لفظ مساعد أول شرطة مساء أمس أنفاسه الأخيرة داخل مستشفى الطوارئ بالمنصورة بعد ساعات من قيام عصابة سطو مسلح إطلاق الرصاص على رقبته أثناء قيامه بتأمين نقل مرتبات العاملين بمصنع الزيوت والصابون بالمنصورة، فى وجود السائق والصراف الذى أصيب بصدمة عصبية نتيجة الحادث. اكتست قرية كفر ديرب بقطارس مركز أجا بالدقهلية بالسواد أثناء تشييع جنازة "سعد الله حسن حمد سالم" (58 سنة) مساعد أول شرطة، وخرج الآلاف من أبناء القرية فى ساعة متأخرة من مساء أمس ومن مسجد الأحمدى فى حزن شديد وبكاء هستيرى من أبنائه الستة وزوجته وأقاربه ولم يتمكن الأهالى من الدخول بالجنازة إلى داخل المسجد من شدة حزن أهالى القرية ولم يتمكنوا إلا عندما وقف خطيب المسجد يذكرهم بالله ويوصيهم بالصبر. وحضر الجنازة اللواء سامى المهيى، نائب مدير الأمن، والعميد محمد أبو زيد، مأمور مركز المنصورة. وتقدم الجنازة ائتلاف أمناء الشرطة بالدقهلية وشارك العاملون بمصنع الزيوت والصابون فى تشييع الجنازة رغم أن الفقيد لا يعمل معهم، كما حضر الآلاف من أبناء القرية. وتقول "عفاف على طلبة" (50 سنة) ربة منزل، زوجة مساعد الشرطة، أنه ضحى بحياته من أجل أن يحمى هذا المبلغ الضخم وهو مقترض مبلغ 20 ألف جنيه لعمل الاستعدادات لزواج ابنه بعد عيد الأضحى فلدينا من الأبناء ستة هم حسنات ودعاء ومحمد وحسن ونعمة وأحمد الذى لا يزال فى الصف الأول الابتدائى. وتضيف زوجته كان يصلى الفجر يوميا ويخرج إلى عمله ويأخذ المسافة بين القرية وأجا مشى ويصل إلى عمله فى وقت مبكر فطوال حياته العملية لم يصل عمله متأخرا. ووصف رمضان أحمد، ابن شقيق مساعد الشرطة، ما حدث وقال إنه ضحى بحياته من أجل أن يحمى المبلغ من السرقة وعندما دخلت العصابة إلى السيارة ألقى بجسده على الشنطة التى بها المبلغ فلم يجدوا إلا أن أطلقوا علية ثلاث رصاصات إحداهن استقرت فى عنقه وحاول الأطباء إسعافه إلا أن الموت كان أقرب له فمات وترك أبناءه الستة. ويضيف رمضان أحمد أن العصابة قاموا بعمل تمويه وأوقفوا سيارة المصنع التى تحمل المبلغ ونزلوا وفى يد أحدهم طفاية حريق حتى يظن الناس أنه نزل لإطفاء حريق بالسيارة وكانوا مسلحين بالبنادق الآلية ولم يكن الحادث فى مكان بعيد، بل أمام شركة الغزل والنسيج بسندوب، أى وسط الكتلة السكنية، وفروا هاربين بسيارتهم السوداء. وتواصل أجهزة البحث الجنائى بقيادة العميد سعيد عمارة تحرياتها للوصول إلى الجناة وعند الكشف عن رقم السيرة مرتكبة الحادث وهو 13013 وجدوا أنه خاص بسيارة بيجو وليس بسيارة جيب مرتكبة الحادث والتى سبق وأن نفذت حادثا مشابها فى السطو على محطة بنزين بعد عيد الفطر وتقوم المباحث باستجواب كل من السائق والصراف وذلك للوصول إلى أى معلومات جديدة يمكن أن تقود إلى مرتكبى الحادث.