كشفت الأيام القليلة الماضية عن انشقاقات وبوادر تصدع فى صفوف الثورة الليبية بانتقادات لاذعة من الإسلاميين ضد العلمانيين فى صراع الفوز بالعرش الليبى. هذا الانشقاق ظهر واضحا فى تصريحات قال القيادى الإسلامى الليبى وعضو الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين على الصلابى فى حواره مع قناة الجزيرة التى قال فيها إن قلة قليلة من "علمانيين متطرفين" يريدون أن "يستأثروا" برسم مستقبل ليبيا بعد سقوط نظام العقيد معمر القذافى، مؤكدا أن القوة الحقيقية الفاعلة على الميدان فى الثورة الليبية هى الإسلاميون، وأنه لا يمكن تجاوزهم فى أى خطوة سياسية مقبلة. هذه التصريحات لم تكن الأولى من نوعها للصلابى حيث سبقها تصريحات مماثلة لأخيه إسماعيل الصلابى قائد كتيبة 17 فبراير للثوار فى مدينة بنغازى التى طالب فيها اللجنة التنفيذية فى المجلس الانتقالى الليبيى بقيادة محمود جبريل بالاستقالة قائلا، إنه لم يعد هناك حاجة لدورها، لأنها من بقايا النظام القديم بدءا برئيسها محمود جبريل. ومن المنتظر أن تحدث هذه التصريحات ارتباكا داخل المجلس الوطنى الانتقالى خاصة أن إسماعيل الصلابى شخصية مؤثرة فى بنغازى وأحد القادة العسكريين الذين نفذوا العديد من العمليات ضد قوات القذافى فى بداية الثورة الليبية. ومن المعروف أن إسماعيل الصلابى وأخاه على قادة كتيبة 17 فبراير من الإسلاميين فى ليبيا خاصة إسماعيل الذى يتم تصنيفه على أنه سلفى متشدد أما على الصلابى فمن المعروف أنه إخوانى. وحتى الآن لم يخرج رد رسمى من المجلس الانتقالى الليبى على هذه التصريحات إلا أن عبد المنعم الهونى ممثل ليبيا فى الجامعة دعا لتنظيم مظاهرة مليونية يوم الجمعة المقبل تأييدا للمجلس الانتقالى الليبى والمكتب التنفيذى بقيادة محمود جبريل. وربما كانت تصريحات الصلابى أول اختبار يوضح مدى امكانية شق صفوف للشعب الليبى الذى تمكن حتى الآن من اجتيازه بالتأكيد على رفضه التام لأى محاولات لإثارة الفتن حيث تم تنظيم مظاهرات الأربعاء فى طرابلس انتقادا لتصريحات الصلابى رفعت شعار "لا للفتنة" كما حظى الصلابى بنصيب الأسد من انتقادات الشباب الليبى على صفحاتهم على الموقع الاجتماعى الفيس بوك. فى حين قال ياسين السمالوسى المعارض الليبى وأحد المقربين من المجلس الانتقالى، إن هذه التصريحات ربما لم تكن فى محلها إلا أنه أشار إلى أن الثورة الليبية يمكن أن تحتوى أى تناقضات بينها، وقال السمالوسى ل "اليوم السابع" إن التصريحات المتشددة من البعض يمكن أن يتم احتواؤها لافتا إلى أن كتيبة 17 فبراير إحدى الفصائل المهمة والمؤثرة فى بنغازى. وأضاف أنه ليس بالضرورة أن تحدث هذه التصريحات فتنة معتبرا أن الثورة الليبية مرت بما هو أقوى من ذلك خلال فترة اغتيال اللواء عبد الفتاح يونس رئيس المجلس العسكرى الليبى وتم تجاوزها.