اختتمت الأحزاب السياسية دعايتها الإعلامية قبل يوم الصمت، وكان حزب الوفد له الحظ الوافر، حيث شهدت مدينة مرسى مطروح آخر فعاليات الدعاية بمشاركة الدكتور السيد البدوى رئيس حزب الوفد أطول مسيرة انتخابية بالسيارات ًتأييداً لمرشحى الحزب، وقد بدأت المسيرة بالسيارات من منطقة الجراولة بالكيلو 20 شرق مدينة مرسى مطروح، وطافت شوارع المدينة بمشاركة أكثر من 500 سيارة تحمل صور مرشحى الوفد وشعارات مؤيدة لهم وهتافات "يحيا الوفد... يحيا الوفد". شارك فى المسيرة مرشحو قائمة الوفد لمجلس الشعب وهم: جمال عبدا لله قاسم رسلان "جمال الشورى"، ويوسف يونس رحيم وزحام سليمان زحام ونصرة أبو عجيلة رحومة. كما شارك فيها مرشح قائمة الوفد لمجلس الشورى وهم: سعيد الحفيان وعبد الحميد عبد اللطيف "عطا الله أبو الشيخ " وخالد راغب عبد الحليم وياسمين العمرية، كما شارك فيها مرشح الوفد فردى لمجلس الشعب عمال صادق عبد السلام صالح، ومرشح مجلس الشورى فئات المهندس رحومة عبد الواحد إسماعيل، وبحضور على الشوكى رئيس لجنة الوفد بمطروح. وجابت المسيرة شوارع مرسى مطروح بدءاً من بوابة منطقة الجراولة بالكيلو 20 شرق مدينة مرسى مطروح وصولاً إلى منطقة الخروبة على بعد 15 كيلو مترا غرب مطروح مكان انعقاد المؤتمر الجماهيرى الحاشد بحضور حوالى 5 آلاف من مؤيدى ومناصرى حزب الوفد، وعدد من عمد وشيوخ وعواقل مرسى مطروح، وفى بداية المؤتمر قام المهندس رحومة عبد الواحد إسماعيل مرشح الوفد فردى فئات شورى بالترحيب بالدكتور السيد البدوى رئيس الوفد، مؤكداً أن جميع أبناء مطروح كانوا فى انتظار حضور رئيس حزب الوفد كى يتعرفوا بشكل أكبر على برنامج حزب الوفد، خاصة بعد ثورة 25 يناير ثم تحدث الشيخ عثمان أبو زعالة أحد كبار العمد والمشايخ بمطروح والذى حيا البدوى ورحب به فى مرسى مطروح، مؤكداً أن تاريخ الوفد مع القبائل البدوية لم يبدأ منذ الآن لكن له تاريخ يرتبط ببدايات إنشاء الوفد، ويكفى فخراً القبائل البدوية ولحزب الوفد معاً وجود شخصية بدوية أسهمت فى إنشاء الحزب، وقيام ثورة 1919 وهو الشيخ حمد الباسل "الرحمى" من قبيلة الرماح القبلية السليمية التى ينتسب إليها معظم القبائل البدوية. وألقى الدكتور السيد البدوى كلمته أمام المؤتمر قال فيها معلقا على رؤية الوفد للدين الإسلامى، نحن فى حزب الوفد نؤمن بثوابت لا يملك أحد أن يزايد علينا فيها نؤمن أن الإسلام دين الدولة، وأن مبادئ الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع، وأنه لغير المسلمين حق الاحتكام إلى شريعتهم فى أحوالهم الشخصية وشئونهم الدينية نؤمن بأن الوحدة الوطنية هى حجر الزاوية فى أمن وسلامة واستقرار مصر الجديدة نؤمن أن المواطنة هى أساس كافة الحقوق والواجبات لافرق بين مصرى ومصرى على أساس الدين أو العرق أو الجنس. وقال البدوى فى هذه الأيام نرى مقولة الإمام محمد عبده تتحقق "يستخدم الدين دكاناً"، وهو ما سنقف أمامه ولن نكون عليه شهوداً صامتين لكننا أيضاً لن نرتكب الأخطاء التى ننقدها لن نستخدم نصاً نشترى به مصلحة سياسية أو ندغدغ به مشاعر البسطاء للحصول على أصوات عن غير جدارة أو استحقاق. وأكد البدوى أن الوفد لم ولن يكون حزباً علمانياً وأننا نرفض العلمانية التى تفصل بين الدين والدولة فالإسلام دين ودولة حكم وسياسة شريعة وقانون، والسلطة واجبة ولكن شكلها وكيفية ممارستها متروك لجماعة المسلمين، حيث إنه لا عصمة بعد النبى صلى الله عليه وسلم. وها هو خليفة رسول الله أبو بكر الصديق يقول: "لقد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينونى وإن أسأت فقومونى" الصدق أمانة والكذب خيانة والضعيف فيكم قوى عندى حتى أرد عليه حقه والقوى فيكم ضعيف عندى حتى آخذ الحق منه، أطيعونى ما أطعت الله ورسوله فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لى عليكم". كل ذلك يؤكد أن السياسة فى الإسلام من أمور الدنيا التى يجتهد فيها صاحب الأمر فرداً كان أو مؤسسة فى البحث عن أفضل السبل لتحقيق مصلحة الجماعة التى اختارته وبقيت رقيبة عليه فأبو بكر وعثمان وعمر رضى الله عنهم لم يأتوا إلى الخلافة ويعتلوا رئاسة الدولة، لأنهم الأفقه فى أمور الدين، ولكن لأنهم الأقدر على قيادة الدولة ورسم سياستها فى ظل الظروف الاجتماعية والتاريخية السائدة فى ذلك الوقت كانوا يفقهون الدين وفق أركانه المعروفة ووفق حرامه المحدود ومباحة غير المحدود. (مقولة الإمام أحمد بن حنبل الحاكم القوى الفاسق خير من الحاكم الضعيف المؤمن....). وأضاف رئيس الوفد أن الحزب آمن وسيظل يؤمن بالديمقراطية القائمة على أسس التعددية الحزبية والفكرية واحترام حقوق الإنسان والحريات العامة، وتداول السلطة فى انتخابات حرة تحت إشراف قضائى كامل.. الديمقراطية التى يحميها سيادة القانون والقضاء المستقل والرقابة الشعبية والمساءلة السياسية والصحافة الحرة والإعلام المستقل. وهاجم البدوى بعض أجهزة الإعلام، مؤكدا أن الإعلام الوطنى الذى يبنى عقل وضمير ووجدان الأمة وليس الإعلام الذى يبحث بعض أصحابه عن زعامة زائفة أو ينفذون أجندات، خاصة ولو كان على جثة وطن بأكمله، مضيفا لقد انتقلنا من تزييف إرادة الأمة عن طريق صندوق الانتخاب إلى مرحلة تزييف عقول الأمة من خلال إعلام مريض يحتاج إلى علاج فورى. وأخيراً أكد البدوى أننا على مشارف زمن سياسى جديد. نفهم ذلك وندرك معناه. معناه هو إلا نتاجر بكلمة هنا، ونغيرها فى مؤتمر آخر أو تجمع آخر لمجرد الفوز بمقعد.