حذر معهد "بروكنجز" الأمريكى من أن مصر تواجه خطر الضياع مع وقوع الاشتباكات فى ميدان التحرير والتى أودت بحياة الكثيرين وهى الأسوأ منذ الثورة. وقال شادى حميد، الباحث بالمركز، فى تقريره الذى أعده من قلب ميدان التحرير، إن الميدان أصبح هذه المرة أشبه بمنطقة الحرب مع وجود أكوام من الأنقاض والمتاريس وأبخرة الغاز المسيل للدموع. واعتبر التقرير أن الغضب والتوتر المتزايد هو نتاج لحكم المجلس العسكرى الذى أساء إدارة البلاد منذ تولى الحكم فى 11 فبراير الماضى، لكن المهم هذه المرة ليس حجم العنف، وإنما حقيقة أنه يحدث فى هذا الوقت قبيل أقل من أسبوع على الانتخابات البرلمانية، وقد بدأت دعوات المقاطعة أوالتأجيل تتعالى بالفعل بين بعض قوى المعارضة. ومن السهل أن نتخيل دوامة من الاضطرابات والعنف إذا ما اعتبرت الانتخابات غير شرعية من جانب عدد كبير من المصريين، والأسوأ من ذلك أن تتأجل تماما. وأوضح التقرير أنه منذ الثورة، لم تكن هناك هيئة واحدة تتمتع بشرعية حقيقية، فالشرعية تتطلب انتخابات، وهو ما يجعل الانتخابات القادمة مهمة للغاية لكل من المصريين وأى شخص آخر يتمنى أن يرى مصر تتحرك للأمام نحو الديمقراطية وقدر من الاستقرار. وتحدث بروكنجز عن الأخطاء التى ارتكبها المجلس العسكرى خلال الأشهر الماضية، وقال إنه منذ البداية لم يكن مدرباً على الحكم، وإذا كان هناك قدر من اللوم يقع على عائق المجلس العسكرى وإخفاقاته، فإن بعضاً من اللوم أيضاً يقع على عاتق المجتمع الدولى وتحديداً الولاياتالمتحدة، لفشلها فى التفكير بشكل خلاق عن الدور الذى تستطيع ويجب أن تقوم به. فبينما كان الرئيس الأمريكى باراك أوباما ووزيرة خارجيته هيلارى كلينتون يحثان المجلس العسكرى فى العلن على تخفيف قبضته على السلطة ويحذران من مغبة عدم الاستقرار فى حال عدم حدوث ذلك، إلا أن النصائح العامة والخاصة لم تعد تكفى، وأصبحت المخاطر عالية للغاية. ودعا التقرير الوايات المتحدة والاتحاد الأوروبى وكذلك القوى الإقليمية مثل تركيا إلى تنسيق مواقفها والتعبير عن دعمهم لنقل السلطة إلى قيادة مدنية، وقال إن الولاياتالمتحدة لا تتمتع بنفوذ على حكام مصر العسكريين الذين لا يعتقدون أنها قد تحجب عنهم المعونة، والآن يبدو أن الوقت قد حان لكى تجعل الولاياتالمتحدة المعونة مشروطة بجدول زمنى واضح لنقل السلطة، وهو ما يعنى عدم تأخير الانتخابات الرئاسية إلى أواخر 2012 أو 2013، ولكن فى وقت أقرب من ذلك، ويفضل فى إبريل المقبل على أن يكون هذا خطاً أحمر.