قالت جماعة الدعوة السلفية، إن المطالبة برحيل المجلس العسكرى والحكومة "فى هذا التوقيت الحرج"، معناه إلقاء البلاد فى بحر من الاضطرابات والفوضى، ويتضمن تهديدا صريحا لكيان الدولة المصرية ذاتها والمجتمع بأسره، مع عدم وضوح البديل لدى مَن ينادون بذلك بحسب تعبير بيان صادر عنها اليوم. وأشار البيان إلى أن الدعوة السلفية بعد مشاركتها الإيجابية فى مليونية الجمعة "18-11-2011م"، حذرت-ومازالت- من الاعتصام المفتوح لاحتمال وجود طائفة ترمى لافتعال الصدام والضغط الذى يؤدى إلى عرقلة إجراء الانتخابات فى موعدها، ودفع البلاد للفوضى وقدمت "الدعوة السلفية" خالص تعازيها لأسر الضحايا الذين سقطوا خلال اليومين الماضيين، وقالت : "لله ما أخذ وله ما أعطى، وكل شىء عنده بأجل مسمى، فلتصبروا ولتحتسبوا"، وكذلك عبِّرت عن مواساتها للجرحى والمصابين. وأشارت إلى أننا ما زلنا فى شهر ذى الحجة، وهو من الأشهر الحرم التى تُعظَّم فيها الحرمات، وأوصت الجميع: جيشًا وشرطة، وشعبًا ومتظاهرين ومعتصمين باتقاء سفك الدم الحرام، واستشهدت بقول النبى -صلى الله عليه وسلم-: "سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ كُفْرٌ". وأكد البيان أن خطر الفوضى هو أعظم مِن كل الأخطار، وهو غرض الأعداء وهدف خطتهم التى يحاولون تنفيذها مرة تلو أخرى مِن قبْل الثورة، وأثنائها، وبعدها، وأضافت: "مهما كان من سلبيات فإنه ما زال بوسع مَن لديه اعتراض أن يعبِّر عنه بطريقة سلمية توصل الرسالة، وتجنِّب الفوضى". وأشار البيان إلى أن استعمال العنف غير المبرر من قِبَلِ أى طرف - الشرطة أو المتظاهرين والمعتصمين- هو سبب لاشتعال الموقف، وزيادة الفتنة كما طالبت بمحاسبة كل مَن يثبت عليه استخدام العنف غير المبرر، وإعلان ذلك على الرأى العام بوضوح وشفافية! ووصف البيان الاقتراحات بتشكيل مجلس رئاسى مدنى، أو لجنة من المرشحين المحتملين للرئاسة، أو تشكيل حكومة إنقاذ وطنى.. بأنها تفتقد الشرعية، ولا تراعى مصالح البلاد العليا، واعتبرت أنها مرفوضة مطلقًا، واعتبرت أن إدارة المجلس العسكرى للمرحلة الانتقالية هو جزء من خارطة الطريق التى اتفق الشعب عليها فى الاستفتاء، وأن أى حل آخر لن يمثِّل إرادة الأمة. وطالب البيان الجميع بأن يتكاتف على إتمام الانتخابات البرلمانية القادمة فى موعدها، لأنها وسيلة الاستقرار، كما طالبت المجلس العسكرى بالإعلان عن موعد الانتخابات الرئاسية، نظرا لأن هذا يمثِّل مطلبًا جوهريًّا لدى قطاع عريض من المعتصمين. وطالبت وسائل الإعلام بتحرى الصدق والموضوعية فيما تنقل من أخبار، وأن تكون منابر لمن يحاولون احتواء الأزمة، وليس إشعالها.
