لا تزال مافيا مسابقات "0900" مستمرة فى الاستخفاف بعقول المصريين ونهب أموالهم لأكثر من عشر سنوات، تلك المسابقات التى اعتبرها مفتى الجمهورية السابق د. نصر فريد واصل نوعاً من أنواع الميسر وحرمها، فى فتوى سابقة له أزعجت وقتها رؤوس النظام السابق إلى حد مطالبته بتغيير فتواه لتحليل هذه المسابقات كى يظل زعيم هذه المافيا ومعاونوه ومن يسهلون له ذلك يتربحون ويلتهمون ما فى جيوب الكثير من المصريين ويتاجرون بأحلامهم! أحلامهم الوهمية التى يلهثون وراءها آملين فى الكسب ولو لمرة واحدة فى العمر، وذلك بعد أن ضاقوا بالفقر ذرعاً واسودت الحياة فى عيونهم، لأن مبارك وعصابته تآمروا عليهم وحرموهم من أبسط حقوقهم، وقضوا على الأخضر واليابس ونهبوا خيرات البلد وعثوا فى مصر فساداً وقتلوا الأمل والطموح فى نفوس البسطاء الذين اتخذوا من هذه المسابقات الوهمية التافهة حلماً يتمنون تحقيقه، فكما يقولون: الحلم للفقير وَنِس! مَن المسئول عن استمرار تلك المسابقات حتى الآن، رغم قيام الثورة التى قامت لتطهير كل شىء فى البلد والقضاء على الفساد بكل صوره؟ ما سبب صمت علماء الأزهر ودار الإفتاء الرهيب تجاه هذا الأمر المؤسف؟.. ولماذا لم يجهر أحدهم حتى الآن بحرمة تلك المسابقات، خاصة وأنهم يشترون من خلال بعض أسئلتها بآيات الله ثمناً قليلاً، دون أى التفات إلى قدسية القرآن الكريم الذى لا يجوز إقحامه فى مثل هذه المسابقات القذرة ذات الأهداف المشبوهة؟ يؤسفنى أن أقول أن مَن يتصلون للمشاركة فى هذه المسابقات يتحملون الجانب الأكبر من المسئولية عن استمرارها، رغم عدم ثقتهم ولو بنسبة1%، فى الفوز!.. لأن مشاركتهم تعنى موافقتهم وتأييدهم لها، وتعتبر أيضاً مساهمة فى إنجاحها ودعما لبقائها وغنى للقائمين عليها، كما يكسبها شرعية فى الاستمرار وذلك بمنطق العرض والطلب! قاطعوا مثل هذه المسابقات يرحمكم الله، ولا تستصغروا ذنوبكم لأنكم ستسألون يوم القيامة عن كل مليم فى أموالكم فيما أنفقتموه.
