تحت عنوان الطاغية وأبنائه يواجهون غضب الأمة التى روعوها، قال الكاتب الصحفى المخضرم روبرت فيسك أن لحظة ظهور مبارك بقاعة المحكمة هى تلك التى أثبتت فيها مصر ليس فقط أن ثورتها حقيقية بل إن ضحاياها حقيقيين. فالمشهد بأكاديمية الشرطة سيكون فصلا خاصا فى تاريخ العالم. ويصف فيسك فى مشهد تحليلى مبارك وقت المحاكمة مشيرا إلى أنه رغم محاولاته الابتعاد عن ضوء الكاميرات بوضع أصابعه من حين لآخر على أنفه وفمه لكنه لازال بنفس العيون القديمة المتغطرسة. وقد أمسك بيده اليسرى التى يرتدى بها ساعته المايك ليقول فى صوت قوى يقشعر له الأبدان "أنا هنا" بشكل يوحى بأنه يقول "الشرف لكم أننى هنا". غير أن أبناءه بدوا فى زيهم الأبيض كأنهم ذاهبون لممارسة التنس. ويلفت فيسك إلى أن علاء وجمال مبارك كان يتضح تجاهلهم لوزير الداخلية السابق حبيب العادلى خلال المحاكمة. ويشير أنه قبل فترة طويله طلب إجراء لقاء مع العادلى لمناقشة ممارسات الداخلية وعمله إلا أن الرد كان بالتهديد بالاعتقال إذا طلب ذلك مرة أخرى. ويتحدث فيسك عن المشهد بتليفزيونات الحكام العرب التى راحت تعرض برامج الطبخ والتسلية وغيرها من مشاهد التأييد لحكامهم وكأنهم ينكرون الفظائع التى ارتكبوها فى حق شعوبهم. وداخل قاعة المحاكمة نفسها يستحضر الكاتب البريطانى موقف سؤال القاضى أحمد رفعت عن حضور مبارك قائلا "هل أنت محمد حسنى سيد مبارك؟"، لكن يضيف الكاتب، أم بشار الأسد أم معمر القذافى أم صاحب الجلالة الملك حمد أم صاحب السمو الملك عبدالله، الوصى على الأماكن المقدمة فى بلد يدعى السعودية؟.