دعت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية الولاياتالمتحدة أوالجامعة العربية للتدخل من أجل إنقاذ الثورة المصرية، وطالبت الصحيفة فى افتتاحيتها اليوم الثلاثاء الجيش بضرورة أن يترك حيزاً للديمقراطية فى البلاد. وقالت تحت عنوان " يجب أن يترك الجيش حيزا للديمقراطية"، إن هناك نوعا من التماثل بين المثابرة البطولية للمتظاهرين فى ميدان التحرير قبل تسعة أشهر، والطبيعة الأكثر تقلباً وغير المرتبة للحشود الموجودة فى الميدان الآن. كما أن هناك اختلافاً أيضا، وهو اختلاف المزاج. فاحتجاجات التحرير فى فبرار الماضى كان يدعمها الأمل، أمل شباب مصر فى إمكانية وجود حياة أفضل، وإمكانية تحقيق ذلك. لكن هذا الأمل يبدو الآن بعيداً عن ميدان التحرير. ومضت الافتتاحية فى القول إن بذور الاستياء الحالى قد زُرعت خلال الأسابيع الأولى بعد الثورة فى القبول بتولى الجيش الرئاسة خلال الفترة الانتقالية. فعندما تولى الجيش بعد أن أصبح رحيل مبارك حتميا، تمت الإشادة بهذه الخطوة باعتبارها تحرراً، لكنه كان تحرير فقط بقدر قبول المجلس العسكرى لهذا الإجراء كترتيب مؤقت يهدف إلى سد الفراغ فى السلطة حتى يتم تنظيم انتخابات حرة. وكانت هناك دائماً مخاطر تتعلق برغبة الجيش البقاء فى السلطة أو الفشل فى الإسراع بتطوير مؤسسات جديدة وقوية لإجراء الانتخابات، مما يوفر ذريعة للجيش للبقاء فى الحكم لاعتباره حصناً ضد الفوضى.الأمر الذى يجعل ما حدث فى فبراير أشبه بالإنقلاب العسكرى.وليس هذا تماما ما وصلت إليه الأمور الآن فى مصر، لكن هذا ما يخشاه المحتجون ومايفسر عودتهم إلى التحرير. فالعودة إلى الاحتجاجات وانتشارها الجغرافى يظهر أنه لا يمكن العودة، كما أنها دليل ايضا على مقدار الفرص التى تم إهدارها فى الأشهر الأخيرة. فالإصلاح لم يتم تقريبا فى أى قطاع فى الدولة، كما أن مستويات المعيشة قد توقفت أو حتى انخفضت، كما تقلصت صناعة السياحة وساد الإحباط. وختمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن هناك حلاً ربما يكمن فى تدخل وسيط نزيه. فالولاياتالمتحدة، التى لم تتدخل فى المنطقة بشكل كبير بعد سحب دعمها لمبارك، والجامعة العربية التى اتخذت موقفاً صارماً من سوريا، ربما يجب أن يدرسا الإنضمام إلى مثل هذه المبادرة التى لا تهدف إلا إلى حماية الثورة المصرية.