أحدث معرض تركيا الدولى للكتاب، والذى من المفترض انطلاقه يوم 12 من نوفمبر المقبل واستمرار فعالياته حتى يوم 20 من الشهر نفسه وتحل مصر ضيف شرف عليه، حالة من الارتباك فى ميزانية عدد من دور النشر المصرية بسبب ارتفاع تكلفة المشاركة فيه إضافة إلى تزامنه مع معرض الشارقة الدولى للكتاب مما دفعهم إلى العزوف عن عرض إصداراتهم فى واحد من أهم المعارض الدولية التى تشارك فيها مصر بعد ثورة 25 يناير، والذى يأتى فى إطار الاتفاقية الثقافية التى وقعتها مصر وتركيا خلال زيارة رئيس الوزراء التركى، رجب طيب أردوغان مؤخرا. أبدى الناشر محمد حامد، مدير المكتب المصرى، فى تصريحات خاصة "لليوم السابع" استياءه من تكاليف المشاركة فى المعرض، والتى يتحملها الناشر كاملة ويصل فيها سعر الأستاند الذى تقوم الهيئة العامة للكتاب راعية المشاركة المصرية هناك بتأجيره إلى 100 يورو فى اليوم، وتكلفة شحن الكرتونة الواحدة 100 يورو أيضا، إضافة إلى 2 يورو يدفعها الناشر مقابل تخليص تلك الشحنات على فى الجمارك، ناهيك عن سفر الناشرين وعودتهم على نفقتهم الخاصة. وأضاف حامد أنه قام بإلغاء مشاركته فى المعرض قائلا: لايجوز أن يتحمل كل ناشر أكثر من 17 ألف جنيه مقابل المشاركة فى معرض لبضعة أيام وكان من المفترض أن يفى الدكتور عماد أبو غازى بوعوده عندما قال إن الوزارة ستهتم بصناعة النشر والناشرين، ولكن هذا للأسف لم يحدث وبدلا من أن تدعمنا الوزارة ماليا قامت بتخصيص جزء من ميزانيتها لسفر ما يقرب من 14 كاتبا للمشاركة فى الندوات التى تُعقد على هامش المعرض. واتفق معه الناشر محمد هاشم، مدير دار ميريت للنشر، قائلا: كنا نتمنى المشاركة فى واحد من أهم المعارض الدولية خاصة أن هناك تسليط للضوء على التجربة التركية فى كافة مجالاتها، وعلى رأسها المجال الثقافى، ولكن لم نلق الاهتمام الكاف من قبل وزارة الثقافة ولا هيئة الكتاب وكانت النتيجة أن الناشرين يلقى على عاتقهم تكاليف المشاركة بداية من خروج الناشر من مكتبه وحتى عودته إليه مرة أخرى، وتابع هاشم نتمنى أن تطول الثورة كل شىء فى هذا البلد وألا يتم تعطيل المشاركة الإيجابية لمصر فى كل مكان. فى حين قال الناشر رضا عوض، مدير دار رؤية للنشر، والذى امتنع أيضا عن المشاركة فى هذا المعرض، من المفترض عندما تحل دولة كضيف شرف فى معرض الدولة المضيفة أن يتم تخفيض تكلفة المشاركة من قبل الجهة الراعية لها وهى هيئة الكتاب فى هذه الحالة فكان لها أن تقوم بتوفير الأستاندات مجاناً للناشرين وليس تأجيرها. فى حين قال الناشر محمود مدبولى، مدير دار مدبولى للنشر، لم نسمع عن معرض تركيا من الأساس لم تخبرنا به الهيئة العامة للكتاب ولا حتى اتحاد الناشرين المصريين الذى من المفترض أننا أعضاؤه. وأضاف مدبولى: فى جميع الأحوال لن نشارك فى هذا المعرض لتزامنه مع معرض الشارقة للكتاب، والذى من المفترض أن يبدأ فى 16 نوفمبر ولا أعتقد أننا سنمنح توكيلات لأى دار أخرى تشارك فى معرض تركيا. وعلم "اليوم السابع" من مصادر مطلعة أن دار الشروق أيضًا لن تشارك فى معرض تركيا الدولى للكتاب بسبب عدم وجود جناح مخصص لها من ناحية ورفض هيئة الكتاب عرض إصدارات دور النشر الممتنعة عن المشاركة، كما يحدث فى المعارض الأخرى من ناحية أخرى، وذلك لتخصيصها مساحة تصل إلى 9 أمتار لكل دار ترغب فى المشاركة، حتى تقوم بعرض وبيع إصدارتها بنفسها.