أصدر الاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب، بيانه الختامى لاجتماعه الذى عقد بمقر الأمانة العامة بالقاهرة، على مدار يومين، وبعد المناقشة واستعراض المواقف والرؤى، مؤكدين إصرارهم التام فى إقامة القمة الثقافية العربية، التى أصبحت الآن أكثر إلحاحًا من أى وقت مضى. وجهت الاتحادات العربية، فى بيانها، التحية المباركة لثورتى تونس ومصر، وتقدير التطلعات الشعبية فى عدد من الدول العربية من أجل الإصلاح والديمقراطية، ومحاربة الفساد، سعيًا لتحقيق حياة ديمقراطية سليمة، وتوفير مناخ للحريات تصان فيه كرامة الإنسان، وحقه فى الانتخاب، واختيار الحكم والإدارة السليمة لبلده. والاجتماع يؤكد على إقرار حق التعبير بالأساليب الديمقراطية والسلمية، وعلى الجهة المقابلة تقديم الحل السياسى من خلال الحوار، تمهيدًا للتغيير والإصلاح، ووقف أساليب الفتنة كلها والاستخدام المفرط للقوة. ودعا البيان الثورات العربية إلى الالتزام بالوحدة الوطنية، والعروبة، والاستقلال، بعيدًا عن كل طرح مذهبى أو طائفى أو جهوى أو عرقى، وضمانة الحريات الشخصية والعامة، وحق التعبير، وحق الترشح والاقتراع للهيئات المنتخبة، والعدالة الاجتماعية، والتداول السلمى للسلطة، وهذه ثوابت هناك ضرورة للالتزام بها، والتأكيد على رفض كافة أشكال التدخل الأجنبى فى شئون البلدان العربية. هذا وأولى الاجتماع اهتمامًا خاصًّا لقضية "القدس"، مؤكدًا على الآتى: أن العدو الصهيونى بمشروعه الاستعمارى الاستيطانى الإحلالى، وبيهودية الدولة، يعمل بكل الوسائل لتهويد القدس وتشويه المقدسات والمعالم فى ظل سكوت دولى مريب، ويدعو الاجتماع جامعة الدول العربية، ولجنة القدس فى منظمة المؤتمر الإسلامى، للتحرك على مختلف المستويات لحماية المدينة، مع توفير الدعم المادى والسياسى لتعزيز الصمود والمقاومة حتى تحرير فلسطين. وأضاف: إن جامعة الدول العربية تعلن كل سنة إحدى العواصم العربية عاصمة للثقافة العربية، وكانت القدس عام 2009 هذه العاصمة، وقد حصل أن تقدمت جهات عديدة باقتراح مفاده أن تعلن القدس عاصمة دائمة للثقافة العربية، مادامت غير محررة، جنبًا إلى جنب مع العاصمة العربية التى يقع عليها الاختيار، ويؤكد المكتب الدائم على ذلك آملاً من جامعة الدول العربية اتخاذ الإجراءات اللازمة لإتمام ذلك. ويرى المجتمعون أن إعلان الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة أصبح ضرورة حتمية، فى ظل عدم جدوى المفاوضات مع حكومة الاحتلال التى استمرت طوال عشرين عامًا دون نتيجة، وفى ظل ما تقوم به الحكومة الصهيونية من تغيير يومى فى شكل الأرض وتركيبة السكان، ويدعو الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب كل الشرفاء فى العالم للضغط على حكوماتهم من أجل الاعتراف بتلك الدولة، حيث إن الاستمرار فى اغتصاب الأرض وتشريد الشعب الفلسطينى يعد خرقًا للقانون الدولى، وانتقاصًا من كرامة كل إنسان يتطلع إلى العدل، وإلى حق الشعوب فى تقرير مصيرها. وفى ذلك فإن الاتحاد العام يؤيد بكل قوة المبادرة الفلسطينية لدفع الأممالمتحدة فى دورتها التى تبدأ فى سبتمبر القادم للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وقبول العضوية الكاملة لفلسطين بالمنظمة الدولية. ويؤكد المجتمعون على رفض كل أشكال التطبيع مع العدو الصهيونى، ورفض جميع الدعوات الهادفة إلى التطبيع التى ترد إلى الاتحادات العربية، والكتاب والمبدعين. ويطالب الأدباء والكتاب العرب المجتمعون بالقاهرة، السلطات العربية فى الدول التى ليس بها اتحادات للأدباء والكتاب، السماح بإقامة التنظيمات التى تعد حقًا طبيعيًا للأدباء والكتاب لتدافع عنهم وتحمى مصالحهم. كما يناشدون الدول التى بها تنظيمات للأدباء والكتاب بدعم تلك التنظيمات، ضمن مشروعات دعم منظمات المجتمع المدنى، حتى لا تتعرض لتعثر مالى يؤثر على أدائها لدورها فى خدمة المجتمع الذى تنتمى إليه، ويعبر الأدباء والكتاب عن قلقهم البالغ إزاء اضطرار الاتحاد العام للأدباء والكتاب الفلسطينيين إلى غلق مقراته لعدم استطاعته الوفاء بإيجارها، نتيجة تأخر الدعم المقرر له من مؤسسات السلطة الفلسطينية.