يتوهم الكثيرون أننى ضد الثورة، كما يتخيل البعض خطأ أن من يرفض البلطجة والتجاوزات والانفلات الأمنى شخص يحاول أن يسىء إلى الثورة.. لذلك وجب علىَّ التنويه، بأن الفارق شاسع بين التغيير والبلطجة، وبين الثوار الحقيقيين الشرفاء من ناحية والمنتفعين وأصحاب المصالح من ناحية أخرى، لذلك أرجو أن يتفهم القراء الأعزاء أن كلماتى محاولة لنتناقش سوياً فى تلك السلبيات، التى لا تخلو منها أية حركة جديدة، وأية ثورة حتى لو كانت نظيفة وطاهرة وبريئة، لنتمكن سوياً من التخلص من تلك السلبيات التى تتحكم فى تفاصيل حياتنا تماماً. وطالما امتدحت ألسنتنا الثورة وشبابها ومنجزاتها، فعلينا أن لا نغفل كثيراً عن سلبياتها، مع التأكيد على أن تلك السلبيات لم تفسد الثورة، ولم تسئ إليها بفضل الله، بدليل أنه لا يختلف اثنان على طهارة وبراءة ثورة 25 يناير حتى هذه اللحظة. السلبية الأكثر انتشاراً بعد الثورة هى فكرة الانشقاق والانقسام، والفضل فى انتشار ذلك يعود إلى الطبقة التى كانت منسية، وتنتمى وتوالى للنظام السابق فى الخفاء، ولأنهم يحاولون الظهور بمظهر الشرفاء والثوار، لم يجدوا أمامهم سوى تفعيل عناصر الانشقاق والاختلاف فيما بيننا، بداية من ميدان التحرير ونهاية بالبرامج الفضائية، ولجأوا أيضاً إلى فكرة التخوين والدكتاتورية فى التعبير عن الرأى وتغيير مفهوم الاحترام. تغيير مفهوم الاحترام عند البعض شىء خطير ومحير، لاسيما أن المصريين تربوا على احترام الصغير للكبير عملاً بقول الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام "ليس منا من لا يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا". وأوصانا الإسلام باحترام الكبير، حتى لو كان غير مسلم، فأخلاقنا وقيمنا تتعدى فتشمل حتى الكافر، لأننا نتعامل بقيمنا لا بقيمهم.. أما الطبقة المنسية التى أتحدث عنها، فتتعامل بقيم غريبة وتشكك فى المسلم، بل وتسبه وتشيع فيه ما ليس فيه، ولا يعرف هؤلاء معنى الاحترام وآداب الحديث، وتساعدهم على ذلك قنوات لا تعرف الميثاق الصحفى ولا الإعلامى. أغرب ما نسمعه الآن عبارة "أنت مش عارف بتكلم مين.. أنا من ثوار التحرير".. مقولة أخرى منتشرة بين المنفلتين، وهى أن فلان بيشتغل عندنا، بمعنى أن الوزير مثلاً أو رئيس الوزراء يعمل عند الشعب فتجد شخصاً لا يملك مقومات أو حتى شهادات، ويتحدث مع كبار رجال الدولة بطريقة غير لائقة، الأمر الذى يعكس حجم الفوضى التى انتشرت على يد الطبقة المنسية التى عاودت الظهور، ودعمت البلطجة وساهمت فى انتشار الحرامية والفراغ الأمنى من خلال ظهورهم فى التجمعات والفضائيات وداخل المصالح الحكومية والشركات والمؤسسات وحتى على المقاهى. يا حضرات ما أقوله الآن، ليس ضد الثورة، لكنه نقد للسلبيات فى ضوء أهداف الثورة وآلياتها.. وإلا أصبحت ثورة عمياء وبلهاء وصماء، لا تسمع إلا الهتاف والتصفيق .. ومراجعة النفس والتصرفات هو من صميم الثورة، ولا يقل أهمية عن رصد المكاسب والنجاحات. يا شبابنا أفيقوا واعلموا أن المتلاعبين بعقولكم هم أنفسهم أعداء الثورة، وأن من يحدثكم بالحقائق حريص كل الحرص على مستقبل البلاد. مدرسة الفن والهندسة فتحت أبوابها على مصراعيها فى الشوط الثانى من مباراة وادى دجلة، حيث استطاع المعلم حسن شحاتة أن يفتح أبواب المدرسة بكل ثقة واقتدار، والجديد والجميل هو التزام اللاعبين فى الملعب ولم نرَ بلطجة أو اعتراض على الحكام، كما كنا نرى فى الموسم الماضى.. صدقونى حسن شحاتة يقود الزمالك باقتدار، والزمالك قادم بكل قوة وعلى كأس مصر ناوى. من أكبر مفاجآت الكأس هو خروج النادى الأهلى بعد مباراة قوية مع إنبى، قدم خلالها لاعبو إنبى أفضل عروضهم وكانوا الأحسن والأفضل، وفى المقابل لم يقدم نجوم الأهلى العرض المطلوب، وما زالت عروض الأهلى مخيبة لجماهيره.. عموماً مفاجآت الكأس سوف تستمر والأيام بيننا. خروج الاتحاد السكندرى من كأس مصر بعد الهزيمة من فريق النصر، العاشر فى ترتيب (الممتاز ب)، فى مجموعة القاهرة من أكبر المفاجآت.. صدقونى الاتحاد السكندرى قادم والخروج من الكأس ليس بنهاية المطاف، وسوف تشاهدون فريقاً قويًا ومنافساً. أخيراً برادلى مديراً فنياً لمنتخب مصر، وبذلك انتهى الجدل المثار فى الفضائيات منذ فترة طويلة، والتعاقد مع برادلى مكسب كبير للكرة المصرية، وهذا الرجل صاحب تاريخ محترم وصاحب مدرسة مميزة فى عالم التدريب، وهى الاعتماد على اللياقة البدنية، والالتزام التكتيكى وهذا ما ينقص اللاعب المصرى..عموماً مبروك على مصر هذا المدرب القدير، وبإذن الله سوف نصل كأس العالم على يد هذا المدرب الكبير.