كسرت بداخلى قيود القهر، وأطفأت لهيب الخوف المتأجج، وحفرت قبراً لليأس وأعلنت وفاته ومحوت عنى آثار الحزن وجَملت تشوهات عمرى وآهاته وقمت بترميم ما أفسدته عوامل التعرية، ونَشط بداخلى هرمون حياتى. جعلتنى أنتفض من تحت ركام الضياع وأتشبث بالأمل الهارب وأتمسك ببقايا كونى إنسان، حررتنى من معتقل الشك والريبة وأنفاسه السامة والأوهام الغريبة وحررت نفسى من زنزانة الصمت وأنعشت ذاكرتى بحروف الصمود والحرية ونسجت من صفحات حياتى الممزقة نهر متدفق بالحب، كلماتك دائماً منسوجة من خيوط شمسك الذهبية كلماتك دائماً معطرة برائحة المسك وعطر الوجود كلماتك دائماً نهر متدفق بأجمل معانى التواجد والصمود. جعلتنى أقبل على الحياة بنظرة مغايرة وأتشبث بها، وكثيراً ما كنت أتعثر فى حياتى أجدك أمامى تمد لى يد العون، يدك بيدى نجدف سوياً وسط تلاطم أمواج الحياة لتحمينى من رياح التلوث، وصنعت معى حائط صد للزوابع والأعاصير جعلتنى أقف على أرض صلبة، أذكر منذ زمن وقد تقبلتنى على ما أنا عليه، وهذا ما جعلنى أتمسك بك بقوة جعلت من أحزانى قوة وطاقة هائلة لأقبل على حياتى مرة أخرى بحب ويقين بأن آلآت أفضل وكسرت بداخلى حدة الوحدة والملل والقلق الذى كان يساورنى كما السوس ينخر بداخلى ليقضى عليه بالقاضية. كثيرون سقطوا من حساباتى.. لم أجدهم وقت الشدة، وكنت أنت دائماً بجوارى أتكئ عليك لأنهض مره أخرى، أنت بداخلى كجذور شجرة يصعب اقتلاعها، ما أجمل إحساسك عندما أتحدث معك وأنت تتحمل ثرثرة كلامى وهمومى وبكلماتك المبهرة تضئ لى طريق الحياة وتشعرنى بأننى لست وحيداً فى هذا الكون، نعم أجدك عندما احتاجك ففى الوقت الذى تخلى الجميع عنى أدركت فى تلك اللحظة، أنهم كانوا يتظاهرون بتعاطفهم معى، ولكنى لم أجدهم عند الحاجة. عندما كانت الآمال تتبدد بداخلى وتنهار معنوياتى وتتوتر أعصابى وأفقد صوابى أجدك فى الوقت الذى أشعر فيه إنها النهاية، أجدك تجعلها بداية رائعة لحياة جديدة جديرة بأن نحياها. جعلت من صحرائى القاحلة وأرضى الجدباء مساحة تفاهم وتناغم لأحيا الحياة بطريقة صحيحة، وعلمتنى كيفية التواصل مع الآخرين. حتى فى فترات الصمت والتباعد كانت رسائلك بمثابة طاقة متجددة تشعرنى دائماً بأنك شخص فريد فى نوعه، حتى الأشياء التى من حولى كانت تثير انتباهى لكونها تذكرنى دائماً بوجودك وتدفعنى دائماً لما هو أفضل، فما أجمل تبادل الأفكار ونموها وتناغمها مع شخص فريد فى نوعه.