سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"كرتى" يدعو الإخوان المسلمين إلى الاقتداء بعلاقة الإسلاميين والأقباط فى السودان..القصف الإسرائيلى لشرق السودان رسالة إلى القاهرة.. وننتظر رد مصر حول تشكيل قوة مشتركة لحماية الحدود
قال وزير خارجية السودان على كرتى، إن الإسلاميين فى بلاده يتعايشون مع مسيحيين لا يستخدمون دينهم فى محاربتهم، داعيا الإخوان المسلمين فى مصر إلى دراسة علاقة الإسلاميين بالأقباط فى السودان، مضيفا: "تجربتنا مع الأقباط يتم النظر إليها باعتبارها موضع دراسة حيث يتعايش الاثنان معا بشكل لا نظير له فى العالم". وأكد وزير الخارجية السودانى فى اجتماع عقده صباح اليوم، الأحد، فى مقر إقامة السفير السودانى فى القاهرة وبحضور عدد من الصحفيين والباحثين والمهتمين بالشأن السودانى، بالإضافة إلى السفير محمد مرسى، مساعد وزير الخارجية للشئون السودانية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو لا يريد التعاون فقط مع جنوب السودان، ولكن يريد إيذاء العرب وعلى رأسهم مصر، لافتا إلى اقتراحهم على الجانب المصرى تشكيل قوة مشتركة لحماية الحدود ومنع تهريب الأسلحة، وذلك فى إطار اتفاق الحريات الأربع إلا أنهم لم يتلقوا من الجانب المصرى أى استجابة، معربا عن رغبته فى أن يتجاوب المصريون مع هذا المقترح. واعتبر كرتى القصف الإسرائيلى للحدود المشتركة بين مصر والسودان بمثابة رسالة موجهة إلى القاهرة مضمونها "إذا تم فتح حدود مع السودان فى إطار الحريات الأربع سيحدث مضايقات كثيرة جدا"، نافيا الغارة التى ادعت الصحف الإسرائيلية أنها نفذتها على الحدود المصرية السودانية الأحد الماضى. وحول تخصيص السودان ل 1.2 مليون فدان للمشروعات الزراعية المصرية قال: "هذه الأرض موجودة قبل تولى جعفر النميرى، الرئيس الخامس للسودان، منصبه، وعندما وصل إلى الحكم عرضها على الرئيس الراحل أنور السادات، ولكنه قبل ذلك العرض بالسخرية من استثمار المصريين فى السودان"، موضحاً أن هذا المشروع الواقع فى جنوب الحدود المصرية مباشرة، جاد ومياهه متوفرة ولا ينقصه سوى الطاقة والخبرات الموجودة فى مصر أكثر من السودان، على حد تعبيره. وعن الحريات الأربع بين البلدين، قال: إن هذه الاتفاقية تعانى من التباطؤ من الجانب المصرى مقابل توقيع السودان عليها، مضيفا أن رفض مصر كان لأسباب غير مبررة، وبعد التوقيع قالت مصر إنها ليست ملتزمة بتنفيذ جميع بنودها. وأعرب عن استعداد بلاده للتغلب على معوقات تنفيذ هذه الاتفاقية، مؤكداً: "نحن فى اليوم التالى لتوقيع الاتفاقية رفعنا التأشيرات والقيود وحرية التملك والعمل للمصريين، ونحن على استعداد لتبادل القوائم المحظورة من الأشخاص". وفيما يتعلق بمشروعات الأسر المنتجة قال: "تم طرحها على السفارة المصرية فى السودانية وهى مشروعات تتبناها وزارتى الشئون الاجتماعية فى مصر والسودان"، واعداً بدعمها شخصياً بالتعاون مع وزارة الشئون الإنسانية والرعاية الاجتماعية السودانية. وقال وزير الخارجية السودانى على كرتى: إن هناك علاقة بين دولة جنوب السودان وإقليم دارفور الغربى من جانب وإسرائيل من جانب آخر، مضيفا: "ليست هناك خشية من أن تكون هناك هوية السودان على حساب المسيحيين أو غير العرب". وأكد أنه خلال العامين الماضيين لم تكن هناك مواجهات مع الحركات المسلحة، وإنما كانت هناك مواجهات مع قطاع طرق حدث توافق بينهم وبين هذه الحركات التى تهدف أساساً للنهب، على حد قوله، قائلا: "الحركات المسلحة تضعف تدريجيا". وأوضح أن حركة العدل والمساواة، أكبر الحركات المتمردة فى إقليم دارفور، لم ترد أن تقاتل مؤخراً، ولكنها كانت تريد العبور بقواتها، وما حصلت عليه من الحكومة الليبية قبل الثورة، إلى السودان، مشيرا إلى ما جرى بين الحكومة وقوات العدل والمساواة التى بدأت مواجهاتها مع بعض السكان المحليين خلال طريقهم إلى العاصمة، ثم جاء الطيران السودانى، وتمت عملية مقتل خليل إبراهيم، زعيم العدل والمساواة، والتى صاحبتها خسائر كثيرة فى العربات والقيادات، فعدلت الحركة من طريقها إلى الجنوب. وأكد وزير الخارجية أن الحديث عن الهوية السودانية لا يعنى فرض قيود على المسيحيين وأوضح على كرتى أن هناك حالة من التعايش الدينى ظلت موجودة فى السودان منذ زمن، وأن الرئيس عمر البشير يشارك الأقباط، ويدعوهم للإفطار معه فى رمضان، مؤكدا: "معركتنا معركة هوية، بعد تأكد أن أكثر من نصف عدد المنظمات التى أدارت حواراً مع الولاياتالمتحدةالأمريكية والبالغة 158 هى منظمات كنسية". وتابع: "تجربتنا مع غير المسلمين ناهضة، وليس سببها نظام الإنقاذ الحاكم أو الإسلاميين، ولكن سببها الشعب السودانى والمبادئ التى تربى عليها إلى أن جاء الإنقاذ وزكى هذه المبادئ". ولفت إلى أن النظام السودانى فضل اقتطاع مسافة من مساحة وزارة الخارجية على ألا يتم اقتطاعها من كنيسة لعمل مشروع خدمى، وذلك لأن الكنيسة منطقة مقدسة، ومع ذلك هناك بعثات تبشيرية تأتى لاستغلال العلاقة بين المسلمين والمسيحيين. وقال: إن الذين دعوا للانفصال لم يذكروا موضوع الشريعة الإسلامية على الإطلاق، وأن هذا ما ادعته الصحافة العربية اليسارية، واصفا ذلك بالأوهام، موضحاً: "الدعوة إلى الانفصال ظهرت منذ عام 1959، وقامت الحركة الشعبية على أساس انفصالى، وهناك قرار منذ اليوم الأول لحكم الإنقاذ بعدم إقرار الشريعة الإسلامية على الجنوب والمسيحيين فى الشمال". وأوضح أن الذين يقودون الحرب فى دارفور هم إسلاميون تابعون لحسن الترابى، وأن الصراع هناك بعيد عن الدين. وفى أثناء حديث كرتى بعث محمد حسين طنطاوى، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، مندوبه لتهنئة كرتى والسفارة بعيد استقلال السودان. وفيما يتعلق بالوجود الإسرائيلى فى جنوب السودان، قال: "قضية وجود إسرائيل فى جنوب السودان واقعية، وأصبحت معروفة على المستويين الرسمى والدبلوماسى وهذا أفضل للمتابعة، ونحن لدينا استراتيجية واضحة للتعامل مع الجنوب". إلا أنه أضاف أن الوقت لم يأت بعد لبدء هذه الاستراتيجية لأن جنوب السودان غير متقبلة لذلك، وما زالت تحمل استراتيجية غير داعمة للسلام، لافتا إلى أن الإسرائيليين أثاروا الجنوبيين لفتح قضايا لم يتم الاتفاق عليها أصلا. وقال: إن الواقع سيجعل رئيس دولة الجنوب السودانى سلفا كير ميارديت مستعدا لبدء هذه الاستراتيجية، مضيفا أن الرئيس البشير منذ أن وصل إلى السلطة وهو يدعو إلى السلام. وأضاف: "إسرائيل فقدت حلفاء أعزاء لها، وشىء طبيعى أنها تبحث عن الثمن، وما يجرى فى شرق السودان هو ما يجرى فى المنطقة المفتوحة لسواحل غرب البحر الأحمر والمحيط الهندى، والتى تنتهى بموريتانيا، وفى هذه المنطقة توجد مجموعات متطرفة تهرب كل شىء وليس أسلحة فقط". وأكد أن السودان يتم استغلاله فى عمليات التهريب، مذكرا أن القافلة التى قصفتها إسرائيل عام 2009 كانت عادية، وليست قافلة أسلحة، وكذلك كان الوضع فى سيارة بور سودان. وتابع: "كان من السهل تشكيل علاقة جيدة بين شطرى السودان والاستفادة من إمكانيات البترول والمياه والزراعة، ونحن فى السودان تبنينا مسألة الحدود المرنة، بحيث لا يتم إعاقة الحركة، وهم الآن يستفيدون من هذه الحدود المفتوحة لدخول الذرة وغيرها، ولكن الكونجرس والبيت الأبيض غير راغبين فى التعاون معنا لتأسيس علاقة سليمة". ومضى يقول إن سياسة السودان واضحة وغير مبنية على عداء، وعلى جنوب السودان أن تعى أن علاقتهم الأفضل لابد أن تكون معنا، ولكن دولة الجنوب تهوى الإرهابيين، وينطلق منها العداء لدولة جارة، وتصرف الذخائر وغيرها للمتواجدين فى جنوب كردفان.. وكل هذه المظاهر تستفيد منها الولاياتالمتحدةالأمريكية، بحيث لا يتم رفع اسم السودان من الدول الراعية للإرهاب، ولا تلغى العقوبات المفروضة عليها. وطالب بأن ترفع حكومة الجنوب يدها عن الحركات المسلحة فى الشمال، مضيفا أن واشنطن لا ترغب فى استقرار السودان، ومن أجل ذلك، تمت دعوة جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامى، للدخول على خط الحديث السياسى فى هذا الموضوع. وفيما يتعلق باللغط الذى حاوط رئيس بعثة المراقبين العرب إلى سوريا محمد الدابى بسبب سجله الحقوقى، قال: "الدابى كان قائدا للقوات المسلحة فى دارفور ثم قاد الاستخبارات فى السودان، ومنذ أكثر من خمسة أعوام وهو ينسق لعمليات الاتحاد الأفريقى وللأوضاع فى دارفور". ورأى أن بعثة المراقبين العرب إلى سوريا لم تكتمل بعد وأن المراقبين بحاجة إلى مزيد من الأيام بسبب أعمال العنف المتجددة منذ أن ذهبوا إلى هناك.