أشاد الدكتور شحاتة غريب، نائب رئيس جامعة أسيوط لشئون التعليم والطلاب، بإيمان إدارة الجامعة بأهمية التراث والفنون المصرية القديمة التى تساهم فى بناء الوعى وتعزيز قيم الإنتماء والولاء للوطن إلى جانب أهمية استخدام واستثمار القوة الناعمة لنشر القيم والمبادئ الأخلاقية فى نفوس طلبة وطلاب الجامعة، موضحاً أن الحرف التقليدية لها دور كبير فى الحفاظ على الهوية المصرية وتشكيل وجدانها، والتى تساهم فى رسم ملامح ومستقبل مشرق لدولة مصرية جديدة، وذلك لكونها وسيلة من الوسائل التى يمكن لها المساهمة فى علاج مشكلة البطالة كإقامة مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر يتم من خلالها إحياء الحرف التقليدية وتطويرها. جاء ذلك خلال مشاركته فى إدارة الندوة التثقيفية الموسعة المنعقدة تحت عنوان "تنمية الوعى بالحرف التقليدية ومستقبلها فى صعيد مصر" وذلك تحت رعاية الدكتور طارق الجمال رئيس جامعة أسيوط ضمن سلسلة الفاعليات التى تنظمها الجامعة فى إطار برنامجها الممتد والموسع لبناء الوعى الذى ينفذه قطاع التعليم والطلاب والتى استضافت نخبة من الشخصيات البارزة تضم العالم الجليل الدكتور محمد رجائى الطحلاوى رئيس جامعة أسيوط ومحافظها الأسبق، ومايكل ماتيان المستشار الثقافى والتعليمى لجنوب السودان، وآدم محمد بوليلو منسق العلاقات العربية مع الكونغو، والسيدة مادلين موهنديباك المستشار الثقافى لدولة الكونغو بالقاهرة، والفنانة والمخرجة السينمائية عطية عادل خيرى، والدكتورة إيمان مهران الأستاذة بأكاديمية الفنون وذلك بحضور الدكتورة مها كامل غانم نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة والدكتور وجدى رفعت نخلة أستاذ الأشغال اليدوية وعميد كلية التربية النوعية ومستشار النشاط الفنى والدكتورة مديحة درويش عميدة كلية الطب البيطرى والدكتور محمود عمار ممثلاً عن جامعة الأزهر والطالبين عبد الرحمن صفوت رئيس اتحاد طلاب الجامعة ونائبه أحمد عصام الدين ولفيف من المهتمين بالفنون والتراث والحرف اليدوية من داخل الجامعة وقصور الثقافة والفنانين والطلاب من مختلف الكليات. وفى كلمته أوضح الدكتور محمد رجائى الطحلاوى، أن إنشاء كليات التربية النوعية فى الجامعات كانت مجرد فكرة ينسب فضلها للدكتور محمد فتحى سرور خلال توليه مسئولية التعليم فى مصر وهو ما لم يكن معتاداً فى ذلك الوقت خلال أوائل التسعينات، مشيداً بدور كلية التربية النوعية وما تقوم به من دور ونشاط ملحوظ على مستوى كليات الجامعة، مؤكداً على قيمة ومكانة محافظة أسيوط منذ العصر الفرعونى والتى تمثل حارس محافظات الصعيد والتى شهدت منذ القدم نهضة حرفية وأعمال يدوية تعتمد على الأعمال اليدوية والحرفية والتى اشتهرت باستخدام الفخار والطين. ومن جانبه تحدث الدكتور وجدى رفعت عميد كلية التربية النوعية عن الحرف التراثية فى أسيوط والتى تعتمد على استخدام الفخار والعظام والقرون الحيوانية فى إنتاج اكسسوارات وتحف تستخدم كمشغولات وبدائل حديثة ،إلى جانب صناعة التل التى تعد من أنواع الحرف الشعبية المصرية وتستخدم كمكملات للزينة كالأحذية والشنط ، فضلاً عن الكليم الأسيوطى المنتشرة أعماله فى قرية بنى عدى بأسيوط ، فهو يتميز بألوانه الجذابة وتصميماته الرائعة ، ومن الحرف التراثية أيضاً الصدف والخزف والمنتشرة أعماله فى مركز البدارى بأسيوط، إلى جانب الخيامية حيث أن منطقة المجاهدين مشهورة بالحرفيين التى تستخدمها فى صناعة وعمل الأقمشة الملونة، مشيراً إلى أن هدف هذه الندوة إحياء التراث القديم وربطه مع طلبة كليتى التربية النوعية والفنون الجميلة ،إلى جانب تشجيع الموروثات القديمة . أما عن أثر بناء الوعى الفنى فى تنمية الحرف التقليدية أوضحت الدكتورة إيمان مهران أن الحرف التقليدية ترجع أهميتها إلى أنها مصدر للدخل القومى وتوفير العملة الصعبة، وتوفير فرص العمل والمشاركة فى حل مشكلة البطالة ، فضلاً عن تنمية البنية التحتية للمجتمع ، والمحافظة على الهوية والملامح الخاصة بكافة المجتمع، منوهةً أن من الأشكال والمنتجات الحرفية كالفخار الصعيدى وخاصة بقنا يعد جزء من الحضارة الفرعونية القديمة والمنتشرة أعماله فى مختلف المتاحف العالمية التى تحكى عن التقدم الصناعى فى أى دولة، مضيفة أن فى مصر توجد 360 حرفة تم تصنيفها وفقاً للخامة وليس المنتج. كما تحدثت الدكتورة إيمان عن أسس تنمية الحرف التقليدية التى تعتمد على تحسين وضع الحرفى من خلال رفع قدراته ومهاراته وكفاءته الأدائية، إلى جانب رفع مستوى المنتج من خلال الاستفادة من الأبحاث العلمية المنشورة، ومن أهم التوصيات التى استعرضتها الكاتبة إنشاء وزارة للحرف التقليدية أو مجلس أعلى يرتبط فى برامجه بوزارة السياحة والتجارة الصناعة والثقافة والإعلام، وضع خطة مؤسسية لتسويق المنتج اليدوى التقليدى المصرى، واستخدام طرز جديدة معتمدة على المفردات والعلاقات التشكيلية التقليدية، إنشاء مواقع على شبكة الإنترنت تعرض المنتجات المختلفة من الحرف التقليدية ،وربط التشكيل الشعبى بالتعليم الفنى وبرامج التربية الفنية للتأكيد على الخصوصية المصرية. ورحب آدم محمد بوليلو منسق العلاقات العربية مع الكونغو خلال كلمته بالتعاون المثمر بين جامعة أسيوط ودولة الكونغو سواء فى المجالات العلمية والبحثية أو المجالات الفنية والأعمال اليدوية التى تعمل على إحياء تراث الدولتين وإبراز قيمته التراثية والتاريخية والنهوض بها . أما مادلين موهنديباك المستشار الثقافى لدولة الكونغو فأعربت عن سعادتها لوجودها فى واحدة من أكبر وأعرق الجامعات على المستوى الأفريقي، كاشفةً أنها سوف تحرص على رفع مذكرة لسفير الكونغو لتوجيه طلاب بلدها للدراسة فى جامعة أسيوط، مؤكدة أن مصر بلد عظيمة وعريقة والكونغو ترحب بالتعاون مع مصر، كما أن الكونغو ترحب بتوطيد أواصر التعاون مع موطن العلم والعلماء بجامعة أسيوط. وأشاد مايكل ماتيان المستشار الثقافى والتعليمى لجنوب السودان بدور مصر الثقافى والريادى سواء على مستوى الدول العربية أو الأفريقية، وما تتمتع به مصر من تقارب بين مصر والسودان رسمياً والذى تم ترجمته فى زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لجنوب السودان منذ أيام إلى جانب العلاقات التاريخية الوثيقة بين الشعبين المصرى والسودانى على نحو متميز عن باقى شعوب دول حوض النيل، وكشف السيد ماتيان أن السودان تحتضن على أرضها العديد من المشروعات المصرية فى مختلف المجالات، كما يوجد 1500 طالب سودانى ملتحقين للدراسة بمختلف الجامعات المصرية ولكننا نأمل فى زيادتها خلال الفترة القادمة. أما الفنانة عطية عادل خيرى تحدثت عن تخصصها فى مجال فنون الرسوم المتحركة والتى تتعلق بشريحة عمرية تمتد فى الفترة من 6 سنوات إلى 15 سنة والذى يجمع ما بين الموسيقى والتمثيل والحركة، مؤكدة على أهمية المهن التقليدية والحرف اليدوية فى التاريخ للتسلسل الحضارى والثقافى للشعوب، موجهةً دعوتها للطلاب لأن يكونوا مخرجين لأفلام وثائقية للمبانى المميزة والحرف اليدوية والمهن التقليدية التى توثق لمختلف أنواع وأشكال الثقافة المصرية. وتضمنت وقائع الندوة مراسم توقيع الدكتورة إيمان مهران لكتابها والذى أهدت منه عدة نسخ لرئيس الجامعة ولنائبه لشئون التعليم والطلاب وكلية التربية النوعية ومكتبة الطالب بالجامعة ، كما قدم مايكل ماتيان درع سفارة جنوب السودان بالقاهرة إهداءً لإدارة الجامعة والذى تسلمه الدكتور شحاتة غريب نيابةً عن الدكتور طارق الجمال رئيس الجامعة.
