خصصت وسائل الإعلام الفرنسية أولى صفحاتها لتغطية أحداث الحدود فى مصر وموقف مصر تجاهها، إذ نشرت صحيفة لوموند الفرنسية المستقلة تحت عنوان "إسرائيل تعتذر لمصر" مقالا أوضحت فيه بيان الاعتذار الإسرائيلى عن مقتل الجنود المصريين والذى اعتبرته مصر بأنه "غير كافٍ" ولا يتناسب مع جسامة الحدث، كما تناولت الصحيفة أيضا استدعاء الخارجية المصرية للسفير الإسرائيلى. ومن جانب آخر نقل التليفزيون الفرنسى "تى إف 1" مشاهد للمظاهرات والاعتصام المفتوح أمام مقر سفارة إسرائيل، مشيرا إلى أن أحد المواطنين المصريين رفع علم مصر على سفارة إسرائيل بالقاهرة. ومن جانب آخر اهتمت صحيفة "جورنال دى ديمنش" الفرنسية الأسبوعية، بتطورات الموقف المصرى على المستويين الشعبى والحكومى، احتجاجا على ما صدر من جانب إسرائيل ومطالبة مصر اعتذارا رسميا منها. وتحت عنوان "الغضب يحتدم فى الشوارع المصرية" خصصت الصحيفة مقالا صحفيا قالت فيه إن الحكومة المصرية تعتبر الاعتذار الذى عبر عنه الجانب الإسرائيلى أمس، "غير كاف"، لافتة أن ما يجرى فى الوقت الحالى داخل مصر أنه أول أزمة دبلوماسية بين مصر وإسرائيل مند تنحى الرئيس السابق محمد حسنى مبارك 11 فبراير الماضى. أما بالنسبة لصحيفة لوفيجارو الفرنسية نجد أنها اهتمت بشكل خاص بردود الفعل القوية الصادرة من القاهرة على خلفية مقتل جنود مصريين، فى تلك الأحداث، وهو ما دفع مصر إلى اتخاذ قرار بدعوة سفيرها فى إسرائيل احتجاجاً على هذا الحادث مطالبة باعتذار إسرائيلى رسمى عما وقع، ونقلت لوفيجارو عن رئيس وزراء مصر قوله، تعليقاً على هذا الحادث: "إن الدم المصرى أغلى بكثير من أن تتم إراقته هكذا دون توضيح"، مستطرداً: "إن ثورتنا المظفرة إنما قامت من أجل أن يستعيد المصرى كرامته فى الداخل والخارج، وما كان ممكن القبول فى مصر ما قبل الثورة لم يعد كذلك فى مصر ما بعد الثورة". واعتبرت الصحيفة أن الإسرائيليين يشعرون بقلق بالغ تجاه الموقف المصرى، وخاصة أن هذه هى ثانى مرة تقرر فيها القاهرة دعوة سفيرها من تل أبيب، حيث لم يسبق لها أن فعلت ذلك سوى فى سنة 2000 احتجاجاً على القمع الإسرائيلى للانتفاضة الفلسطينية الثانية.