأمريكية للسياسيين المصريين المزدوجين، وفق وصفه، على حساب العلاقة الإستراتيجية المثمرة مع مصر يعنى أن هذه الأموال تذهب هباء. فالغريب أن الكونجرس والخارجية الأمريكية يقاتلون حاليا لضياع هذه الأموال بدعمهم لنشطاء الديمقراطية فى مصر.