لا تشفى بقدر ما هو شعور بالرضا أن تجد جلادى الأمس وقد توارو خلف قضبان حديدية كانت لوقت قريب سلاحهم لتكميم الأفواه وغمط الحق، اللهم لا شماتة كلمات انطلقت من حناجر كثيرين من أبناء هذا الشعب المكلوم الذى ذاق الأمرين على أيدى جلاديه طوال عقود، وأتى عدل الله ليريهم فى أعدائهم يوما كان أشبه بالحلم ، مشهد كان بردا وسلاما على قلوب المظلومين وأهالى الشهداء ممن كان القنوط قد بدأ يصيبهم وهم يرون من قتل أولادهم ينعم فى منتجعات أو يحمى فى سجون أشبه بالفنادق الفارهه خوفا عليهم من انتقام منتقم، ومهما كانت نتيجة المحاكمات التى لا نشك فى نزاهتها يكفينا أن رأينا اليوم الذى يقتص فيه من الظالم حتى وإن كان شريف القوم وأكبر رؤوسهم، وهذا يخرجنا من مظلة الهلاك التى توعد الله بها من يفرق فى الحكم بين الشريف والوضيع فى نفس الجرم ، فنحمد الله أن وفقنا وأعاننا على أن نحاسب الكبير قبل الصغير فينا ، ودعوانا اللهم اشفى صدور قوم مؤمنين. وفى نفس التاريخ خرج النظام المجرم فى سوريا علينا بمذبحة لإخواننا فى حماة مستغلين انشغال الرأى العام العالمى بمحاكمة طاغية آخر ليقوم بمهاجمة العزل من أبناء شعبه، ثم يتبع هذا بتهنئة زبانيته بقتل العزل !! وما أشبه اليوم بالبارحة وما أشبه الولد بأبيه، ثم ما أشبه النظام بأنظمة عربية قمعية ترتع فى غياهب غيها وهى معتنقة فكر واحد وهو أنهم سادة هذه الشعوب وولاة نعمتها، وهم هبة وهبها الله لهم كى يذيقوهم صنوف العذاب ويقتصوا منهم جراء حبهم لأوطانهم ، والعجيب فى الأمر هو الغباء المستحكم لدى هؤلاء فهم يتابعون كل يوم درسا جيدا يقدمه الواقع ويسجله التاريخ فى زوال الظلم ومع هذا هم يستمرون فى لعب أدوارهم القاسية والغبية دون أن يتحرك لهم جفن أو تلين لهم قلوب هذا إن كانت قلوبهم لا زلت تنبض، ولا نملك ونحن كأمة مقطعة الأوصال إلا أن ندعوا لهم اللهم انصر عبادك اللهم اشفى صدور قوم مؤمنين. ولا يسعنا أن نغفل فى معرض حديثنا هذا موقف الشعب الليبى الصامد والشعب اليمنى الآبى الذى يضحون كل يوم بالشهداء من أبناء الوطن الأبرار وهم راضين محتسبين ومنتظرين لنصر الله الذى أحسبه بات قريبا ( إن تنصروا الله ينصركم ) وأحمد الله أن أخوتنا فى القطرين الشقيقين لم ينخدعوا بتهاويل شياطين الإنس ممن يروجون للمصالحة ويريدون أن يخدعوا أبطال الثورة والله خادعهم ومذلهم بأذنه تعالى وناصر عبادة المغلوبين على أمرهم وهو ولى ذلك والقادر عليه ، وأكاد أرى نصر الله قد أظلهم فى هذا الشهر الكريم لتنتهى محنتهم ويزول ظلم الظالمين ويحق الله الحق بكلماته ويقطع دابر الظالمين ، وكلمتى لهم اصبروا وصابروا ورابطوا وكونوا على ثقة من نصر الله فهو قريب ، واحتسبوا فأن حسبكم الله وهو نعم المولى ونعم النصير ، وأيضا سندعوا لكم، اللهم اشفى صدور قوم مؤمنين.