أوقعت قناة العربية الإخبارية القوى السياسية فى مصر والإعلام المصرى فى مأزق، حينما بثت القناة مساء أمس تصريحات منسوبة لوزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون قالت أنها صرحت بها لشبكة سى إن إن الإخبارية الأمريكية، قالت فيه: "نحذر المجلس العسكرى فى مصر من تفاقم الأوضاع الدينية والضغط على الأقليات المسيحية فى مصر.. نحن نعرض على المجلس العسكرى الحماية والمساعدة بقوات أمريكية، لحماية دور العبادة الخاصة بالأقباط والمناطق الحيوية فى مصر"، وبثت القناة الخبر ذاته على صفحتها على الفيس بوك وتويتر قالت فيه إن "كلينتون تحذر الجيش المصرى من المساس بالأقلية المسيحية"، ثم فؤجئ الجميع بمن فيهم الإعلام المصرى الذى نقل هذه التصريحات عن العربية بمصدر أمريكى مسئول ينفى ما تردد عن عرض واشنطن توفير الحماية والمساعدة بقوات أمريكية، لحماية دور العبادة الخاصة بالأقباط والمناطق الحيوية فى مصر، مؤكدا ًأن هذا "أمر غير صحيح وعار تماما من الصحة"، على حد وصفه. الغريب فى هذا الأمر أن قناة العربية سارعت بعد حوالى ساعة من نشرها التصريحات المنسوبة لكلينتون بحذفها من على موقعها، لكنها أبقت على التصريحات الموجودة على صفحتها فى تويتر وفيس بوك، لكن هذا الحذف جاء بعد أن وقع الإعلام المصرى ضحية هذا الخطأ المهنى الذى وقعت فيه العربية التى لم تحاول من جانبها أن تزيل هذا اللبس بتوضيح أسباب بثها لتلك التصريحات التى كانت سببا رئيسيا لحالة من الهجوم شنتها القوى السياسية المصرية على وزيرة الخارجية الأمريكية، فكانت الساعات الأولى من فجر أمس مسرحا للعديد من بيانات التنديد الصادرة عن قوى ثورية وحزبية ومرشحين محتملين لرئاسة الجمهورية، وهى بيانات صدرت بالأساس اعتمادا على ما نشرته القناة. أن ما قامت به العربية كاد أن يتسبب فى زيادة فتيل الفتنة الطائفية فى مصر التى كانت على المحك خلال الساعات الماضية، لولا أن واشنطن سارعت بنفى هذه التصريحات.