انتفاضة الشعوب العربية وحمى المظاهرات لم تنته بعد، مر عام كامل على ثورة الربيع العربى وأوضاع كثيرة تغيرت، خرجت بعض الشعوب العربية تندد بالظلم وعدم المصداقية من حكامها قراصنة السلطة ومحتكرى الرئاسة الذين لا يراعون الله عز وجل فى رعاياهم، وبدلوا رسالتهم التى من شأنها المحافظة على أمن وسلامة الوطن والمواطنين وتأمين حياة كريمة نظيفة لكل فرد من أفراد المجتمع من مأكل وملبس ووظيفة وصحة وتعليم ومسكن ورعاية بالداخل والخارج وتحسين أوظاع المجتمع وعمل بنية تحتية ومستقبل للأجيال القادمة ولكن!!! الطمع والجشع والغرور وحب جمع المال الذى أصاب كل من اعتلى كرسى العرش وملأ بطنه وبطن أولاده من أموال الشعوب وأحل الحرام على نفسه وأولاده دون تحسب إلى غليان الأمم أو إلى انفجار يدمر هويتهم ويهدر دمهم.. لقد اتخذ قراصنة السلطة الكذب على مدار سنين طويلة وتركوا المصداقية وقدر الله أن يخرج الشعب من نومه العميق بعد أن وضعت تلك الشعوب كل الثقة والمصداقية فى حكامهم، ولكن إن الثقة والمصداقية كالدمعة إن وقعت لن تعود، وبدأت ساعة الحساب والعقاب الى رؤساء دول ظلموا ودمروا أمن وسلامة بلادهم. لقد انعدمت الثقة لدى كثير من الشعوب العربية المسالمة من قبل هؤلاء الغزاة وأسميهم غزاة لأنهم سيطروا واحتلوا بلدهم ونهبوا ثرواتها إذاً لا فرق بينهم وبين الغازى.. بدأت الثورة بتونس الخضراء وفجرها محمد بوعزيزى بائع الخضار وقضت القوة االشعبية بتفوق من الله وتوكل عليه بتدمير قرصان من قراصنة السلطة الرئيس السابق الهارب زين العابدين بن على وزحفت ثورة المظلومين على هؤلاء الظالمين إلى أن وصلت إلى مصر الحبيبه وكانت ثورة شباب حقيقية رسموا بدمائهم مستقبل مصر ووضعوا النقاط على الحروف بعد ما دمرها مبارك وأعوانه طيلة فترة حكمه الظالم وماذال المخلوع يرى الذل بعينية هو وأولاده خلف القضبان أما الهارب زين العابدين هرب مثل الفأر من المصيدة، ثم قتل القذافى على يد الثوار والحرق للرئيس اليمنى لكن كتب الله له النجاة وغيرهم من قراصنة السلطة ومصاصى دماء الشعوب، ثم إلى البحرين والجزائر وإيران ومورتانيا والمغرب والأردن، ولكن تلك الدول لم تأخذ نصيبها إعلاميا وانتهت لأن رؤساء تلك الدول وضعوا حلولا جذرية سريعة قضت على غليان الشعب. أوجه رسالة إلى كل حاكم ورئيس دولة لا يراعى الله عز وجل ويفضل مصالحه الشخصية ومصالح من حوله من أتباعه وأقاربه على مصلحة الوطن والمواطنين هذا إنذار على نطاق واسع، فالدنيا تغيرت والناس تفتحت ويجب أن ينتبه كل رئيس وملك وحاكم إلى النظر إلى الأمام قبل أن تكون الفاجعة ولا نسلم العواقب إن كانت عواقب اقتصادية وسياسية واجتماعية وعواقب لا يعلمها إلا الله. يجب أن يتوقف عصر الظلم ونفتح صفحة جديدة فى حياة الشعوب، فقال سبحانه وتعالى فيما رواه رسول الله فى الحديث القدسى: {يا عبادى إنى حرمت الظلم على نفسى وجعلته بينكم محرماً، فلا تظالموا (رواه مسلم) وعن جابر أن رسول الله قال: اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمه (رواه مسلم) والظلم: هو وضع الشىء فى غير محله وظلم الإنسان لغيره من عباد الله ومخلوقاته، وذلك بأكل أموال الناس بالباطل، وظلمهم بالضرب والشتم والتعدى والاستطالة على الضعفاء. أيها الظالم: لا تظلمن إذا ما كنت مقتدراً فالظلم آخره يأتيك بالندم نامت عيونك والمظلوم منتبه يدعو عليك وعين الله لم تنم فتذكر أيها الظالم: قول الله عز وجل: وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَار(إبراهيم) ،42وتذكر أيها الظالم: الموت وسكرته وشدته، والقبر وظلمته وضيقه، والميزان ودقته، والصراط وزلته، والحشر وأحواله، والنشر وأهواله. اللهم أنصرنا على شياطين الإنس والجن واجمع شمل أمتنا على كلمة واحدة وتحت لواء واحد وولى خيارنا أمورنا يا رحمن.