قتل عشرة أشخاص على الأقل اليوم فى غارة شنتها طائرة أمريكية بدون طيار على المناطق القبلية شمال غرب باكستان، معقل حركة طالبان وحلفائها من تنظيم القاعدة، حسب ما أعلن مسئولون عسكريون باكستانيون. وغالبا ما تشن هذه الطائرات بدون طيار التابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سى آى إيه) أو للجيش الأمريكى والمتمركزة فى أفغانستان المجاورة، غارات على المناطق القبلية الباكستانية منذ العام 2004، مستهدفة عناصر من طالبان الباكستانية أو الأفغانية ومقاتلين من القاعدة. وأقر الرئيس الأمريكى باراك أوباما مؤخرا بشن هذه الضربات بعدما أنكرتها الولاياتالمتحدة لفترة طويلة. وقال مسئول كبير فى الجيش لوكالة فرانس برس، طالبا عدم كشف اسمه، إن صاروخين أصابا معسكر تدريب للمقاتلين الإسلاميين فى تابى على مسافة 10 كلم جنوب شرق ميرانشاه كبرى مدن شمال وزيرستان، معقل طالبان باكستان والقاعدة وشبكة حقانى التابعة لطالبان أفغانستان، العدو اللدود للجيش الأمريكى من الجانب الآخر للحدود. وأضاف أن "النيران اندلعت فى أحد المبانى وقتل عشرة متمردين". وأكد مسئولون آخرون فى قوى الأمن والاستخبارات الغارة والحصيلة لفرانس برس وقال أحد المصادر أن بين الضحايا "أجانب" ينحدرون من آسيا الوسطى. ويجند تنظيم القاعدة الكثير من الناشطين الإسلاميين القادمين من دول عربية، وكذلك من دول فى آسيا الوسطى ويقوم بتدريبهم فى هذه المعسكرات. ومنطقة وزيرستان الشمالية محاذية لأفغانستان وتعتبر ميرانشاه ومحيطها القاعدة الخلفية الرئيسية لشبكة حقانى. ولا يمكن التثبت من الإعداد التى يوردها ضباط باكستانيون كحصيلة لهذه الهجمات الأمريكية من مصدر مستقل إذ يسيطر المتمردون الإسلاميون على هذه المناطق الخارجة عن سلطة الدولة. وبدأت حملة القصف بواسطة طائرات أمريكية بدون طيار على المناطق القبلية الباكستانية عام 2004 وتكثفت خلال السنوات الثلاث الأخيرة، حيث وصل عدد الغارات إلى أكثر من 220 غارة منذ أغسطس 2008. وأدت هذه الغارات خلال الفترة ذاتها إلى سقوط أكثر من 1700 قتيل غالبيتهم الكبرى من المقاتلين الإسلاميين، بحسب السلطات الباكستانية التى تندد بالغارات رسميا غير أنه يعتقد بحسب الصحافة فى البلدين أنها أبرمت اتفاقا ضمنيا مع واشنطن للسماح بها، غير أن العسكريين الباكستانيين وجمعيات حقوقية تشير إلى سقوط العديد من المدنيين فى هذه الغارات.
