عبر عدد من الأدباء والمثقفين، عن استيائهم الشديد، من تشكيل اللجان الدائمة للمجلس الأعلى للثقافة، والبالغ عددها 26 لجنة، والذى يعد أول تشكيل للمجلس بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير المجيدة، مؤكدين أن هذا التشكيل لم يكن معبرًا عن تطالعات وآمال المثقفين، فى تشكيل يعبر عن وصول الثورة لوزارة الثقافة، وبرلمان المثقفين، إلا أن آمالهم باءت بالفشل، بعدما تضمن التشكيل الجديد أسماءً محسوبة على النظام السابق، مثل الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق الذى قبل الوزارة فى حكومة الدكتور أحمد شفيق، وغيره، وأن هذا دليل على استمرار النظام السابق. قال الشاعر الكبير عبد المنعم رمضان لم أعد استغرب شيئًا ما دامت المحاكمات التى تجرى فى القضاء تبرئ القتلة وتدين الثوار وتحبسهم فلا غرابة أن يعود رجال "مبارك" ومنهم "جابر عصفور" إلى أماكنهم السابقة، مؤكدًا "أنهم يتسللون الآن بسرعة، ولجان المجلس بالنسبة لى لا تعنينى، لسبب بسيط، فالمجلس ذاته، والوزارة، تقع ضمن حكومة يرأسها "الجنزورى"، وهو جاء لأداء مهمة محددة، سوف تتضح إذا عرفنا مهمات حكومة "شفيق" ثم "شرف". وأوضح "رمضان" أن حكومة "شفيق" أتت لتهريب الأموال وإحراق المستندات والوثائق، ولما اتمت مهمتا ذهبت، وجاءت بعدها حكومة "شرف"، وكانت مهمتها تبريد الثورة، ووضعها فى الثلاجة، ولما أنهت المهمة ذهبت، وأتت "الجنزورى"، ووزارة الثقافة جزء من كل هذه المهمات، ومهمة "الجنزورى" إخراج الثورة من الثلاجة وفحصها وإثبات أنها فاسدة لا تصلح للأكل ومعاقبة كل من يذكرها فيما بعد، وبهذا المعنى لا يعنينا المجلس ولا الوزارة، لأننا سوف نصبح معنينن بالفروع، والأصول فاسدة. ورأى "رمضان" أن انسحاب الدكتور محمد البرادعى أمس من ترشيحه للرئاسة، تأكيد على أن المسرحية مفضوحة للغاية، وأن كل من يشاركون هذه الحكومة هم خونة حقيقون للثورة. وقال الشاعر محمود قرنى إن تشكيل اللجان بالمجلس الأعلى للثقافة يعكس وجودًا كثيفًا ومؤكدًا للنظام السابق، وجميع من عملوا معه، ويتجاهل بكل سفور الكتابة الجديدة فى مصر، وليس أدل على ذلك، من بقاء جابر عصفور فى لجنة الدراسات الأدبية، وبقاء أحمد عبد المعطى حجازى، وفاروق شوشة ومحمد إبراهيم أبو سنة، فى لجنة الشعر، رغم أنهم قضوا أكثر من عشرين عامًا فى عضوية هذه اللجان وبشكل عام فإن متوسط الأعمار فى تشكيل اللجان يعكس إنحيازًا لكبار السن من مشايخنا ولقدامى الخادمين فى بلاط النظام السابق، ولعلك تذكر أن عددًا وفيرًا من أعضاء اللجان كانوا آخر الضيوف على موائد "مبارك"، ولجنة ابنه "جمال"، مثل "عصفور" و"حجازى"، ممن كانوا فى آخر لقاء مع المخلوع قبل الثورة. وأضاف "قرنى" أن الحادث فى تركيب اللجنة بشكل عام، تعبير دقيق عن غياب الحسّ الثورى، وكأن مصر لا يجب أن تعاد صياغتها من جديد، بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، وأؤكد على أن فساد الوزارة باقٍ على حاله، وفساد مسئوليها كما هو، وأعمال التشهيلات سوف تستمر على نفس النسق، كما أحب أن أشير إلى أننى كنت واحدًا من المكلفين بترشيح أعضاء لجنتى الشعر والدراسات الأدبية، من وزير الثقافة السابق، الدكتور عماد أبو غازى، وقد أرسلت إليه الترشيحات بالفعل، ونوهت فى رسالة مرفقة، من هذه المخاطر، التى عادت جميعها، وبشكل معمق، مع صدور قرار الدكتور شاكر عبد الحميد، وزير الثقافة الحالى، مع العلم، أننى استبعدت نفسى من لجنة الشعر، حتى لا يقول قائل أننى باحث عن مصلحة فى انتقاد هذه اللجان. وقال الروائى حمدى أبو جليل إنه بغض النظر عن اللجان، واختياراتها، وهى بالمناسبة كبير جدًا، لدرجة أنه يصعب اعتبار أنهم تجاهلوا أحد، وكأن هناك جيوش غفيرة فى المجلس، لكن برأيى أن وزارة الثقافة ارتدت عن أوضاعها قبل الثورة، وتكاد تكون الجهاز الحكومى الوحيد، الذى تدهورت أحواله فعلاً بعد الثورة. وتابع "أبو جليل": "وفى ظل هذا التدهور ليس غريبًا أبدًا أن يعود الدكتور جابر عصفور فى ظل أن تلامذته ومساعدوه هم قادة العمل الثقافى، وأن وزارة الثقافة بعد الثورة فقدت "عصفور"، فقدته بما أعتبره خطأ أو حماقة قبول الوزارة، لأنه للأسف أجرأ وأشجع وأكثر خبرة ودراية بالعمل الثقافي، من كل من يعملون ويقودون وزارة الثقافة الآن، وهو بالنسة لهم الأستاذ والمعلم، فلو كان موجودًا الآن لكان أفضل من مساعدى مساعدوه، وكان سيكون قادرا على مواجهة التيارات السلفية، وألا يظهر كما ظهر الوزير الحالى وكأنه يعد نفسه ليكون وزيرًا فى الحكومة السلفية، كلام لو جاء وزيرًا سلفيًا لخجل أن يقوله. موضوعات متعلقة: وزير الثقافة يصدر قراراً بإعادة تشكيل اللجان الدائمة بالأعلى للثقافة