بعد توقف الاشتباكات بين قوات الأمن المركزى والمتظاهرين، عاد الهدوء لمحيط وزارة الداخلية، حيث اصطفت اللجان الشعبية بالشوارع التى تمركزت فيها الاشتباكات، مكونين 4 كردونات بشرية بشوارع محمد محمود وفهمى ومنصور ونوبار. كما عززت وزارة الداخلية من قواتها أمام مقر الوزارة، ووضعت الأسلاك الشائكة للفصل بينها وبين المتظاهرين، فيما يتواجد أطنان من الطوب وفوارغ القنابل المسيلة للدموع فى الشوارع المحيطة بالوزارة، فى حين تقوم شركات النظافة الآن بإزالة مخلفات الاشتباكات، بينما يواصل أصحاب المحال التجارية، القريبة من محيط الاشتباكات، إغلاق المحال خوفًا من تجدد الاشتباكات. ومن جانب آخر، يشهد ميدان التحرير هدوءًا فى جميع أرجائه، حيث يواصل المتظاهرون اعتصامهم وسط فتح حركة المرور أمام السيارات، فيما تنتشر الحلقات النقاشية الموسعة بين المتظاهرين حول الأحداث الأخيرة، مؤكدين على ضرورة عدم التظاهر أمام وزارة الداخلية، وأن قوات الأمن المركزى لها الحق فى الرد على اعتداءات المتظاهرين، وقام المتظاهرون بتنظيم مسيرة تتجه لشارع محمد محمود للمطالبة بعودة المتواجدين فى محيط الوزارة إلى الميدان، مرددين "اللى يحب مصر يرجع على الميدان". فيما وصلت حصيلة الإصابات التى وقعت على إثر الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن، منذ صباح أمس الجمعة وحتى الساعات الأولى من فجر اليوم، إلى أكثر من 800 حالة، ورصد "اليوم السابع" من خلال ال9 عيادات المتنقلة تفاصيل الإصابات، حيث تلقى مستشفى عمر مكرم ما يقرب من 200 حالة أمس، وأكد الدكتور على محسن أن المستشفى تلقى، من الساعة 11 مساء أمس حتى الساعة 5 من فجر اليوم، 70 حالة، من بينها إصابة متظاهر بطلق نارى حى فى الرأس، وتم نقلة إلى سيارة الإسعاف ولكنه لفظ أنفاسه الأخيرة. فيما تلقى مستشفى كنيسة قصر الدوبارة 250 حالة إصابة، وكان من أخطر الإصابات حالة اخترق فيها الخرطوش جفن العين، مما أفقد المصاب عينه، وحالة أخرى أصيبت بخرطوش بالصدر وتمكن الأطباء من إسعافها ونقلها لمستشفى قصر العينى. ومن جهة أخرى، أطلق المتظاهرون على عيادة بشارع محمد محمود اسم الشهيد علاء عبد الهادى، حيث تلقت العيادة من الساعة 11 مساءً وحتى الخامسة فجرًا 150 حالة إصابة، وفقًا لما أكده الدكتور محمود مغاورى، من بينها 3 حالات توقف نبض القلب، توفى إحداها أثناء نقله لمستشفى أحمد ماهر، وتم إسعاف حالتين. أما المستشفى الميدانى الذى أقامه ائتلاف لجان الدفاع عن الثورة، فأكد منتصر حسن، عضو الائتلاف، أن المستشفى تلقى 150 حالة، من 11 مساء وحتى 5 فجرًا، من بينها 10 حالات حرجة، حيث تلقى فى الساعات الأولى من فجر اليوم، أثناء الاشتباكات، 30 حالة، وكانت أكثر الحالات خطورة حالة أطلق عليه 40 خرطوش بالظهر، وتم نقلها لمستشفى قصر العينى. بينما تلقى مستشفى شارع التحرير الموجود بالقرب من شارع منصور، على رصيف بنك مصر، 75 حالة إصابة بالخرطوش فى جميع أنحاء الجسم، وأكد محمد الجمال، المسئول عن المستشفى، تلقيه 4 حالات إصابة بالرصاص الحى فى الذراع والقدم أثناء الاشتباكات، بينما تواجدت عيادة بشارع يوسف الجندى تلقت 9 إصابات بالرصاص الحى فى الساعات الأولى من فجر اليوم، من بينها شاب فى العشرينيات من عمره، تم نقله لمستشفى قصر الدوبارة. وأكد أحمد فارس، القائم بالعيادة المتواجدة بين شارع محمد محمود ويوسف الجندى، تلقيهم 75 حالة إصابة، معظمها اختناقات وإصابة بالخرطوش. وفى سياق متصل، وصلت حصيلة المبانى والمنشآت التى تضررت أثناء الاشتباكات إلى 5 منشآت، وهى مبنى الضرائب العقارية الذى تم حرقه مساء أمس الجمعة، و4 محال تجارية احترقوا وتم تدميرهم نتيجة إلقاء القنابل المسيلة للدموع، وقام المتظاهرون بمحاولة إطفاء النيران، وهم: محل إكسسوار سيارات، ومحل مفاتيح، وشركة سياحة بشارع فهمى بالقرب من البوابة الرئيسية لوزارة الداخلية، بينما تم تحصين جميع البضائع الإلكترونية بمحل تجارى بشارع نوبار.