فى مفارقة غريبة انتشر فيديو لافت للنظر على موقع التواصل الاجتماعى الفيس بوك يظهر أهالى مدينة سرت مسقط رأس العقيد معمر القذافى وهم يحتفلون بذكرى الفاتح فى الأول من سبتمبر، مرددين شعارات "الله ومعمر وليبيا وبس". ومع أن الثوار تمكنوا بالفعل من تحرير معظم المدن الليبية بما فيها العاصمة طرابلس، إلا أنهم يواجهون صعوبة حقيقية فى دخول مدينة سرت، أحد أكثر المدن الداعمة للقذافى ولنظامه، خاصة وأنه يوجد بها قبيلته القذاذفة. وعلى عكس توقعات البعض، أن طرابلس هى الحجر العثرة التى تواجه الثوار، إلا انهم تمكنوا من السيطرة عليها فى وقت قياسى، فيما لم يتمكنوا حتى الآن من دخول سرت. سرت - عاصمة العقيد الليبى معمر القذافى- أصبحت منفصلة عن كل المدن الليبية حتى فى احتفالاتها بذكرى الفاتح فى الأول من سبتمبر وشعاراتها "ثورة الفاتح مستمرة والخائن يطلع بره"، رافضين الاعتراف بسقوط طرابلس ومعلنين تأييدهم لنظام القذافى. وألقى جماهير سرت الذين عبروا عن تمسكهم بالحرب فى ذكرى الفاتح باللوم على الشعب القطرى والإماراتى لمساعدتهما الثوار، وأكدوا صمودهم ضد من وصفوهم بعملاء الناتو. من جانبه أعلن المجلس الوطنى الانتقالى تمديد المهلة التى منحها لقبائل سرت للانضمام للثوار وتسليم أسلحتهم لمدة أسبوع آخر بعد أن كان قد أعلن أنه سيقدم على التدخل العسكرى اليوم السبت، حيث يدل تراجع المجلس على صعوبة المواجهة فى سرت أو مدن الجنوب عموما، خاصة وأن سرت يوجد بها أكبر ترسانة أسلحة فى ليبيا، وتضم خمس قبائل رئيسية وهى القذاذفة وأولاد سليمان والحصون والفرجان والمعادن ويبلغ عدد سكانها حوالى 70 ألف نسمة.
