قال الدكتور شاكر عبد الحميد وزير الثقافة إن وزراء حكومة الدكتور كمال الجنزورى هم أول من طبق عليهم الحد الأقصى للأجور، موضحًا أنه بعدما كان يتقاضى الوزير مبلغ 30 ألف جنيه راتبًا شهريًا، أصبح يتقاضى الآن 20 ألفًا فقط، مشيرًا إلى أن هذا القرار جاء خلال اجتماع مجلس الوزراء الطارئ صباح أمس الأربعاء، وهو ما منعه من حضور افتتاح مؤتمر أدباء مصر بدار الأوبرا. وأكد "عبد الحميد" خلال لقائه بعدد من المثقفين والإعلاميين، مساء أمس، الأربعاء، على أن وزارة الثقافة قامت بتحويل العديد من ملفات الفساد إلى النيابة العامة، وأنها الآن قيد التحقيق، رافضًا الكشف عن هذه الملفات حتى يتم الانتهاء من التحقيق فيها، مشيرًا فى نفس السياق إلى أنه مازالت هناك أسماء تنتمى للنظام السابق لا تزال تعمل بالوزارة، وأن اختفاء هذه الأسماء لا يمكن أن يأتى مرة واحدة، مؤكدًا على أن الماضى لا يتنهى فجأة بل تدريجيًا، وأوضح أنه تم ضخ دماء جديدة فى قطاعات الوزارة المختلفة بعضهم من الشباب، وذلك فى سياق التغيير المنشود الذى يجب أن يتم بآلية عملية. وحول صعود تيار الإسلام السياسى وتأثير ذلك على العمل الثقافى، أكد "عبد الحميد" على ضرورة احترام صندوق الانتخابات، وأنه لا يتخوف من صعود الإسلاميين، لكن فى الوقت نفسه لن نقبل بقمع الشعب أو العودة به إلى الوراء، ومشددًا على أن الشعب الذى انتزع حريته من "مبارك" بثورة أشاد العالم بها لا يمكن أن يعود للخلف أو يسمح لأحد أن يكون واصيًا عليه. كما شدد "عبد الحميد" على أن جموع المثقفين ضد استخدام الإسلام فيما يسىء للإسلام، وأن يختزل الإسلام السمح فى قمع حريات الناس، رافضًا فى الوقت نفسه تصريحات بعض المرشحين للرئاسة من ممثلى التيار الإسلام السياسى بالتركيز على أن دورهم فى حال وصولهم للرئاسة هو تعليم الناس الصلاة والصوم، مؤكدًا أن الشعب المصرى متدين بطبعه، وأنه بحاجة إلى رئيس لديه رؤية لقيادة مصر للأمام. ومن جانبها دعت الكاتبة فريدة النقاش جموع المثقفين المتفائلين إلى توخى الحذر فى المرحلة المقبلة، وإدراك نتيجة فوز تيار الإسلام السياسى بثلثى مقاعد البرلمان، وأنه فى هذه المرحلة سيكون لهم دور فى إصدار التشريعات، وهو ما يدعو المثقفين إلى أهمية التكاتف من أجل المطالبة بتعديل القوانين التى تقيد حريات الفكر والإبداع وقانون سلطة الصحافة، والحفاظ على التراث المصرى المهدد بمحوه. ودعا المفكر السودانى حيدر إبراهيم، وزير الثقافة إلى الاهتمام بالسودان وجعله من أولوياتها فى المرحلة المقبلة، وأن يكون هناك تعاون وتبادل للثقافات، وألا تقتصر علاقة مصر بالسودان على قضية المياه فقط. كما دعا القاص الكبير سعيد الكفراوى، والشاعر الكبير ماجد يوسف، وزير الثقافة إلى أهمية استغلال الإعلام بشكل إيجابى وفعَّال يقوم بدور تنويرى فى مقابل الجماعات الظلامية التى تريد لمصر أن تعود للخلف، كما عبر الروائى فؤاد قنديل عن سعادته عندما علم بأن الوزارة سوف تدعم مجلة "أدب ونقد"، ودعاه إلى ضرورة وضع آلية منهجية لنشر إصدارات وزارة الثقافة التى تظل حبيسة المخازن ولا تصل إلى القرى والنجوع ولا يعلم المواطن عنها شيئًا.