أعلن بسام الزرقا، أمين حزب النور بالإسكندرية، موقف حزبه من المؤتمر الذى دعا له الدكتور على السلمى، نائب رئيس الوزراء، لإقرار المبادئ فوق الدستورية قائلا "نرفض سرقة إرادة الشعب، فهو الذى يختار ممثليه وهو الذى يضع الدستور". جاء ذلك فى المؤتمر الجماهيرى الذى عقد مساء أمس تحت عنوان "بالهوية الإسلامية وعلوم العصر نبنى مستقبل مصر" حول ما أسماه المشكلة فى مسألة المبادئ فوق الدستورية أن أى شخص يريد وضع مبادئ ضابطة أو حاكمة أو فوق دستورية سنقول له "حطها زى ما أنت عايز بس ياريت تكتبها بسكر علشان لما تبلها وتشرب ميتها يبقى طعمها حلو". وأكمل الزرقا، فى ذات "المشكلة أنهم سألوا الشعب هل تضع أنت الدستور وله "عمو اللى يحطهولك"، العلمانيون قالوا، والحديث للزرقا، "عمو يعرف أحسن منك اسمع كلامه" إلا أن الشعب رفض فى الاستفتاء وقال أنا راشد وعاقل، وأريد أن أضع الدستور بأشخاص منتخبين منى، وهو ما رفضه من كانوا "داوشين دمغنا" بالديمقراطية والإرادة الشعبية – على حد قوله. وتابع الزرقا قائلا: لذلك قرروا أن يقوموا بلعبة أخرى وهى أن يضع الشعب الدستور ويضع "عمو" مبادئ فوق دستورية أو حاكمة أو ضابطة لذلك قلنا "لا يا عمو مش عايزين أنت ولا عمو ولا حاجة". وحول سؤال عن الأسباب التى تجعل المواطن ينتخب حزب النور حدد الزرقا 4 قواعد يجب أن تتوافر فى الحزب أو المرشح وهى أن يكون شاعرا بمشكلتك وقادرا على حلها وصادقا فى بذل الجهد لذلك وعارفا بطموحاتك، وعندما يصل إلى السلطة لا يفسد مثل غيره. لافتا إلى أن حزب النور تتوافر به هذه الشروط، مبرهنا على ذلك بعدة أسباب تتعلق بممارسات أعضاء الحزب فى النشاط الخدمى والاجتماعى، مضيفا أن حزب النور "يمتلك أكبر عدد من حملة الشهادات العليا والرفيعة بين كل الأحزاب، ولديه مجموعة خبرات فى الحياة مدربة جدا". وفى إجابته عن إمكانية الصدام مع المؤسسة العسكرية قال الزرقا "لماذا نصطدم ببعض وكلنا مصريون نعمل من أجل خير مصر، ولاختلاف الاجتهادات والفكر ذهبنا للانتخابات، مضيفا أن صاحب الفكرة التى تنال القبول الأعلى هى التى تحكم دون اصطدام لا مع مؤسسة أو حكومة أو أحزاب حتى لو كانت مخالفة لنا، فالفيصل بيننا هو اختيار الشعب ونحن نثق فى اختياركم – حسبما قال. وفى سؤال عن عدم وجود الأقباط على قوائم الحزب أشار الزرقا إلى أن اختيار المرشحين جاء وفق نظام شفاف للاختيار من خلال المجمعات الانتخابية "فنحن ننظر للأكفأ وننظر لصاحب الأمانة بغض النظر عن وضعه فى القائمة لذلك تجد على رؤوسها شبابا وفى آخرها شيوخا". وشدد على أن العبرة التى يختارون بها هى "الصالح والمصلحة لأنها أمانة ونحن لا نريد إلا أن نؤدى الأمانة ولا بد أن تشاركونا فى حملها"، مبينا أن أول شىء سيفعله الحزب حال دخوله مجلس الشعب هو "أن نشعر كل الشعب أن هذه البلد بلده وكلنا شركاء فيها ولابد من العمل على رفعتها". وعن دور المرأة فى الانتخابات أكد أنها تتجاوز فى الأهمية للرجل لأن نسبة تصويت النساء فى الانتخابات تبلغ 60% فضلا عن دورها المماثل للرجل فى الحشد والدعاية والإفهام، لافتا إلى أن المرأة تتولى أشرف مهمة فى المجتمع وهى بناء الإنسان. أما عبد المنعم الشحات المتحدث الرسمى باسم الدعوة السلفية، فأكد على أن الشريعة ليست حدودا فقط "فالشريعة منهج حياة"، قائلا "لن أتحدث عن الحدود حتى لا أوافق من يريد حصر الشريعة فيها فقط وإن كانت هى جزء من حماية المجتمع"، معتبرا أن "الحدود جزء من القيم الإسلامية وجزء من حراسة القيم"، لافتا إلى أن "فى كل مجتمع سيكون هناك أناس ينحرفون حتى لو قامت المساجد بدورها"، وأنه حال تطبيق الشريعة مع العلوم العصرية "ستحل المشاكل تلقائيا". أما دور الدولة فى الإسلام مع ذوى الأموال – والحديث للشحات – فهو "أنها تراقب أنهم لا ينفقونها فى حرام ولا يحتكرون السلع ولا يظلمون ويؤدون فيها حق الله فى الزكاة، أما دورها مع الضعيف فهى أنها "لا تمنعه من الفرص وتؤهله وتعطيه كفايته"، شارحا أن مفهوم العدالة الاجتماعية فى الإسلام "أن الدولة تشعر بمسئولية أكبر مع الفئات الأضعف". وأضاف الشحات أن بحراسة القيم وإدارة الموارد ستنهض البلاد، لافتا إلى أن الغرب أخذ سياسته من الفلاسفة وتجارب الشعوب الأخرى لكن نحن "لا نجرب فيما لدينا ففيه الخبر اليقين". وانتقد الشحات من قال عنهم أنهم يريدون وضع هالة من الغموض على السياسة، فالحديث عن أن السياسة يفهم فيها شخص معين هو محاولة لحرمان البعض من ممارسة حقوقهم السياسة وتجهيل الناس لا يقوم به "إلا الطواغيت".