لم تتوقف احتجاجات العمال والموظفين على مدار الأسبوعين الماضيين، بل تزايدت الوتيرة خاصة فى القطاع الحكومى، وبرزت أكثر فى مجالات مهمة مثل الطيران المدنى، ظل مطلب تثبيت العمالة المؤقتة هو المطلب الأبرز من بين مطالب العمال والموظفين خلال تلك الاحتجاجات، أضيف إليه مطالب مثل زيادة الأجور وصرف الحوافز والعلاوات المتأخرة. لم يكن هذان المطلبان هما فقط اللذان احتج من أجلهما العمال والموظفون، بل شملت المطالب أيضاً إيقاف الفصل والتهديد به وشتى أنواع التعسف تجاه العمال، والتهديد بغلق المصانع والشركات وتشريد المئات بل الآلاف من العمال فى بعض الأحيان، هذا بالإضافة إلى مطلب تنفيذ الأحكام الخاصة بعودة الشركات للقطاع العام. وقد بلغ مجمل عدد الاحتجاجات خلال النصف الثانى من شهر نوفمبر، 60 حالة احتجاج فى القطاعين "الحكومى والخاص". ليس هناك فارق كبير بين القطاع الحكومى والقطاع الخاص من حيث عدد الاحتجاجات، فقد بلغ عدد المواقع التى احتجت فى القطاع الحكومى31 موقعاً، وفى القطاع الخاص 29 موقعاً. ووفقاً لتقارير المركز المصرى للحقوق الاقتصادية والاجتماعية الصادر اليوم، الاثنين، تنوعت أشكال الاحتجاجات فى القطاعين ما بين 19 وقفة احتجاجية،و17 حالة اعتصام،و17 حالة إضراب، وحالتى تهديد بالإضراب، وحالة واحدة لإضراب عن الطعام، وحالتى تهديد بالاعتصام، وحالتى قطع طريق. وكان من أهم وأبرز القطاعات التى احتجت فى الفترة السابقة، هو قطاع الطيران المدنى الذى نظم عدداً من الوقفات الاحتجاجية والاعتصامات والإضراب عن العمل من أجل عدد من المطالب منها: "تعيين وزير مدنى لقطاع الطيران، وزيادة الأجور والتوزيع العادل لها، ووقف التعسف ضد العاملين،وخروج العسكريين من الوزارة". وشملت تلك الاحتجاجات جميع فئات العاملين بالوزارة من محاسبين وعمال وفنيين والمضيفات العاملات بشركة "إيجى جيت" والمراقبين الجويين، والعاملين المدنيين بالوزارة، والطيارين. ظهرت أيضا بوضوح احتجاجات الموظفين فى قطاع التعليم من معلمين وإداريين، للمطالبة بصرف حافز الإثابة، وتثبيت العمالة المؤقتة، وذلك مثل إداريى التربية والتعليم، ومعلمى المعاهد الأزهرية، والإداريين بالجامعات مثل جامعة حلوان. لم يغب عمال المصانع والشركات عن هذا المشهد، بل ظهر هؤلاء العمال فى صورة أكثر تنظيماً من حيث توحيد حركتهم، مثلما حدث مع عمال 11 مصنعاً للطوب ب "نوسة البحر" التابعة لمركز المنصورة محافظة الدقهلية، الذين وحدوا تحركهم ووحدوا مطالبهم، وأهمها المطالبة بزيادة الأجور. أيضاً ما قام به عمال 4 شركات للغزل والنسيج بمدينة السادات وهى: "ميجاتيكس" و"الكان" و"النيل" و"الأهرام للغزل والنسيج"، والذين وحدوا حركتهم للمطالبة بوقف التعسف ضد العمال من قبل أصحاب الشركات، وزيادة الأجور، ووقف تهديد بعض أصحاب الشركات والمصانع للعمال بغلق منشآتهم.