الأوقاف: فتح باب التقدم بمراكز الثقافة الإسلامية    مدبولي يشهد توقيع اتفاقية لإنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته والأمونيا الخضراء    كورسيرا 2024.. مصر تحقق قفزة هائلة في التعليم الرقمي والذكاء الاصطناعي    السعودية تستنكر توسيع عمليات الاستيطان الإسرائيلية بالضفة الغربية    الاتحاد السكندري والداخلية يتعادلان إيجابيا في الدوري    ليفربول يحاول حسم صفقة معقدة من نيوكاسل يونايتد    بعد شكاوى صعوبة امتحان الفيزياء.. «التعليم» تطمئن طلاب الثانوية العامة    محمد رمضان يعلق على صفعة عمرو دياب لمعجب : «حاول يتصور معايا»    شهادات حية من المعتصمين: «قلم» المثقفين على وجه «الإخوان»    مدبولي: مؤتمر الاستثمار بداية تفعيل بنود الشراكة بين مصر والاتحاد الأوروبي    مصرع 9 أشخاص جراء انهيارات أرضية فى نيبال    المجاعة تضرب صفوف الأطفال في شمال قطاع غزة.. ورصد حالات تسمم    جهاد «حرب»: القيادة المصرية بعد 30 يونيو أصبحت «حائط صد» للقضية الفلسطينية    صندوق النقد الدولى يوافق على صرف 2.2 مليار دولار لأوكرانيا    رئيس الهيئة البرلمانية ل«حماة الوطن» يهنئ الرئيس السيسي بذكرى 30 يونيو    «محمود غالى»: المبادرة الرئاسية أعادت الحياة إلى القرى الفقيرة    الغندور: رابطة الأندية تفكر في تأجيل الدوري إسبوعين.. الجدول الأخير «فنكوش»    طرق استلام كعب العمل لذوي الاحتياجات الخاصة    «كنت فاكراه ابني».. الأمن العام يضبط المتهمة بمحاولة خطف طفل بالغربية    إحالة أوراق المتهم بقتل منجد المعادي للمفتي    مرتضى منصور يكشف الحالة الصحية لشقيقته بعد حادث سير في المهندسين    عمومية الغرف السياحية تعتمد الميزانية والحساب الختامي للاتحاد    قائد قوات الدفاع الجوي: مُقاتلو الدفاع الجوي الحصن المنيع لسماء الوطن    شيرين ترد على حسن الشافعي: يجب احترام عقول الناس عندما نتحدث إليهم    هيئة البث الإسرائيلية: واشنطن تحاول سد الفجوات بين حماس وإسرائيل بشأن صفقة تبادل المحتجزين    سلمى أبو ضيف تبهر جمهورها بأحدث ظهور لها    عمرو دياب يطرح ريمكس أغنية «الطعامة» عبر موقع يوتيوب    سرعة ضربات القلب.. الأسباب وأفضل العلاجات    القاهرة الإخبارية: لهذه الأسباب.. الفرنسيون ينتخبون نواب برلمانهم بانتخابات تشريعية مفاجئة    جامعة سوهاج: تكليف 125 أخصائي تمريض للعمل بمستشفيات الجامعة    المقاولون العرب يقبل اعتذار معتمد جمال عن تدريب الفريق    وفد من وزارة الصحة يتفقد منشآت طبية بشمال سيناء    رد من فابريجاس على إمكانية تدريبه ل ريال مدريد    بعد إحالته للمفتي.. تأجيل محاكمة متهم بقتل منجد المعادي لشهر يوليو    عضو "طاقة النواب": مصر نجحت في عمل بنية تحتية جاذبة للاستثمار    مهرجان المسرح المصري يكرم الفنانة سلوى محمد على خلال دورته ال 17    برقية تهنئة من نادي النيابة الإدارية للرئيس السيسي بمناسبة ذكري 30 يونيو    حملات بيئية للتصدي لحرق المخلفات الزراعية والبيئية بالأقصر    إصدار مليون و792 ألف شهادة صحية مؤمنة ب «رمز الاستجابة» للمقبلين على الزواج    مصر تدعو دول البريكس لإنشاء منطقة لوجستية لتخزين وتوزيع الحبوب    14 سبتمبر.. نظر جنحة مشرف الأمن في واقعة إمام عاشور ضد "الصقر" أحمد حسن بتهمة التشهير    الصحة: اختيار «ڤاكسيرا» لتدريب العاملين ب «تنمية الاتحاد الأفريقي» على مبادئ تقييم جاهزية المرافق الصيدلانية    التعليم العالي: فتح باب التقدم عبر منصة "ادرس في مصر" للطلاب الوافدين    ماهو الفرق بين مصطلح ربانيون وربيون؟.. رمضان عبد الرازق يُجيب    أكرم القصاص: علاقات مصر والاتحاد الأوروبى تعتمد على الثقة وشهدت تطورا ملحوظا    مجلس جامعة الأزهر يهنئ رئيس الجمهورية بالذكرى ال 11 لثورة 30 يونيو    الفريق أسامة ربيع: نسعى لتوطين الصناعات البحرية والصناعات الثقيلة وإعادة الريادة للترسانات الوطنية    الصحة: الكشف الطبى ل2 مليون شاب وفتاة ضمن مبادرة فحص المقبلين على الزواج    كيف فسّر الشعراوي آيات وصف الجنة في القرآن؟.. بها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت    امتحانات الثانوية العامة 2024.. طلاب علمي يشكون صعوبة الفيزياء وارتياح بالشعبة الأدبية بعد التاريخ بالمنيا    شرح حديث إنما الأعمال بالنيات.. من أصول الشريعة وقاعدة مهمة في الإسلام    استعدادات أمنية لتأمين مباراة الزمالك وسيراميكا في الدوري الممتاز    اليوم.. الحكم علي كروان مشاكل وإنجي حمادة بتهمة نشر الفسق والفجور    الإفتاء: يجب احترم خصوصية الناس وغض البصر وعدم التنمر في المصايف    حكم استئذان المرأة زوجها في قضاء ما أفطرته من رمضان؟.. «الإفتاء» تٌوضح    الأنبا باسيليوس يتفقد النشاط الصيفي بكنيسة مارجرجس ببني مزار    «غير شرعي».. هكذا علق أحمد مجاهد على مطلب الزمالك    البنك الأهلي: تجديد الثقة في طارق مصطفى كان قرارا صحيحا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تطهُّر مُعلن ودَنَس خفىّ.. سيرة الهوس الجنسى فى حياة الإسلاميين.. مسلسل انحراف طويل من البنا حتى عبدالله الشريف.. اغتصاب طارق ومثلية العريض وبيدوفيليا القرضاوى ويعقوب.. وونيس وحسان ومنصور وسامى بالقائمة
نشر في اليوم السابع يوم 19 - 04 - 2020

- مؤسس الإخوان يتستر على زوج شقيقته بعد شكاوى عديدة من علاقاته مع زوجات الأعضاء
- حفيد البنا يتورط فى وقائع اغتصاب ثابتة لعدة ضحايا بين فرنسا وسويسرا
- الصراعات القانونية والبلاغات تفضح مذيع الجزيرة أحمد منصور وعلاقاته السرية
- يوسف القرضاوى يلاحق حفيدة عبد القادر الجزائرى 15 سنة ويتزوجها على غير رغبة أهلها
- مقطع فيديو يفضح وزير داخلية حركة النهضة التونسية بعلاقة مثلية داخل السجن
- اتهام بزواج محمد حسين يعقوب من 22 فتاة قاصر.. والشيخ لا ينفى
- قيادتان ب"العدالة والتنمية" المغربى فى سيارة.. وإخوانية أخرى تخون زوجها مع صحفى بارز
- محضر بشرطة أكتوبر يتهم نجل محمد حسان بالتهرب من زواج عرفى.. والفتاة تموت لاحقا فى حادث غامض
- نائب حزب النور على ونيس يمارس الجنس مع فتاة مجهولة فى سيارة على الطريق الزراعى
- إخوانية فى تركيا تتهم سامى كمال الدين بمرافقة بائعات الهوى واصطحابهن إلى منزله لرشوة أصدقائه
- اغتصاب للأطفال فى مدرسة قرآنية تابعة ل"النهضة".. وإخوانى تونسى يتحرش بالطالبات
- علاقة غير شرعية بين أيمن نور ودعاء حسن لمدة خمس سنوات فى قناة الشرق بعلم وصمت إخوان إسطنبول

حلقة جديدة فى سيرة طويلة تلقاها البعض بقدر من الصدمة والتحفظ، وتفاعل معها آخرون بانتقاد عميق لتجليات التناقض فى خطاب الإسلاميين. بين الموقفين يبدو الأمر أعمق من تبسيط الدفاع أو الهجوم، بل ومما فجرته تسريبات الوجه السلفى المتحالف مع الإخوان، عبد الله الشريف، وما تُفصح عنه من انحراف أخلاقى وخيانة زوجية، لا سيما إذا تفحصنا الموقف بعين تاريخية واجتماعية وثقافية، وحاولنا تتبع سيرة الهوس الجنسى فى حياة الإسلاميين!

تسجيلات "الشريف" الصوتية والمصورة، اعتبرها البعض انحرافا شخصيا لا يُمثل حجة على تيار كامل، سواء شركاء الأرضية السلفية التى ينطلق منها أو حلفاء الملعب الإخوانى الذى ينشط فيه. لكن قراءة أخرى ربما تكشف عن خلل فى إدارة هذا التيار المتطرف للمساحة الواسعة بين العقيدة والحياة. بحسب عالم النفس سيجموند فرويد فإن الغرائز الطبيعية، وفى القلب منها الرغبة الجنسية، تمثل المؤثر الأول فى السلوك. فقهيا يبدو التشدد فى إسباغ صفة الدنس على الشهوة الجنسية مفتاحا لفهم حالة الوصم المسيطرة على وعى الإسلاميين بشأنها. وسلوكيا فقد اعتمدوا تلك الخصيصة البشرية أداة للوصاية على الأتباع واستهداف الخصوم، وكان الجنس موضوعا دائما لإدارة حياة المريدين أو تحقير المخالفين. "الشريف" نفسه اتخذ الأخلاق والسلوك الشخصى مدخلا للحط من خصومه، وهنا يبرز المدخل الأول لتفكيك حالة الفصام بين ظاهر الدينيين وبواطنهم!

يحفل تاريخ الخطابات الإسلامية بحضور بارز للجنس، سواء عبر الممارسة المفرطة فى استهلاكه، بالتعدد وملك اليمين وغير ذلك، أو توظيفه فى قمع الأتباع وإدارة حياتهم، أو تقديمه ضمن مكونات الطرح الفقهى تحت أبواب وعناوين تتدخل فى كل التفاصيل وتحدد للمؤمنين ما يجب أن يكون عليه فراشهم، بل إن عددا من الفقهاء والمُحدِّثين أفردوا مصنفات عديدة تتناول أمور الجماع وصفات الأعضاء وأوضاع الممارسة وغير ذلك من موضوعات، مثل جلال الدين السيوطى صاحب تفسير الجلالين، الذى وضع سبعة كتب فى هذا الباب بعناوين بالغة الجرأة والانكشاف.

وعلى صعيد ورثة هؤلاء الشيوخ، فإن خطاب الإسلاميين الراهن يُفرد حيزا عريضا لموضوع الجنس. وفى المقابل فإن نسبة كبيرة منهم تستهلكه بشبق محموم، لا فارق بين الأزاهرة أو السلفيين والإخوان. ربما يعود الأمر فى أحد جوانبه إلى آثار الكبت والتطرف فى التطهر، أو للميراث التراثى الذى استلب خصوصية العلاقة وأعاد توظيفها أداة للوصم والقهر، أو الفشل فى تجسير فجوة التناقض التى يقعون فيها، بين المبالغة فى ادعاء الملائكية والعجز عن إدارة نزوعهم البشرى. خارج الاحتمالات ربما تكون الحقيقة الوحيدة أن علاقة الإسلاميين بالجنس اتخذت بُعدا هَوَسيًّا، إما بتوظيف بالغ الانحطاط فى القمع والتشويه، أو استهلاك محموم خارج الرشد، ليجبرهم الزبيب واللحى والطهارة المُدّعاة على اعتباره دنسًا، ثم الإنكار والتزيُّد والمبالغة فى إخفائه، أو التنصّل منه بكل الوسائل، حتى الكاذب وغير الشريف منها!
إسلاميو النصف الأسفل
فى مدوَّنة الإسلاميين يرتفع منسوب الخطابات الجنسية، بين دروس وخُطَب ووعظ وفقه وتشريع وزيجات، ليبدو المشهد وكأن النصف الأسفل لديهم أكثر نشاطا من الأدمغة، وهو ما يتأسّس عليه استسهال لتجاوز المنطق. فى الواقعة الراهنة أنكر "الشريف" التسجيلات فى أول الأمر، وسخر منها زاعما تلفيقها، لتنشط اللجان الإلكترونية الإخوانية والداعمة فى النفى، قبل أن يضطر مع ثبوت الأمر بمقاطع مرئية للاعتراف بصحة المواد المُتداولة، لكنه اصطنع رواية ساذجة عن إعداده لها فى إطار لعبة مقصودة لخداع الخصوم، ومرة أخرى يتلقف الأتباع التبرير الساذج وينشطون فى تمريره. الشاهد من الموقف وتداعياته أن الإسلاميين يستهلكون الجنس بصور عدة، لكن وعيهم العميق يراه أمرا مشينًا، لدرجة أنهم قد يستحلون الكذب على الاعتراف، حتى لو شدد الرسول على أن المسلم لا يكون كذابا، حتى لو كان سارقا وقاتلا وزانيا.

ثقافة الإنكار تبدو شائعة فى كل المواقف التى خرجت فيها علاقات الإسلاميين من الكتمان للعلن. قبل عدة سنوات تفجرت فضيحة لمذيع الجزيرة أحمد منصور، بعدما اشتكته سيدة مغربية قائلة إنه تزوجها عرفيا وأنكر، وصدرت مذكرة بتوقيفه بالفعل، واستمر على الإنكار رغم حديثها عن المعاشرة. وفى وقت مقارب استمات نائب حزب النور السلفى فى برلمان 2011، على ونيس، فى نفى علاقته بفتاة عشرينية ضُبطت معه فى سيارة على الطريق الزراعى بالقليوبية، وقال بالمحضر 5794 إدارى طوخ 2012، إنها خطيبته، ثم تراجع قائلا إنه ابنة شقيقته، ونظم الحزب مسيرات لدعم نائبه والضغط على الأمن لإغلاق الملف.

النائب السلفى على ونيس

تكررت وقائع الإنكار فى الحظيرة السلفية مع محمد حسان، الذى اتُّهم نجله "أحمد" بإقامة علاقة مع فتاة لعدة سنوات، بعدما حررت "ش. ع" محضرا فى قسم شركة 6 أكتوبر برقم 4153 لسنة 2010، أكدت فيه زواجهما منذ 2007 بعدما تعرفت عليه فى قناة "الناس"، واتهمته بإجهاض حملها مرتين، وعندما التقت والده عرض عليها الصمت مقابل مبلغ مالى، قبل أن تموت فى ظروف غامضة، لتتردد أخبار متضاربة بين مقتلها فى حادث أو وفاتها بمنشأة علاجية. أحمد نفى الأمر فى التحقيقات، وعلق عمّه محمود حسان مؤسسا دفاعه كعادة التيار على "التلفيق" للنيل من الأسرة!
بيدوفيليا الشيوخ ومثلية السياسيين
تنطوى مدونات الخطاب الدينى على أبواب وموضوعات أكثر تطرفا فى الجنس، مثل مفاخذة الصغيرة والاستمناء بين ساقيها والوطء فى أعكان البطن، وغيرها، وهو ملمح يحمله التحليل النفسى على "البيدوفيليا"، أو اشتهاء الأطفال.
ربما يبدو الأمر واضحا فى إسراف الفقهاء قديما وحديثا فى تبرير زواج القاصرات، ويبدو أكثر وضوحا فى ممارسات يغلب عليها الغرام بالأطفال، كما فى حالة محمد حسين يعقوب، الذى تزوج نحو 22 فتاة دون الثامنة عشرة، حسبما قال صديقه وابن تياره الدكتور محمود الرضوانى، الذى اعتبر الأمر تحايلا على الشرع أقرب لزواج المتعة لدى الشيعة، قبل أن يصمت بوساطة السلفى الأكثر تطرفا محمد عبدالمقصود.
الداعية السلفى محمد حسين يعقوب

الوجه الشيعى المفرط فى الجنس المفتوح عبر منظومة المتعة، يبدو حاضرا فى الساحة السنيّة بغلبة التعدّد والتبديل، وشيوع تلك الحالة ليس بين السلفيين فقط، وإنما لدى أزاهرة وإخوان ومتصوفة، يحتفون جميعا بالطفولة كموضوع مثير، كما جرى فى واقعة مُنظر الإخوان يوسف القرضاوى، الذى استمر فى مطاردة حفيدة الأمير عبدالقادر الجزائرى خمس عشرة سنة، منذ كانت طالبة وهو على أعتاب العقد السابع، وعمد إلى ابتزازها نفسيا بسيل من الخطابات والقصائد العاطفية، والإقامة سنة كاملة فى الجزائر للإيقاع بها، حتى تزوجها بالعام 1998 وقضى منها وطرا وطلقها بعد سنوات. وروت أسماء بن قادة نفسها الخلفيات فى حوار مع صحيفة الشروق الجزائرية، قالت فيه إنها كانت مراهقة ووقعت تحت سحره وإلحاحه، كما نقلت رؤية والدها عالم الرياضيات محمد بن قادة بقوله: "حاول التأثير عليها أولا، وسحرها برسائله ومكالماته، واستغل خبرته وفارق السن الكبير جدا من أجل ذلك".

منظر الإخوان يوسف القرضاوى

فى مقابل هذا الوجه، لم تخل حياة الشيوخ من انحرافات تُصادم الفهم المُعلن لفقه الجنس. خلال العقود الماضية ترددت شائعات بشأن داعية ومفسّر شهير للقرآن ارتبط بعلاقات مثلية مع شباب، أحدهم سرق منزله فى حى الحسين لكن الشيخ ترافع عنه أمام المحكمة لتبرئته رغم ثبوت التهمة. بعيدا عن تلك الرواية التى يتناقلها صحفيون وكُتاب وأمنيون سابقون بالإشارة إلى بلاغ فى قسم الخليفة، فإن شبهات المثلية تبدو شائعة فى أوساط الإسلاميين، بل إنهم يستخدمونها لتحقير التيارات الأخرى، فيتهم السلفيون الإخوان، والعكس، بأنهم كانوا يعمدون إلى تلك الانحرافات خلال سجنهم. هذا الملمح حدث بالضبط فى تونس، عندما انتشر فيديو بالعام 2012، يُظهر وزير الداخلية الأسبق عن حركة النهضة، على العريض، فى ممارسة مثلية خلال سجنه بالتسعينيات.

خرج الغنوشى ورموز الحركة نافين ومُدافعين، وكالعادة قالوا إنه تلفيق لاستهداف النهضة.

على العريض وزير الداخلية التونسى الأسبق وعضو حركة النهضة
راشد الغنوشى زعيم حركة النهضة التونسية
لاحقا تورطت الحركة فى وقائع مُعلنة، آخرها قضية استغلال الأطفال واغتصابهم فى مدرسة قرآنية تابعة لها. تفجرت القضية أواخر فبراير 2019، بعدما رُصدت وقائع مشينة بمدرسة معتمدية الرقاب فى ولاية سيدى بوزيد، وقالت عنها مريم بن عزوز، عضو الرابطة التونسية للمواطنة، إن مدارس الحركة "وسيلة لاستقطاب الأطفال، وكان هناك استغلال لهم، وتحرّش واغتصاب لبعضهم، بحسب الطب الشرعى". مسار البيدوفيليا تكرر بعد شهور مع ثبوت تحرش أستاذ ينتمى للحركة بطالبات دار المعلمين العليا، وقال رياض جراد، الأمين العام لاتحاد طلبة تونس، إن "الاتحاد كثّف تحركاته ضد أيمن حسن، مطالبا بعزله من التدريس، خاصة أن الأمر ليس غريبا على الإخوان، والشخص نفسه كان متهما فى قضية اغتصاب وقت دراسته بفرنسا"!

وفى المغرب كانت الظاهرة أكثر اتساعا، إذ امتدت بتتابع وتكرار على كامل خريطة الإخوان والسلفيين. إذ طالت وجوها بجماعة "العدل والإحسان"، مع نظر المحكمة الابتدائية فى مدينة سلا اتهام عضوها البارز عبدالله الحمزاوى بالخيانة الزوجية مع منتقبة متزوجة بمنزله ليلة وقفة عرفات، وتكرر الأمر بتوقيف محمد الفيزازى عن الخطابة بقرار وزير الأوقاف، بعد فضيحة فجرتها الشابة حنان زعبول "18 سنة" التى قالت إنه عاشرها خمسة أشهر ثم أنكر. وتورط الفنان المنتمى للجماعة رشيد غلام فى وقائع شبيهة، وقال مصدر بالجماعة إنه عُثر على فيديوهات ورسائل صوتية جرى تحليلها بالولايات المتحدة وثبتت صحتها. وعلى جانب الإخوان ترددت وقائع لرموز حزب العدالة والتنمية، أبرزها ضبط القياديين بحركة التوحيد والإصلاح، الذراع الدعوية للحزب، فاطمة النجار وعمر بنحماد، فى سيارة على شاطئ المنصورية بضواحى المحمدية، وقتها قالت النجار إن "الغريزة غلبت العفة"، وشملت الوقائع وفاة مستشارة بالحزب فى منزل عشيقها فى مدينة إيموزار كيندر قرب فاس، لكن كانت أخطرها فضيحة الصحفى المقرب للحزب توفيق بوعشرين، الذى انتشرت له فيديوهات مع عدة سيدات، منهن قيادية العدالة آمال الهوارى المتزوجة من آخر. وعلق زعيم الحزب ورئيس الوزراء الأسبق عبد الإله بنكيران بالقول: "حزبنا يعيش تحولات أخلاقية تثير القلق".

عبد الإله بنكيران رئيس وزراء المغرب الأسبق
انحلال فى بلاد الحرية الجنسية
يمتد خطاب التناقض من ممارسات الأفراد إلى الأنظمة، مع اتساع رقعة الانحراف تحت ولاية "العدالة والتنمية" التركى، سواء بخروقات المنتمين لإخوان تركيا، أو تقنين تجارة الجنس وانتشارها. تلك الوضعية توافقت مع ذهنية الإخوان المُستهلكة للجنس المتناقض، رغم توافر قدر من الحرية الجنسية التى لا تحتاج للغموض أو الإنكار. ليشهد مركز النازحين من التنظيم وحلفائه فى إسطنبول مسلسلا طويلا من الخروقات المشينة، ومحاولات التهرب منها. بدأ الأمر من أيمن نور، رئيس قناة الشرق الذى يعيش مع سكرتيرته دعاء حسن منذ خمس عشرة سنة، ورغم حسبانه على التيار الليبرالى لا الإخوان، فإنه علاقته ب"دعاء" وإقامتها معه ظلت تحت سمع وبصر إخوان إسطنبول والشرق لخمس سنوات، حتى تداول المفصولون من القناة الأمر خلال 2018، ليهرب "نور" من الفضيحة بإعلان الزواج.
أيمن نور مالك قناة الشرق الإخوانية

الحالة الأكثر صدمة حملتها تصريحات للإخوانية غادة نجيب، زوجة الممثل هشام عبدالله، بعدما اتهمت سامى كمال الدين بمرافقة عاملات الجنس التركيات والمغربيات إلى منزله، وتقديمهن لأصدقائه ثم تصوير اللقاءات وابتزاز أصحابها. الأمر أكده خالد كمال شقيق الداعية الإخوانى أشرف عبدالمقصود كمال، بمنشور قال فيه: "سامى قواد وجاب الكلام لنفسه... دعانى لمنزله وجاب عاهرة خرجت كما ولدتها أمها، لقيتها واقفة ورايا وسامى بيصور، ودى تانى مرة يعملها، جاب قبل كده مغاربة، ورحت عندهم وجبت سامى أمام هشام ورويت كل ده، وسامى ساكت لا ينطق، وهشام قال له انت عاوز البصق فى وجهك وضرب الجزمة".

سامى كمال الدين حليف جماعة الإخوان

فى مقابل تواتر الروايات، يستميت سامى فى النفى والإنكار، بالطريقة التى أدمنها الإسلاميون والمتحالفون معهم. تجليات هذا الإنكار وأشد محطاته كشفا وتعرية كان بطلها طارق رمضان، حفيد مؤسس الإخوان حسن البنا، بعدما اتُّهم بالعام 2017 فى وقائع اغتصاب بين فرنسا وسويسرا، وبعد شهور اضطر للاعتراف بإقامته علاقات مع سيدتين، بالتزامن مع رفض القضاء الفرنسى إخلاء سبيله للمرة الرابعة منذ توقيفه. وادعى "رمضان" ودفاعه أن العلاقات المذكورة جرت بقبول أطرافها فى إطار "حالة رضا" كاملة. ونقلت شبكة "سكاى نيوز" عن محاميه، إيمانويل مارسينى، قوله إن "الرسائل النصية المُتبادلة تؤكد أن العلاقات بالتراضى".

حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان الإرهابية
سفالة من الحفيد إلى الجد
أشهر المدعيات فى قضية حفيد البنا، الناشطة المغربية هند عيارى، تقول فى كتابها "اخترت أن أكون حرة"، الصادر عن فلاماريون الفرنسية 2006، إن "رمضان" استغل هشاشتها كسلفية، ولمّا استجمعت شجاعتها وصرخت فى وجهه شتمها وضربها، وواصل اعتداءه البدنى والجنسى. بعدما تفجرت القضية ب"عيارى" وسيدة أخرى اسمها "كريستل"، انضمت مدعية ثالثة قالت إنه اغتصبها 9 مرات فى باريس وبروكسل ولندن بين 2013 و2014. بعد ذلك ظهرت رابعة أكدت اغتصابها فى جنيف. وفى تقرير لقناة "فرانس 24" قيل إن نتيجة فحص الخبراء والفنيين لهاتف المتهم وحاسبه كشفت عن أدلة تنسف رواية دفاعه. المفارقة أن تلك المراوغات لم تكن ابتكارا من حفيد البنا، وإنما إعادة اكتشاف لجانب مُظلم من تاريخ الجد!
طارق رمضان حفيد حسن البنا
شهدت جماعة الإخوان قبل أكثر من سبعة عقود أضخم فضائحها الجنسية، مع تورط صهر مؤسسها فى انحرافات أخلاقية، وتستر "البنا" نفسه على الأمر. فى 1945 بدأ حديث القواعد عن علاقات فاضحة تجمع عبدالحكيم عابدين، زوج أخت البنا وسكرتير عام الجماعة، بالأخوات وزوجات الأعضاء وشقيقاتهم. تفجرت الشرارة ب4 شكاوى ل4 من أعضاء الجماعة: حسين سليمان، وفهمى السيد، ومحمد عمار وزكى هلال، قالوا فيها إن "عابدين" ينتهك أعراضهم ويزور بيوتهم فى غيابهم. انفجرت الفضيحة وحاول "البنا" المراوغة، لكن أحمد السكرى، النائب الأول للمرشد والمؤسس الحقيقى للجماعة بحسب مؤرخين كُثر، تصدى لمحاولة التسوية الناعمة، وتحت ضغط الفضيحة رضخ المرشد، وشكّل لجنة بعضوية: السكرى، وصالح عشماوى "وكيل الجماعة لاحقًا"، وحسين بدر عضو مكتب الإرشاد، وإبراهيم حسن، وحسين عبد الرازق، وأمين إسماعيل عضو مكتب الإرشاد وسكرتير تحرير صحيفة "الإخوان المسلمين". انتهت اللجنة إلى نتيجة ضمّنتها تقريرا رسميا نشرته صحيفة "صوت الأمة" فى عددها بتاريخ 19 أكتوبر 1947، مفاده ثبوت التهمة بحق عابدين، أو بحسب التقرير: "موقف الشاكين سليم من كل وجهة، واقتنعت اللجنة اقتناعًا كاملاً بما توفّر لديها من بيانات، سواء من طريق الأربعة، أو غيرهم ممّن تقدّموا إليها من الإخوان، بأن الأستاذ عابدين مُذنب، خصوصًا إذا أضفنا اعترافاته لبعض أعضاء اللجنة"، ليوصى التقرير بالإجماع بفصله ونشر القرار، والعمل على مداواة الجروح التى تسبَّب فيها.

إدانة "عابدين" وثقتها شهادات أخرى، منها كتاب محمود عبدالحليم "الإخوان المسلمون.. أحداث صنعت التاريخ"، الذى أورد حكاية صداقته لأحد شباب الإخوان وإقامة علاقة مع شقيقته، واستقالة الشاب من الجماعة وإعلان براءته منها لحين بتر "عابدين". لكن الطلب لم يجد صدى لدى البنا، فظل صهره فى موقعه وغادر الشاب. واجه المرشد بسبب موقفه المائع رفضًا شرسًا من السكرى، وبين الميوعة والرفض قرر تشكيل لجنة ثانية، فى محاولة للالتفاف على القرار والتماس ثغرة لتبرئة صهره. ضمت: إبراهيم حسن، وخالد محمد، وأعضاء من الخارج، لكنها توصّلت للنتائج نفسها، فما كان من البنا إلا إغلاق الموضوع والتهديد بعرض الأمر على اللجنة التأسيسية. كان التهديد أقرب إلى التلويح بهدم المعبد على رؤوس الجميع، أو ربما اعتبره تصعيدًا كافيًا لتخفيض حرارة الخصوم، واختلاس وقت للتسويف ثم إغلاق الملف بعد تصفية زعمائه. كتب السكرى مقالا عن الفضيحة، وتلقى تهديدا بالقتل من المرشد، ليُضطر إلى الاستقالة، ويُصدر "البنا" بيانا مكذوبا يتهمه بالتورّط فى علاقة مشبوهة مع حزب الوفد. والنتيجة النهائية بعد المراوغة أن المرشد نجح فى خطته لإغلاق الملف والتستّر على الفضيحة، ليظل عابدين سكرتيرا للجماعة حتى قرار حلّها بعد اغتيال النقراشى فى 1948.

بين تحايل حسن البنا، وكذب عبد الله الشريف، يمتد طابور طويل من خروقات الإسلاميين وانحرافاتهم. وحالة شبه عامة بينهم من التناقض بين التطهر المعلن والدنس الخفى، بين تحقير الجنس واستغلاله فى قمع الأتباع وتشويه الخصوم، ثم استهلاكه بشراهة مفرطة، وبكل الصور المشروعة والمتحررة. يستندون فى ذلك إلى مُدونة تراثية، وإلى انتهازية تهيمن على العقلية الإسلامية القادرة على اختلاق تبريرات دينية لكل التجاوزات. عشرات الوقائع المعلنة وأضعافها ظلت طى الكتمان، تكتب سيرة طويلة عن الهوس الجنسى فى حياة الإسلاميين، على الأرجح لن يكون عبد الله الشريف آخر فصولها!
طارق رمضان حفيد حسن البنا
تطهُّر مُعلن ودَنَس خفىّ
سيرة الهوس الجنسى
حياة الإسلاميين
بيدوفيليا القرضاوى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.