طالب اتحاد الناشرين المصريين برئاسة الناشر محمد رشاد، كلا من المجلس العسكرى ورئاسة مجلس الوزراء، بسرعة التدخل لحماية معرض القاهرة الدولى للكتاب ومنع تأجيله لأول فبراير بدلا من 24 يناير، وهو الموعد الذى كان مقررا له سلفا لتزامنه مع احتفالات الذكرى الأولى من ثورة 25 يناير. وقال الاتحاد، فى بيان، إنه فوجئ اليوم بالتصريح الصادر عن وزير الثقافة بخصوص تأجيل معرض الكتاب إلى شهر فبراير دون الرجوع إلى اتحاد الناشرين المصريين أو أخذ رأينا فى ذلك ودون أسباب واضحة لهذا التأجيل. وتوجه مجلس إدارة اتحاد الناشرين المصريين إلى المجلس العسكرى بطلب سرعة التدخل لحماية صناعة النشر وسمعة مصر وسمعة معرض القاهرة الدولى للكتاب من الانهيار، مؤكدًا أن المجلس العسكرى قام بحماية كافة الأحداث الكبرى التى حدثت فى مصر، وأن رجال القوات المسلحة استطاعوا حماية لجان الانتخابات والتى زارها خلال يومين ملايين المصريين فى عدة محافظات، متسائلاً: فكيف لا يستطيع تأمين حدث ثقافى دولى وجوده يعد إعلانا عن حالة من الاستقرار يشاع فى العالم أننا فقدناها إلى الأبد؟. وأبدى الاتحاد فى بيانه اندهاشه من اجتماع وزير الداخلية باتحاد الكرة ورؤساء الأندية الجماهيرية، ويعلن عن استعداده لتأمين كافة مباريات كرة القدم، ويدعوا لإقامتها جميعاً بحضور الجماهير ويرفض تأمين حدث ثقافى دولى يعلن عن استقرار مصر. وشدد الاتحاد على خطورة تأجيل المعرض مرجعا ذلك لعدة أسباب، أولها أن هذا التأجيل يضر بسمعة مصر دولياً ويعمق الإحساس بعدم الأمان الذى تعانى منه مصر على المستوى الدولى ويصفنا بضعف الأمن وعدم القدرة على تأمين الأحداث والفعااليات الدولية التى تقام على أرض مصر، علاوة على فقدان آلاف الزوار والعارضين العرب والأجانب وتأثير ذلك سلباً على السياحة وسمعة مصر، وثانيا، أنه تم الاتفاق على تاريخ هذا المعرض مع وزير الثقافة السابق ووزير الداخلية السابق والإعلان عن هذا الموعد دولياً. وأقبل الناشرون العرب والأجانب على المشاركة فى معرض الكتاب المصرى الأول بعد الثورة، وقاموا بسداد اشتراكات أجنحتهم بالمعرض وشحن الكتب سواء براً أو بحراً وجميعها الآن فى الطريق إلى مصر، وتأجيل هذا المعرض أو إلغاؤه سوف يضر بمصالح الناشرين العرب والأجانب المشاركين بالمعرض ويكبدهم خسائر فادحة للعام الثانى على التوالى، علاوة على فقدانهم الثقة فى معرض القاهرة الدولى للكتاب وعدم الحرص على المشاركة به مرة أخرى وفقدان النجاح والسمعة الدولية التى حققها هذا المعرض على مدار 42 سنة ماضية، إضافة إلى فقدان المعرض لحقه الدولى وخروجه من الأجندة الدولية لمعارض الكتاب العالمية، وهو المعرض الوحيد فى الوطن العربى الذى اكتسب حقه الدولى على مدار 42 عاماً، وتم تصنيفه كأحد أكبر معارض الكتاب فى العالم، وسوف يفقد هذه الصفة نتيجة لخروجه عن موعده المحدد دولياً لمدة عامين متتاليين طبقاً لقانون المعارض الدولية، حيث تم إلغاؤه نتيجة لأحداث ثورة يناير 2011 ثم تأجيله أو إلغائه هذا العام، مما يتيح الفرصة لبعض الدول المتربصة بنا لتحتل مكان معرض مصر ضمن المعارض الدولية. وأكد الاتحاد، فى بيانه، أن تأجيل المعرض أيضا يجعله يتعارض مع معارض الكتب العربية الأخرى المنتظمة فى معارضها مثل معرض المغرب للكتاب الذى يبدأ فى 10/2/2012 ثم معرض مسقط للكتاب فى 28/2/2012 وما يليهما من معارض متعاقبة حتى شهر مايو 2012، مما يعنى انسحاب كافة الناشرين العرب والأجانب من معرض القاهرة الدولى للكتاب فى حالة تأجيله لارتباطهم بهذه المعارض المتعاقبة التى تليه، ومطالبتهم برد ما سدده علاوة على التعويضات عن الخسائر التى تكبدوها للمرة الثانية، وأن الناشر المصرى قد فقد أكثر من نصف حجم أعماله نتيجة لإلغاء معرض القاهرة الدولى للكتاب عام 2011، وتحمل تلك الخسائر بنفسه دون أى تعويضات من أى جهة من جهات الدولة، وتأجيل معرض 2012 أو إلغاؤه بهذه الصورة سوف يؤدى إلى انهيار أكيد لصناعة النشر، وكثير من دور النشر سوف تغلق أبوابها وتصفى أعمالها وموظفيها الذين يزيد عددهم عن مائتى ألف عامل وموظف، وما يتبعه ذلك من فقدان الكتاب المصرى والكاتب المصرى تأثيره على حركة الثقافة العربية. وأعلن مجلس إدارة الاتحاد، أنه فى حالة انعقاد دائم لحين حل هذه المشكلة وعودة معرض الكتاب إلى موعده المعلن بناءً على اتفاق سابق مع وزيرى الثقافة والداخلية السابقين، و"أنه إذا كانت وزارة الداخلية ترفض تأمين معرضنا فإننا نعلن أن الناشرين المصريين يتعهدون بتأمين معرضهم والحفاظ على سمعته الدولية".