عقب جولتك المفاجئة فى الميدان بالملابس المدنية غداة تقديم شهادتك إلى المحكمة، وعقب التعليق الأرعن للمذيع الذى قال إنك بملابسك المدنية تصلح لتكون رئيساً للجمهورية، أجدنى مضطراً لأوجه هذا الحديث إليك، رغم تأكيد المصدر العسكرى المسئول لموقع "اليوم السابع" بأنك كنت فى زيارة خاصة بشارع قصر النيل، وعند انتهاء الزيارة قمت بجولة بالشارع سيراً على الأقدام بمفردك دون حراسة، مرتدياً زياً مدنياً، وذلك للتأكيد على أن الشارع المصرى ينعم بالأمن والأمان، بدليل أن القائد الأعلى للقوات المسلحة يسير بمفرده بدون حراسة، ونحن نصدقك ونصدقه، لكن ملابسات الموضوع والهواجس المحتقنة فى الصدور تستدعى التذكير، والذكرى تنفع المؤمنين. إياك إياك أن تفكر ولو للحظة واحدة فى الترشح لرئاسة الجمهورية حتى ولو كان هذا من حقك، إنك إن فعلت ستكون قد أفقدت نفسك والقوات المسلحة من خلفك الصدق والمصداقية التى ادعيناها طويلا. السيد المشير.. لقد حاربنا وكافحنا وجادلنا كثيرا لنقول للشعب إن المجلس غير طامع فى السلطة فلا تأتى الآن لتقول لهم إنك وإننا كاذبون. لقد ختم مبارك حياته السياسية القذرة بأن قال كاذباً "لم أكن أنتوى الترشح لفترة رئاسية مقبلة"، والآن جاء دورك لتزيل اللبس وتحفظ تاريخك العسكرى المشرّف بإعلان واضح شفاف تلقيه بنفسك، وتقول فيه للشعب صادقاً "لا أنتوى الترشح للرئاسة"، وأنك سوف تعود إلى صفوف القوات المسلحة بعد تسليم الحكم إلى السلطة المدنية جنديا حاميا للوطن وللثورة، بهذا تبرئ نفسك والقوات المسلحة من خلفك مما يروج له بعض السياسيين. السيد المشير.. لقد رأيت بعينى رأسك مصارع المستبدين الذين يخادعون شعوبهم وما فعلته بهم هذه الشعوب، وأنا أربأ بك أن يصير بك ما صار بهم، أريدك أن تعف نفسك ولا تضيع تاريخك العسكرى الوطنى وتاريخك السياسى المشرف، رغم ما قد يكون بهما من خطايا أو أخطاء فعبرة الأمور بخواتيمها. أود أن أصدق أن هذا الأمر ليس فى مخيلتك، ولا يوجد من المحيطين بك من قد يزينه لك فيوردك موارد الخزى والتهلكة، وأنها كانت هفوة مذيع، ربما لم يستوعب درس إغضاب الشعوب.. السيد المشير.. دمت لمصر جندياً مقاتلاً شريفاً حامياً للوطن والثورة. لواء أركان حرب – كاتب سياسى ومحلل استراتيجى عبدالرحمن
