يسأل قارئ 31 عاما: أعانى بين الحين والآخر من حالة نفسية سيئة، وأشعر بالرغبة الشديدة فى العزلة، والابتعاد عن كل الناس، ودون سبب مبرر أو مشكلة ما، وأنا أخاف أن أكون مصابا بالاكتئاب لأننى قرأت كثيرا فى هذا المجال، فأرجوكم أفيدونى ما هو الاكتئاب، وما أنواعه وعلاجه؟ يجيب الدكتور محمد منصور استشارى أمراض النفسية والعصبية قائلا: الاكتئاب عبارة عن مصطلح يُستخدم لوصف خليط من الحالات المرضية فى الإنسان، والتى يَغْلُب عليها طابع الحُزن وتؤثر بطريقة سلبية على التفكير والتصرف. يعد الاكتئاب أحد الأمراض النفسية انتشاراً فى الوقت الحالى، ويصاب به الذكور والإناث ولكن بنسب متفاوتة، فعادةً يصاب 20% من الإناث و12% من الذكور بنوبة من الكآبة فى حياتهم. وينصح منصور المريض بالعرض على الطبيب، ويحذر من تناول أى مضادات للاكتئاب دون استشارة الطبيب النفسى المتخصص، لأنه قد يؤدى لأعراض جانبية وتعارض مع احتياج المريض، فالطبيب النفسى يستطيع من خلال الأعراض الظاهرة على المريض وصف العقار المناسب والجرعة المطلوبة. ويصيب الاكتئاب كل الأعمار، لكنه أكثر ظهوراً فى العقد الثالث والرابع من العمر، وهى قمة سنوات العطاء عند الشخص. كما أن هناك ميلاً لفئات معينة من الناس للاكتئاب أكثر من غيرها، كمن يعانون أمراضاً مزمنة أو خطيرة، ومن يتعاطون الكحول والمخدرات ونزلاء السجون. وهناك مؤشرات تشير إلى أن الطبقات المتوسطة اجتماعياً وثقافياً أقل عرضة للاكتئاب من الطبقات المنخفضة والعالية. وتنتشر أعراض الاكتئاب فى المجتمع بمعدل يتراوح ما بين 13 إلى 20% من السكان، ومن هؤلاء 7% يعانون من حالات اكتئاب شديدة. وأنواع الاكتئاب متعددة، ومنها نوبة الاكتئاب الكبرى، وهى أهم وأخطر أنواع الاكتئاب، نتيجة الحزن على موت شخص عزيز، اكتئاب ما بعد الولادة، اضطراب العاطفة الموسمى، تعكر المزاج ثنائى القطب، المزاج الحزين المزمن، ونوبة الحزن القصيرة. ويضيف منصور أن العلاج الدوائى، أحد وسائل العلاج من الاكتئاب، ويوجد الكثير من الأدوية التى تُستخدم كمضادات للاكتئاب كتلك الأدوية التى تُحفز تكوين مادة السيروتونين، وأيضا العلاج النفسى: لابد من العلاج النفسى بجانب العلاج الدوائي، حيث إن الدواء وحده لن يكون له مفعول إذا لم يتم محاولة حل مشاكل المريض، فعلاج الاكتئاب هو مجهود جماعى يشارك فيه الطبيب والمريض نفسه الذى من المفترض أن يكون له دور قيادى فى العلاج.
