أكد الدكتور مصطفى السيد، الأستاذ فى كلية الكيمياء والكيمياء الحيوية بمعهد جورجيا للتكنولوجيا، الولاياتالمتحدةالأمريكية، أن علم النانو تكنولوجى هو علم الفقراء، وتقف منه جميع دول العالم على مسافة واحدة نظرا لحداثة هذا العلم، مشددا على أهمية الاهتمام والاستثمار فى التنمية البشرية، وأن الحل لتحقيق النهضة الحديثة بمصر يبدأ بالتعليم أولا، رافضا فكرة المنافسة بين صرف الموارد المالية على المواد الغذائية أو على البحث العلمى، قائلا لا يوجد منافسة بين الجانبين حيث لابد من الاهتمام بالتعليم الذى سيؤدى إلى فتح مجالات لفرص العمل، وبالتالى دفع الضرائب وزيادة موارد الدولة المالية فى المسار الطبيعى لها. جاء ذلك فى الندوة التى نظمها مركز الدراسات والبرامج الخاصة CSSP بمكتبة الإسكندرية، بالتعاون مع أكاديمية العلوم فى العالم النامى، والمكتب الإقليمى العربى للأكاديميةTWAS-ARO، محاضرة بعنوان "تكنولوجيا النانو.. إمكانيات كثيرة للجزيئات الصغيرة". وأوضح السيد، أن المنافسة الحقيقية بين دول العالم هى فى تصدير التكنولوجيا والإبداع بها، وكلما صغر حجم المادة كان أفضل فى استخدامها فى مختلف الصناعات ويمكن تصنيع مواد جديدة، مع التحكم فى الحجم المطلوب فى تلك المواد والخواص الموجودة بها، مشيرا إلى أن عنصر الذهب مثلا له خواص أقوى وأكثر تفاعلا وهو فى حجم النانو، فهو قادر على زيادة الإضاءة بشكل كبير وتحويله إلى حرارة شديدة فى وقت قصير، وكذلك عنصر الفضة التى استخدمت فى علاج والقضاء على البكتيريا وهى فى حالة النانو، بالإضافة إلى عنصر الكربون وأكسيد التنتيام الذى يستخدم فى مواد الطلاء والسيراميك، والذى يحتاج فقط إلى تسليط الضوء عليه ليقوم بتنقية نفسه من البكتيريا مع الحفاظ على خواص المادة، وبقائها لمدة أطول من المعتاد، وكذلك بالنسبة للأسمنت، والذى يحافظ على بقائه مدة أطول وعدم تأثره بالرطوبة والمياه، واستخدام ذلك فى بناء الكبارى والبنايات الضخمة. ولفت الدكتور مصطفى السيد إلى أن علم النانو قد أصبح يستخدم فى معظم مناحى الحياة حاليا وعنصر أساسى فى مختلف الصناعات بعضها متوفر وبأسعار فى متناول الجميع، والبعض الآخر مازال تحت الدراسة والبحث العلمى. بالإضافة إلى انخفاض أسعار العلاج بالنانو تكنولوجى مقارنة باستخدام الأدوية المعتادة والأدوية الكيماوية فى حالات الإصابة بالسرطان وأنه لا يحتاج إلى معدات وأجهزة مرتفعة الثمن وهناك العديد منها متوفر فى مصر.
