عندما تحبو مصر يتعلم منها العالم السير، عندما تتهجى مصر حروفاً يتعلم منها العالم الكلام، عندما تثور مصر يتعلم العالم منها الدماء المهدرة تحت رايات السلام. حكاية كل تاريخ وجغرافيا وشعوب ..حكاية كفاح وحضارة وأمة ووجود. ومن كلمات مصطفى صادق الرافعى تحضرنى تلك الأبيات: اسلمى يا مصر إننى الفدا ذى يدٍ إن مدت الدنيا يدا أبدا لن تستكينى أبدا إننى أرجو مع اليوم غدا ................................ لك يا مصر السلامة وسلاما يا بلادى إن رمى الدهر سهامه أتقيها بفؤادى واسلمى فى كل حين .................................. كانت الثورة بالأساس فى مصر ولطوق المصريين إلى الحرية والكرامة عبدت من أجسادها طرقاً يسير عليه شعباً ضاقت به الأرض بما رحبت راغباً بشراهة أن يأخذ شهيقًا من الحرية والكرامة وأن يلفظ زفيرًا من العبودية والظلم.. "ثورة مصر" كعبقرية شخصيتها منفردة متفردة فى سلميتها فى تناثر وتعدد مريديها... إنها الثورة التى تفيض نورًا ونيرانا، نور ....يضئ كل العقول والقلوب، ونيران.... تحرق كل من يقترب منها ليطمسها. الثورة التى ضمت جميع طوائف الشعب وفئاته لتعبرعن جراحه وآلامه، ثورة تجمعت على حب مصر وعزفت لحنا للحرية وأعلنت به انتفاضة على كل أنواع الفساد والمحسوبية والسلطوية سواء أكانوا عسكرا أم حرامية.. ولن تهدأ إلا بتحقق كل مطالبها العامة أو الفئوية. وتعلن ثورة مصر السلمية المخضبة بدماء شهدائها الذكية فى لحظة قادمة وآنية، أنها هى هذه الثورة: ثورة شعب، ثورة أمة، و ثورة الكرامة الإنسانية... ثورة بكل بساطة عفوية... ولكنها ليست أبدًا همجية. تجمعين كل التناقضات وتشملين كل النماذج تبتكرين يا مصر ثورتك بكل خصوصيتك العبقرية ويرضخ العالم لكل أحلامك وتخطين يا مصر أنموذجك.......ثورة" كاتلوج" حى لكل الثورات. يجب ألا يكترث المصريون إذا ما تجاوزت ثورتهم البيضاء كل أفاق مكبليها... هل تعرفون سجانًا يفهم أو يريد أن يفهم معنى لكلمة حرية؟ ويجب أن يكترث المصريون وبكل الحذر لكل مؤامرات سارقيها... مع الأخذ فى الاعتبار دائمًا أن السرقة لا تتم دائمًا من تحت عباءات اللصوص فقط بل من بالطهارة والبراءة والشرف والصفقات متشدقون متسلقون مشبوهون .. .مدنيون وعسكريون. بدأ مفعول الثورة المصرية فى الانتشار سريعًا فى المحيط العربى، بل والمحيط العالمى ومثلما توقع المراقبون فإن الثورة المصرية المجيدة ستغير وجه الشرق الأوسط برمته، ومثلما لم يتوقع أحد على الإطلاق فقد غيرت الثورة المصرية "الفكرة النموذج" وجه العالم كله.. الثورة على الطغيان والديكتاتورية مهما كان صولجان الطغيان وجنوده من الشراسة وسفك الدماء.. معان يحتفى بها تاريخ مصر كأقدم دولة عرفتها البشرية وأرقى حضارة "حضارة وادى النيل" إنها دائمًا مصر القديمة والحديثة حاضرة فى كل الأزمان على الدوام. نعم إنها ثورة شعبية وشبابية ومن الأكيد أنها سلمية والثورات الشعبية عموماً، وثورات الشباب خصوصاً والثورات السلمية "عموماً وخصوصاً" لا يمكن أن تستجيب للعقلانية الوهمية المستبدة، ولإسقاط رأس النظام دون جسد النظام، فالطوفان المدنى الشعبى الشبابى السلمى قد خرج ولن يتوقف إلا على جثث وأشلاء أعداء الثورة والحرية والكرامة... كل الأعداء . دائمًا ما تهب علينا نسائم أيام وليالى الثورة المجيدة الطاهرة وقلوبنا وعقولنا معلقة بكل كلمة تغنت بها حناجر المصريين: ومن مطلع " قصيدة إبراهيم ناجى: " أجل إن ذا يوما لمن يفتدى مصر فمصر هى المحراب والجنة الكبرى إلى نهايته... شباب نزلنا حومة المجد كلنا ومن يغتدى للنصر ينتزع النصرا ......................................... لا أجد أعظم وأنبل وأصدق من هذا" المعنى" أصدره ختاماً لمقصدى من تلك الكلمات النصر لا محالة : لثورتنا السلمية... الثورة البيضاء...ثورة الغضب...ثورة اللوتس...ثورة شباب الإنترنت...ثورة ال18 يوما... ثورة 25 يناير... ثورة كل المصريين.