قال د.عاصم الدسوقى أستاذ التاريخ إن المثقف الحقيقى لابد أن يمارس حريته، مشيرا إلى أن هناك أشكالا كثيرة للسلطة المستبدة التى تعرقل دور المثقف المهتم بقضايا الواقع الاجتماعى وهمومه، مثل السلطة الدينية، مؤكدا أن هناك العديد من السلطات التى تعرقل المثقف، منها دور الإفتاء الدينى الذى يقف دائما جوار السلطة الحاكمة وسلطة الأسرة وسلطة العمل وسلطة الثقافة السائدة المتمثلة فى مقولات أصحاب الرأى المشهورين وتقديس آرائهم. جاء ذلك خلال جلسة "دور المثقف والثورة" والتى أدارها د.حسنين كشك وهى الجلسة الأولى من فعاليات مؤتمر أدباء مصر الذى تم افتتاحه صباح أمس الأربعاء، حيث شارك "الدسوقى" بورقة بحثية عنوانها "الثقافة ومقاومة الاستبداد فى جدل حرية الفكر والتعبير فى مصر الحديثة". وأضاف الدسوقى أن المثقفين ينقسمون تاريخياً إلى ثلاث شرائح واحدة مع السلطة تعطيها مشروعيتها وتبرر قبحها، وأخرى تعيش فى الهامش وتصوب أفكارها وآمالها تجاه السلطة، والأخيرة تحاول دائما أن توجد طريق بديل هم الأكثر تحركاً ويلعبون دور المثقف العضوى. وأوضح الدسوقى أن الاستبداد السياسى بدأ فى مصر مع سلطة الحاكم الإله، وعندما نزلت الأديان تحول إلى حاكم مفوض من الإله وهنا اتحد نص الاستبداد الدينى بنص الاستبداد السياسى، ثم تحول إلى سلطة الحاكم الأب والخروج عنه خروج عن التقاليد الاجتماعية وذلك الاستبداد بالسلطة كان دائما ما يقوم بتخويف المثقفين ومنعهم عن إبداء قناعاتهم. وركز الدسوقى على تتبع مسار الحريات والعلاقة بين المثقف والسلطة عن طريق تتبع تاريخ الطباعة وتحولاتها منذ دخول الحملة الفرنسية حتى هذا الوقت وكيفية تعامل السلطة معها حيث كان نابليون يطلع على تقرير بما تمت طباعته وكذلك محمد على، وهكذا حتى تطور دور الرقيب التابع للسلطة الذى يحجر على الأفكار أو يختار ما يناسب من وجهة نظر السلطة. وخلال الجلسة عرض د.محمد حسن عبد الحافظ أستاذ الأدب الشعبى بأكاديمية الفنون ورقته البحثية "مدنية الثقافة ومرجعيتها الشعبية"، وقال إن أحد التعريفات الرئيسة للثورة إنها علم التغيير الشامل للمجتمع وليس المقصود بها إسقاط رأس النظام أو النظام كله، وهى معركة طويلة جدا يجب أن يدخل فيها المثقفون والطلاب والجيل الجديد الذى قام بها والذى لابد وأن يكون فى المقدمة وتلك حتمية تاريخية، والثورة الشعبية مجهولة القائد تماما مثل الثقافة الشعبية لأنه كما أن الجمهور يتبنى النص ليصبح شعبيا هكذا الثورة الشعبية ، تقوم على التعددية فقد انتهت فكرة الواحدية وأثبتت فشلها من جانبه قال د. أيمن تعيلب أستاذ النقد الأدبى أن الثورة المصرية تتم سرقتها على قدم وساق، وعلى الثوار أن ينظموا صفوفهم فهم قادرون على مواجهة ذلك، ثم عرض تعيلب الورقة البحثية التى شارك بها فى كتاب المؤتمر الذى جاء تحت عنوان "سقوط نص الاستبداد .. الثقافة الثورة ..مراجعات ورؤى". وأضاف تعيلب أن ثورة 25 يناير خرجت عن الثورات السابقة التى يعرفها المثقفون المنتمون للنظام السابق لذلك قاموا بتسخيفها واتهامها بأنها بلا قائد والكثير من تلك التوصيفات الباطلة فلا توجد ثورة شعبية كانت لها قيادة واضحة فى بدايتها ولكن مع تبلور الأوضاع أفرزت قيادتها، وقال :الحق هو حق لمن يقوم بالفعل ويضحى من أجل إثباته لذلك لا يمكن أن نصدق دعاوى أن الشعب بأكمله قام بالثورة وأنه ليس من حق الثوار التحدث باسم الثورة.