تقدمت، اليوم، الأربعاء، أسرة كريم محمد أسعد، الطبيب المصرى الذى لقى مصرعه فى ظروف غامضة بمقاطعة ويلز البريطانية فى القضية المعروفة إعلامياً ب"طبيب لندن"، بطلب للنائب العام المستشار الدكتور عبد المجيد محمود، لمخاطبة وزارة العدل لانتداب طبيب تشريح مصرى يشرح جثة المتوفى بلندن عبر وزارة الخارجية. وقالت علا مرتضى المحامية، وابنة عم الطبيب المتوفى ل"اليوم السابع"، إن النائب العام أخطرها برفض الطلب، لأنه ليس من حق السلطات المصرية التدخل فى إجراءات سير العدالة فى دولة أخرى، وأن بريطانيا تحكم قواعد فى عمليات التشريح ولا يحق لنا انتداب طبيب مصرى فى تلك القضية. يذكر أنه عثر على جثة كريم بمستشفى أميرة ويلز فى ظروف غامضة، حيث عثر على جثته داخل حمام المستشفى، التى يعمل بها طبيب تخدير، فى 23 أغسطس الماضى، ولم يتم فتح التحقيقات فى الواقعة سوى بعد اهتمام وسائل الإعلام المصرية وإثارة الشكوك حول ملابسات وفاته. وأوضحت أن شرطة ويلز التى حققت فى الأمر عند اكتشاف الجثة ملقاة داخل حمام المستشفى استبعدت أن يكون الحادث مدبرًا لعدم وجود دلائل تتضح على الجثة لصراع القتيل مع شخص ما. وقالت إنه على الرغم من أوامر المحقق بيتر مادوكس بتشريح الجثة إلا أن أسرة الطبيب المصرى رفضت لأسباب دينية.. حيث برز هذا الجدل من خلال الطعن القانونى لدى المحكمة العليا بلندن الأسبوع الماضى للحيلولة دون تشريح الجثة. هذا بالإضافة إلى أن القاضى جاستيك سيلبر قال إن التشريح المتعمق البديل للتشريح التقليدى هو الطريقة الوحيدة لمعرفة ما إذا كان هناك طرف ثالث فى وفاة الطبيب. وذكرت الصحيفة أن سارة، الطبيبة شقيقة القتيل، التى أيدت ادعاءات قتل شقيقها سحبت اتهاماتها. وأنها قالت إن التشريح العميق للجثة من شأنه أن يتسبب فى ألم كبير لعائلة المتوفى لذا فإنه تحليل السموم ومسح الرنين المغناطيسى سيكون كافيا لتبديد أى شكوك بشأن قتله. وقالت سارة إن عائلتها تعتقد الآن أنه لم يكن هناك شىء مريب فى مقتله وأنه ينبغى السماح لهم بإعادة جثته إلى مصر، غير أن المحامى كريس ويليامز أكد أن التشريح الذى أمر به القاضى من شأنه أن يخرق القواعد الدينية لعائلة كريم. بينما أكد كان يجنيشو، الطبيب الجنائى، أمام القاضى أنه لا يمكن من خلال تحليل السموم ومسح الرنين المغناطيسى فقط استبعاد أن يكون الحادث مدبرًا. كما أشار إلى احتمال رفض المرضى الآخرين بالمستشفى التعرض لجهاز المسح الذى استخدم لفحص جثة قتيل. وأضاف يجنيشو أنه إذا تم استخدام جهاز مثل هذا على الجثة، المحفوظة بمشرحة مستشفى ويلز، قد يكون الأول من نوعه ليس فى ويلز فقط ولكن فى المملكة المتحدة. وكان الطبيب الشرعى قد تلقى نصائح خبراء بأن المسح بالرنين المغناطيسى قد لا يكشف عن جوانب تشريحية معينة مثل الضغط على العنق ولن يكون كافيا لاستبعاد القتل. وأكد القاضى جاستيك سيلبر أن الدافع وراء تحقيقات الشرطة كانت المزاعم الخطيرة التى روجتها شقيقة كريم بأنه قتل والقصص المتداولة فى الصحافة المصرية، هذا وقد أعرب القاضى عن أسفه وتعاطفه العميق مع فقدان شاب فى بداية حياته المهنية كطبيب. كانت قد عثر على سرنجة وقفاز ملوث بالدماء إلى جانب جثة الطبيب كريم أسعد الذى يبلغ 31 عاما، بحمام المستشفى.
