واصلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تعليقها على المحاكمة التاريخية للرئيس السابق، حسنى مبارك، وقالت فى تقرير لكبير مراسليها، أنتونى شديد، إن ظهور مبارك وراء القضبان كان نجاحا لا يمكن إغفاله حققته الثورة، فرغم أن الثورات والحروب والاضطرابات غالبا ما يكون لها توابع وآثار من مظالم الماضى، إلا أن المحاكمة أظهرت تغيرا واضحا فى الثقافة السياسية السائدة فى العالم العربى، والتى تقول إن قوة الحاكم لا يكمن التشكك بها. "هذه نقطة تحول فى مفهوم الرئيس، فالشعب الآن سيصدق أن عهد مبارك انتهى، وعهد جديد سيبدأ، وسيبدءون التصرف وفقا لذلك، وأى شخص الآن يتبوأ منصبا كبيرا سيشعر بالخوف ويدرك أن هذه القوة مسئولية وليست امتياز"، هكذا أكدت ليلى سويف، الأستاذ بجامعة القاهرة والناشطة الحقوقية. ورغم أن المشهد الذى بثته شاشات التليفزيون من قاعة المحكمة فى أكاديمية الشرطة كان تاريخيا، إلا أنه أثار فى الوقت نفسه الكثير من المشاعر المختلطة، غير أن الشعور السائد كان متمثلا فى سقوط مفهوم القوة الغامضة التى تحيط بالحاكم، فهو لم يعد الشخص الذى يسكن القصور والقلاع مع حاشيته. واستمرت محاكمة وزير الداخلية المكروه، حبيب العدلى، لليوم التالى، الخميس، إلا أنها على ما يبدو لم تستقطب نفس الاهتمام الذى استقطبه ظهور مبارك لأول مرة فى قفص الاتهام هو ونجليه. وأثارت هذه المحاكمة مشاعر متناقضة بين أطياف المصريين، فالبعض وجدها تحقيقا للعدالة والقصاص، خاصة أهالى شهداء المتظاهرين، ومنهم والدة خالد عطية التى قالت "هذه دموع الفرح لرؤية مبارك خلف القضبان، ودم ابنى لن يذهب سدى"، أما البعض الآخر، فوجد أن الرجل قد أصابه العجز والضعف وينبغى مراعاة ذلك.
