صور| 40 مشروع تخرج قدمها 250 طالبا بهندسة جامعة القناة    إجراءات عاجلة للحكومة الجديدة بشأن رفع العبء عن المواطنين    انقطاع المياه لمدة 10 ساعات متواصلة عن سكان هذه المحافظة    رئيس جامعة المنوفية يعتمد نتيجة تراكمي بكالوريوس كلية التربية النوعية بنسبة 91,74%    سعر الدولار اليوم 7 يوليو.. تحديث مباشر من داخل البنوك    انخفاضات قوية في أسعار الأجهزة الكهربائية.. نزلت 30%    4 أهداف رئيسية لمبادرة حياة كريمة.. تعرف عليها    صدمة لهؤلاء الموظفين.. هتشتغلوا يوم زيادة أسبوعيا بقرار من الحكومة    مصر تدين قصف مدرسة تؤوي نازحين فلسطينيين بالنصيرات| بيان عاجل للخارجية    وزير الخارجية البريطاني الجديد: نرغب في اتخاذ موقف متوازن تجاه إسرائيل وغزة    وزارة الرياضة: كشف ملابسات سفر الراحل أحمد رفعت فور انتهاء التحقيقات    فريدة عثمان تعلن عدم خوضها منافسات أولمبياد باريس 2024    صور.. تنفيذ فعاليات برنامج مشواري بمركز شباب السعديين بالشرقية    إحالة شاب سوداني للجنايات بتهمة قتل صديقه بأكتوبر    طقس الأيام المقبلة.. تحذيرات من بحر مضطرب وارتفاع قادم بدرجات الحرارة    حقيقة إلغاء امتحان الكيمياء للثانوية العامة| التعليم تحسم الجدل بعد الفيديو المنتشر    نفاد تذاكر حفل رامي عياش في مهرجان الحمامات بتونس    استبدال كسوة الكعبة المشرفة في أول أيام العام الهجري الجديد 1446ه| فيديو    أمين الفتوى: الهجرة علمتنا أن الإنسان يمكنه أن يبدأ من جديد في أي لحظة    قناة "الناس" تذيع تقريرا عن طريق سير النبي في هجرته المباركة    في يومها العالمي.. أهم الفوائد الصحية للشوكولاتة    محافظ أسيوط يواصل جولاته على المستشفيات ويطمئن على صحة المرضى    نائب وزير الصحة يتفقد مركز صحة الأسرة بمنطقة بدر الطبية ويراجع صندوق الشكاوى    محافظ شمال سيناء: أولوياتنا الأمن القومي واستكمال إنجاز ملف المساعدات    رئيس «مجاهدي سيناء»: التاريخ لن ينسى الدور البطولي للشهيد أحمد منسي (فيديو)    كل ما تريد معرفته عن الشهيد أحمد المنسي    أوكرانيا: مقتل وإصابة 10 أشخاص في هجمات روسية على دونيتسك    منتخب كولومبيا لا يعرف الهزيمة منذ يوليو 2022 بعد إقصاء بنما    بعد إعلانه دعم فيلم "شمس الزناتي".. محمد إمام يوجه الشكر ل تركي آل الشيخ    «الكينج يفتتح الغناء».. عروض فنية ضخمة بمهرجان العلمين    القاهرة الإخبارية: مجمع ناصر الطبي المشفى الوحيد الذي يعمل فى خان يونس    سيناء.. بوابة مصر الشرقية ودرعها الواقي على مر الزمان    فارسكور تشهد الاستعدادات النهائية لختام ورش مصر جميلة    وزير الخارجية والهجرة يتلقى اتصالاً هاتفياً من نظيره القبرصي للتهنئة بتوليه منصبه الجديد    استقبال شعبي مهيب، 15 صورة ترصد لقاء شيخ الأزهر مع مسلمي تايلاند    الإفتاء:توضح حكم التهنئة بالعام الهجري الجديد 1446    حازم مبروك عطية: الهجرة النبوية الشريفة تعلمنا درسا هاما فى حب الوطن    رفع 295 حالة إشغال طريق مخالف بطرق وشوارع البحيرة (صور)    تكليفات جديدة لرؤساء الشركات.. وزير الكهرباء الجديد يلتقي قيادات شركات التوزيع الثلاثاء    البورصة تواصل الصعود في منتصف تعاملات اليوم    «الصحة»: انطلاق المرحلة الثانية من المسح الميداني المجاني للكشف المبكر عن البلهارسيا والطفيليات المعوية    تجديد اعتماد الأيزو الدولية لمعمل صرف صحى أم دينار بالجيزة للمرة الثانية    أولياء الأمور يغششون الطلاب على غرار "عبلة كامل" في اللمبي.. عقوبة تنتظرهم    تصعيد كبير بين حزب الله وجيش الاحتلال على الحدود اللبنانية    الصحف الأوروبية.. الصن: مانشستر يونايتد قريب من ضم جوشوا زيركزي وسبورت: ريال مدريد وبرشلونة يتنافسان على ضم فلوريان فيرتز    «أثناء عبورها الطريق».. تفاصيل دهس سيدة عند كوبري أحمد عرابي    تفاصيل إصابة شخص في حريق بمحل ملابس بالمنصورة    كولر يطلب حسم صفقة تونسية كبرى ل الأهلي    في أولى جولاته.. محافظ أسيوط يتفقد سير العمل بمستشفى الرمد للعيون    صعود نجم كامالا هاريس يهدد آمال بايدن في الانتخابات الأمريكية.. هل ينسحب؟    متروكة ومتهالكة في الشوارع.. رفع 45 سيارة ودراجة نارية بالقاهرة والجيزة    رأس السنة الهجرية.. ما حكم التهنئة بقدوم الأعوام والشهور والأيام؟    امتحانات الثانوية العامة 2024.. اعرف حل امتحان الكيمياء وراجع إجاباتك    حقيقة وفاة لاعبين اثنين من اتحاد طنجة المغربي.. جرفتهما الرياح أثناء السباحة    ضياء السيد: رفعت صاحب شخصية قوية منذ صغره وكنا نستعد لعودته للملاعب    شاهد بالبث المباشر منتخب البرازيل اليوم.. مشاهدة منتخب البرازيل × الأوروجواي Twitter بث مباشر دون "تشفير" | كوبا أمريكا 2024    حظك اليوم برج القوس الأحد 7-7-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    أحمد دياب يكشف تفاصيل ما حدث لأحمد رفعت لاعب مودرن سبورت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أيها المثقفون.. عودة إلى زهير الشايب!
نشر في اليوم السابع يوم 12 - 01 - 2012

من الأدبيات السخيفة الهجوم على المثقفين وهى «موضة» امتدت سنوات طويلة، ومن الغريب أن هذا الهجوم كان غالباً من المثقفين أو من مدعى الثقافة، وليس سهلاً أن تميز بين هؤلاء وهؤلاء، وأكره بالتالى أن أهاجم المثثقفين ولكن من الضرورى أن ننقد بعض ما يفعلون. وأنا أرى أنهم قد تأخروا كثيراً فى الثورة على النظام السابق، وأرى أيضاً أنهم تقاعسوا عن القيام بدورهم بعد قيام ثورة 25 يناير وعندما سعوا إلى أن يتجمعوا منذ نحو ثلاثة أسابيع بعد محاولات شفاهية اكتشفوا أنهم ليسوا مجمعين على شىء، وربما كان الشىء الوحيد الذى اتفقوا عليه هو الهجوم على أشرف عبدالغفور نقيب المهن التمثيلية.
طغى الدوى الثقافى لزيارة النقيب للمرشد على أسوأ حدث فى القرن الواحد والعشرين وهو المشهد الذى لا يصدقه إلا مجنون وهو الحرق العمد للمجمع العلمى فى احتفالية ملؤها البهجة، فالصبية - بأمر كبار بالطبع - ألقوا بكرات النار وقنابل المولوتوف على هذا المعهد العريق، ولا شك أنك رأيت مثلما رأى الملايين الصبية وهم يرقصون فرحاً بما أنجزوه ولو عشنا ألف عام لن ننسى رقص القرود أمام المجمع والوجوه عليها نشوة النصر، وفى العين بهجة الإنجاز، هل كان ذلك فرحاً؟! فرحاً بماذا؟! هل كان احتفالاً بانتصار الجهل على الثقافة؟ لا أظن أن القرد يعرف أنه جاهل أو يعرف أن المجمع فيه كتب والعياذ بالله والكتب رجس من عمل الشيطان، وأظن أنه دمر الصرح الثقافى مقابل مائة جنيه، وربما أقل، وربما أكثر.
ولا شك أن الحدث أثار اهتمامنا ولكننا انصرفنا فوراً إلى الفضائيات والانتخابات والمحاكمات والاحتجاجات إلخ، وبعد أيام من حرق المجمع العلمى وعمره ألف عام أو أكثر. ومن بكى فعل ذلك خلسة وربما لا يدرى لماذا يبكى، على انحدار المستوى الثقافى لوطن رفعه دوره الثقافى فوق الأمم، أم يبكى لهذا المزيج الجديد باشتراك البربرية مع الحريق مع الرقص؟.
وبكيت لأسباب عديدة أولها: زهير الشايب يكتب منذ أكثر من ثلاثين عاماً لكننى أبكيه الآن بحرقة أكبر. كان زهير الشايب فى ريعان الشباب عندما تصدى لترجمة كتاب وصف مصر رأيناه عملاً جنونياً، فأن يجتمع مئات من أعظم علماء العالم فى زمانهم لتأليف كتاب يمنع فرداً من ترجمة هذا السفر العظيم وحده. أخرسنا الإعجاب آنئذ، نحن الذين كنا نعرف زهير الشايب ونحبه ليس لموهبته فقط بل لأنه أيضاً كان من أطيب وأرق الناس. وتابعناه فى إعجاب ولكن الديناصورات الثقافية ارتاعت من طموح الشاب الوحيد وأعلنت عليه حربها «الذكية» وحاربته فى أحلامه وعمله ورزقه حتى سقط شهيداً.
وما حدث بعد ذلك فى ترجمة كتاب «وصف مصر» دليل على الجهد العبقرى الذى قام به زهير الشايب، فلقد أتم بنفسه ترجمة تسعة عشر جزءاً وبعد ذلك بكينا تأثرا مرات أخرى عندما اشترينا الأجزاء التالية فوجدنا عليها اسمى منى زهير الشايب وأمل زهير الشايب، وللأسف لم أقابل أحدهما من قبل لكننى أكن لهما تقديراً كبيرا لأنهما استمرتا فى إكمال رسالة الأب العظيم وبعد ذلك استولت سبع جهات على المشروع وشارك فيه نحو خمسين من كبار المترجمين.
وأحفاد الديناصورات التى قتلت زهير هم الذين أحرقوا المجمع العلمى ليكشفوا أن فساد النظام السابق كان فى تجريف الثقافة أولاً، وما تبع ذلك من فساد سياسى واقتصادى واجتماعى.
وعلى المثقفين الذين استعادوا دورهم متأخراً أن يدركوا أن الغاية ليست تحقيق أهداف المثقفين ولكن تحقيق أهداف الثقافة. أكتب هذا ويوم السبت القادم موعد لأول مؤتمر جاد للمثقفين منذ وقت طويل، وأتمنى أن يختلفوا كما يريدون ولكن لا يتشاجرون أبداً ولا يلقون بالتهم على معارضيهم فهذه موضة انتهت!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.