فى مشهد إنسانى مهيب توفى اليوم، الجمعة، إمام مسجد بمدينة شبين الكوم، أثناء إلقائه خطبة الجمعة، حيث فاضت مشاعر جموع المصلين وامتزجت دموعهم بالدعاء للفقيد أن يتغمده الله برحمته ويسكنه جنات الفردوس، لما يتمتع به من سماحة واعتدال حققا له شعبية جارفة فى قلوب محبيه، ونادى حفيده بميكروفون المسجد، قائلا إن الإمام كان دائم الدعاء أن تقبض روحه على المنبر فى يوم الجمعة، وقد استجاب الله للدعاء. فوجئ مئات المصلين بمسجد "الصلاة لوقتها" بمدينة شبين الكوم، أثناء إلقاء الشيخ محى الحبشى (65 عاما) خطبة الجمعة، بتوقفه عن الحديث إثر إصابته بأزمة حادة وضيق فى التنفس، ونادى حفيده الشيخ حسن الحبشى، فى ميكروفون المسجد على أحد الأطباء الموجودين ضمن المصلين، وبعدها تم إقامة الصلاة بإمامة الحفيد، وسط حيرة وقلق المصلين على صحة الإمام، إلى أن تم الإعلان عن وفاته، ووصيته أن يتم تغسيله بالمسجد والخروج منه إلى مثواه الأخير بمقابر الحى الغربى بشبين الكوم. كانت آخر خطبة للإمام الفقيد حول حديث النبى صلى الله عليه وسلم اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك"، فكانت رسالة حملت الكثير من المعانى أراد الله تحقيقها على أرض الواقع فى هذا الحدث العظيم. وأشار بعض المصلين إلى ما امتاز به الإمام بإلقاء الخطب القصيرة "الحياتية" على حد تعبير بعضهم وارتباطها بحياة المسلم دون إطالة أو مبالغة، مما جعل المئات من المصلين يتوافدون عليه لسماع خطبته بالحى الغربى بشبين الكوم، ليشهدوا آخر خطب الإمام ذائع الصيت والمحبة بين أهالى المدينة، رافعين أيديهم بالدعاء له أن يسكنه الله جنة الخلد.