قال الدكتور محمد سليم العوا المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية فى لقائه طلاب جامعة الأزهر ظهر، اليوم الأحد، فى ندوة بعنوان "مصر من القهر إلى الحرية"، اقتصرت على البنين فقط بمدرج إعدادى بكلية الهندسة: "لم يكن من العقل، ولا من الحكمة السياسية بعد الجمعة الماضى، أن تعلن الحكومة بأن الوثيقة محل تفاوض وكان المفترض أن يصدر بيانا يلغى وثيقة السلمى ولكن لم يصدر أى شىء حتى تلك اللحظة، وفى أثناء نهار يوم الجمعة، صنع القائمون على البلاد صنيعين عجيبين وصدر على المواقع الإليكترونية خبرين يحدد أن المجلس العسكرى سوف يسلم السلطة فى 2012، وفى نهاية اليوم جاءت رسالة أن عصام شرف يجمد الوثيقة حتى انتهاء الانتخابات البرلمانية وعلى ذلك انصرفنا من الميدان". وأضاف: "وفى منتصف الليل صدر بيان يفيد نفى ما أعلن على لسان شرف وفى الساعة الثانية عشرة والنصف صدر بيان يفيد نفى ما ورد عن تسليم المجلس العسكرى السلطة فى 2012، وفى يوم أمس بدأت المظاهرات وبدأت محاولات الشرطة لفض اعتصام 250 شخصا وهم مصابو الثورة الذين لم يأخذوا علاجا ولم يعودوا إلى وظائفهم أو يتلقون تعويضا، فلم يتعرضون لأحد المارة وإنما رفعوا مجرد لافتات فقط، فقرر المجلس العسكرى فجأة على لسان الفنجرى أن هذا الاعتصام يجب أن يفض وأن المكلف بفضه هى الداخلية، و"الداخلية" عندنا لديها طريقة واحدة لفض المظاهرات فضرب الشباب بطلقات خرطوش وضرب قعيد على كرسيه بالعصا على ساقيه التى يتوكأ عليها ورأيت طلقات الخرطوش والقنابل المسيلة للدموع بأعداد ضخمة جدا وكلها مسيلة للدموع". وتابع: "لقد آلمنى أعظم الألم أن متحدث باسم الداخلية صرح بأن المتظاهرين هاجموا الشرطة التى لم تستطع الرد عليهم"، وقال العوا إن المجلس العسكرى يجب أن يقتدى بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر. واستطرد العوا: "نحن الآن على مفترق طرق هائل بين القهر والحرية، فقد سمعنا أصواتا تطالب بتأجيل الانتخابات ونحن نقول إن الانتخابات ستجرى فى موعدها ولن يقعد فى بيته سوى العاجزين، ونعم لحكومة قادرة على مواجهة الأزمات ونقول لا للحكومة الحالية، وعليهم أن يكونوا فى موقع الناصح وليس فى موقع متخذ القرار نقول لا للقهر الشامل، نحن لا ندرى ما الله فاعل بنا غدا، الشعب الذى صنع 25 يناير يستطيع أن يستمر فى ثورته سنوات طويلة لينعم بحريته ووقتها يفرح المؤمن بنصر الله" . واستبعد العوا أن يصل الحال بمصر إلى ما وصلت إليه ليبيا وسوريا قائلا: المجلس العسكرى لا يريد البقاء فى السلطة ولكنه يعجز عن تنفيذ ما صمم عليه، فالتربص غير المسوغ بالقوة الإسلامية يجعله عاجزا عن تنفيذ ما صمم عليه، وأشاد العوا بالإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، قائلا: الآن من الله علينا بشيخ الأزهر الذى يحاول جاهدا بأن يستعيد للأزهر دوره. وأضاف: "نحن الآن فى عصر حرية هائلة فأنا أدخل المقاهى لأنها أماكن عامة ولكن حفلة المنصورة كانت مكانا خاصا، وبالتالى يحق لهم منعه من الدخول، فحازم شومان قدم للدخول وهو غير جائز، فالأمر بالمعروف جائز فى كل مكان إلا بمكان لا يسمح أهله بالدخول"، مضيفا اتقوا الله فى دينكم ولا تظنون أن غلظة القول ورفع الصوت وعدم تهذيب اللحى هو الدين، فالدين سماحة ورحمة، فالصوفية موجودون فى العالم الإسلامى منذ القرن الثانى الهجرى، والطرق الصوفية فى أفريقيا هى التى حمت أفريقيا من الاستعمار، ولولا الطريقة السنوسية والجيلانية والرفاعية لضاع الإسلام فى أفريقيا، فهذا ليس وقت الصراع بين السلفى والصوفى ولا بينه وبين الإخوانى. وعن حقيقة السنة والشيعية، قال العوا إن بين السنة والشيعة جوامع وموانع فالجوامع أركان الإسلام الخمسة والموانع فى المذاهب الدينية، عقائد يعتقدونها وننكرها إنكارا تاما عقيدة الغيبة عقيدة العصمة عقيدة التقية بما يبيح لهم الكذب فنحن ننكر هذه العقيدة ولا نقبلها وهم يسبون بعض الصحابة، ونحن نرى أن هذا محرم على ثلاث طبقات من يسب عائشة يكفر والصحابة الذين رضى الله عنهم فى مبايعتهم رسول الله تحت الشجرة، فقد رضى الله عنهم وهم الطبقة الثانية من الصحابة والطبقة الثالثة، فسبهم جريمة تعذيرية يجب أن يقيم عليهم القاضى الحد بالعقوبة لأنهم هم الذين أدوا إلينا أحكام الدين، فهذه هى مسائل الخلاف لكن المسألة السياسية أن عدونا يعرف فارقا بين السنة والشيعة وإذا غاب عنا ذلك فنحن مغفلون، فالجمع بيننا فى العداوة يجب أن يكون جامعا بيننا فى القوة.
