تشهد الدائرة الثالثة الانتخابية بالقاهرة "إمبابة والدقى والعجوزة" حالة من المنافسة الحادة بين فكر فلول الوطنى المنحل وبين فكر شباب الثورة، بالإضافة إلى وصف البعض لها ب"معقل التيارات الدينية"، وبين ذلك وتلك تجد طريقة جديدة فى نهج الدعاية الانتخابية، حيث يحرص كل مرشح على اتخاذ شكل جديد فى دعاياه الانتخابية داخل عباءة الثورة. وكانت من بين هذه الأشكال الجديدة قيام مرشحى الحرية والعدالة بمسيرات حاشدة تطوف أرجاء الدائرة لتأييد مرشحيها وهم أيمن صادق المرشح عن مقعد العمال والدكتور عمرو دراج على مقعد فئات، وأيضًا قيام المرشح حسان حسان، المرشح لمقعد فئات بمجلس الشعب بطوافه شوراع المنطقة بدراجة بخارية تحمل بانر له، بالإضافة إلى مكبر صوت يبث من خلاله الأغانى الوطنية. ويتنافس على مقعد فئات 120 مرشحاً من أبرزهم أحمد مرتضى منصور وعمرو عز، ممثل لشباب الثورة وعمرو الشوبكى، الباحث السياسى ممثل لحزب العدل وعمرو دراج ممثل لحزب الحرية والعدالة. ويتركز برنامج مرتضى منصور على مخاطبة الضمير الحى للمواطن على أن يشارك بفاعلية فى المجتمع، وإيجاد العدالة والمحبة بين المواطنين، بالإضافة إلى المدركات المادية وهى إلغاء مجانية التعليم، وأن تكون المستشفى النموذجية فى مصر اسما وصفة وليس اسما فقط،كما سيقوم بعمل صندوق رعاية الشباب لجمع تبرعات بالملايين من رجال أعمال بالمنطقة. فيما يتركز برنامج عمرو عز على المطالبة بمشروع قومى موحد تتفق عليه جميع التيارات على أن يشارك المواطن البسيط فيه، فيما يجىء البرنامج الانتخابى لأسامة درويش على فكرة طرق الأبواب وتوعية المواطن، بينما يرى الدكتور عمرو الشوبكى أنه مختلف مع مصطلح نائب الخدمات، أو مصطلح النائب السياسى، وذلك لأن النائب لابد أن يكون نائب تنمية وشريكا مع السلطة التنفيذية فى التعامل مع مشاكل الدائرة، ولديه رؤية سياسية تشريعية، وذلك لأن المهمة الأصعب هى وضع التشريعات الجديدة لمصر الجديدة، وأن الثورى والسياسى الحقيقى هو من يضع هموم الشعب فى قالب سياسى أكبر، ويقدم الحلول والعمل على تنفيذها، وقال الشوبكى إن كل المؤسسات المصرية تدار بنفس الطريقة القديمة، لذلك لابد أن يكون هناك مسلسل إصلاح مؤسسى "إصلاح بالجراحة". بينما على مقعد العمال ينافس 20 مرشحًا فقط منهم أيمن صادق المرشح عن حزب الحرية والعدالة ببرنامجه الانتخابى، والذى يتركز على الجانب التنموى، والذى يتعلق بالبرنامج العام للحزب، بالإضافة إلى الاحتياجات الخاصة للدائرة مثل الانفلات الأمنى، والموجود بشكل أكبر فى إمبابة والمناطق العشوائية، والتى تحتاج فى حلها إلى مستوى رسمى، بالإضافة إلى الجهد الشعبى عن طريق اللجان الشعبية، كما سيشدد برنامجه على أخطر مشكلة فى إمبابة، والتى تتعلق بثلاث نقاط "البطالة – الأمية – انتشار المخدرات، وعبد المنعم عمارة، والذى ترشح مسبقا فى ثلاث دوارت ماضية، ومحمد هشام الديك. وفى سياق متصل تشهد دائرة إمبابة توقعًا كبيرا لتفتيت الأصوات خاصة مع وجود عدد كبير من مرشحى الفردى، والذى يصل إلى 120 مرشحا،كما تشهد الدائرة خطرا كبيرا يجعلها توصف بالساخنة خاصة مع تواجد ما يصل إلى 300 ألف سلفى، بالإضافة إلى التيارات الدينية الأخرى مما يجعلها معقلا للتيارات الدينية، ويتنافس من التيار الدينى كل من الدكتور عمرو دراج وأيمن صادق من حزب الحرية والعدالة على مقعدى الفئات والعمال، فيما يتنافس الشيخ طارق ياسين شيخ الطريقة الرفاعية، ومرشح حزب المصريين الأحرار، على مقعد الفئات، ويتنافس ثلاثة من التيار السلفى هم الدكتور سيد الجيوشى، مرشح حزب النور، والشيخ محمد على، رئيس الجمعية الشرعية السابق بإمبابة، والدكتورة فاطمة الهادى. ووزع التيار السلفى وجماعة الإخوان المسلمين بالدائرة بيانات عن أهمية التصويت فى الانتخابات وكيفية اختيار المرشحين ممن يستحقون تمثيل المواطنين بمجلس الشعب المقبل، ووصف البيان التصويت ب «شهادة الحق التى من يتخلف عن الإدلاء بها يكون حسابه مثل كاتم الشهادة» فضلاً عن كونه آثماً، أما من يعطى صوته لمن لا يستحق فمثله مثل شاهد الزور. وكان مقعد الفئات على تلك الدائرة دائما محجوزا للدكتورة آمال عثمان وزير التضامن الاجتماعى، التى حافظت على مقعد البرلمان لأكثر من دورة برلمانية متتالية.