ونحن على أبواب انتخابات مصيرية ينتظروها كل المصريين بفارغ الصبر، وتترقبها كاميرات وعدسات الغرب، أملاً فى مستقبل أفضل لمصر.. ونتائج مبشرة بكل الخير لتجربة ديمقراطية جديدة مختومة بالختم المصرى.. أطلب من كل الذين يملكون صوتاً مصرياً صحيحاً فى الانتخابات المرتقبه لمجلسى الشعب والشورى أن يمسك ورقة وقلم ويجيب عن الأسئلة التى أحب أن أطرحها عليكم، وهذا ليس من قبيل الاختبار لذكائكم لا سمح الله، ولكنها حرصاً منى على ما تبقى من عقلى الذى كاد أن يطير. هل يمكنك أن تعطى صوتك لأى شخص بلا ملامح محددة لشكله؟ هل يمكنك أن تعطى صوتك لشخص لا تعرف طبقة صوته ولم تسمعه من قبل؟ الأهم هل تستطيع أن تعطى صوتك لشخص لا تعرف حتى اسمه؟ هل يمكنك أن تعطى صوتك لشخص ما لمجرد أنه يرفع شعار دينى أو ينتمى لتيار دينى؟ بعد أن تجيب على أسئلتى اسمع الحكاية من أولها. أثناء تجولى فى أحد الأحياء الشعبية الموجودة فى القاهرة، التى تتكدس بالسكان وترفع شعار نعم "للتيار السلفى"، وهذه حرية شخصية، فالجميع حر فى اختياراته وفى هواه السياسى، لكن هل الحرية تتسرب لكى تستحوذ على عقول البشر وتتعامل معها أنها معتوهة أو لا تفهم حقوقها. إليكم ما رأيته من دعاية انتخابية تستهزئ بكل القواعد وتستخف أولاً بالعقول، وقول رسولنا الكريم النساء شقائق الرجال، إحدى اللافتات الانتخابية تدعو المرشحين لانتخاب "زوجة الشيخ فلان الفلانى".. يا سلام، ومن هى بسلامتها، زوجه فلان الفلانى التى هبطت إلينا ببراشوط حتى أقوم بانتخابها، وذلك على أساس أننى أعرف أعمالها الجليلة فى مجال خدمة المواطنين فى الحى.. وهل الإسلام منع النطق بأسماء النساء لأنها عورة، وإذا كانت أسماء النساء عورة، فلماذا ذكرت فى القرآن، وكانت هناك سورة كاملة باسم السيدة مريم؟ ولماذا ذكرت آسيا زوجة فرعون وبلقيس وغيرهن. ومن بسلامته الشيخ الهمام الذى ينسب إليه زوجته، ويأبى أن يذكر اسمها، فى حين أننا كنا ننادى على زوجات رسول الله خير البشرية بأسمائهن لآبائهن "خديجة بنت خويلد.. عائشه بنت أبى بكر.. وحفصة بنت عمر.. وزينب بنت جحش"، أليس الأجدى أن تنتسب زوجات الرسول إليه، وألا يذكرن أسماءهن شرفاً ورفعة لهن؟ والغريب من هذه المرشحة التى لا تريد ذكر اسمها، وإذا نجحت كيف سأتعرف عليها، وهل سيسمح لنا الزوج المبارك أن نتعامل معها أم من وراء حجاب؟ وهل سيادة المرشحة سوف تذهب إلى مجلس الشعب أم سترسل زوجها الشيخ فلان الفلانى بدلاً عنها، لأن الاختلاط بالرجال حرام شرعا؟! الحقيقة هو مش هيسبها سيفتح لها التليفون المحمول لتستمع إلى جلسات مجلس الشعب وتقول رأيها، لكن صوت المرأة عورة، إذن سينحصر دورها فى إرسال رسالة نصية على الموبيل.. ويا سلام لو كان الموبيل قاطع شحن ولا الشبكة واقعة. طيب كيف نعرف أى زوجة من زوجات الشيخ فلان الفلانى هى المرشحة، وطبعاً ده لأن أغلب الشيوخ السلفيين يتزوجون مثنى وثلاثه ورباع. على فكرة أى واحد من الناخبين ليس من حقه لا معرفة اسم مرشحته ورؤية وجهها، لأنها بنقاب ولا سماع صوتها علشان صوت المرأة عورة. نداء إلى كل السلفيين: ممكن أطلب طلب يا ريت تكونوا متسقين مع أنفسكم، وقولوا إننا نعامل المرأة كالمتاع زى عهد الجاهلية، وأننا لا نعترف إلا بأنها وعاء يفرغ الرجل فيه شهوته، وتنجب له البنين والبنات، وأن المرأة تولد وتموت ولا ينبغى أن نراها أو نسمع صوتها، وكفاية أننا بنسمح لها أنها تعيش ولا ينبغى عليها الاعتراض، فمن تعترض منكن تصبح عاصية. لماذا إذن تدفعون بنسائكم ناقصات العقل والدين غير المؤهلات لخوض انتخابات للمنافسة السياسية، وهن غير مؤهلات سياسياً ولا فكرياً ولا اجتماعياً للتعامل مع المجتمع، رجاله ونسائه، شيوخه وأطفاله، مشاكله وصداماته.. أرجوكن قرن فى بيوتكن.. والله أعلم.