لا شك أن ما يحدث فى ميدان التحرير من مظاهرات مليونية هو بداية التحول الديمقراطى وتصحيح مسار مصر، كما يمثل ضغطا على الحكومة لتلبية مطالب الثورة بالإسراع بمحاكمة رموز النظام السابق، وهو تعبير عن ما وصلت إليه مصر من حرية طالما حلم بها الشعب المصرى الذى عانى كثيرا من الظلم والقهر وكبت الحريات على مدى ثلاثين عاما. إن مطالب الثوار هى مطالب جموع الشعب المصرى والتى تتمثل فى القصاص العادل من القتلة ومحرضيهم وناهبى المال العام وعلى رأسهم الرئيس المخلوع، القصاص لهؤلاء الشهداء الذين ضحوا بدمائهم الزكية من أجل أن نعيش فى حرية وبكرامة، والذين سطرت قطرات دمائهم حروفا من نور فى تاريخ مصر، لن ننساهم ولن نترك حقهم وستظل جميع طوائف الشعب المصرى ثائرة للقصاص العادل لهم والإسراع بمحاكمة القتلة وسفاكى الدماء، ونحن على ثقة فى نزاهة القضاء المصرى والذى سيسطر التاريخ موقفه المشرف بمحاكمتهم، وسيظل هؤلاء الشهداء فى قلوبنا ووجداننا أحياء، كما ستظل مليونيات التحرير قائمة حتى تتحقق نتائج الثورة من محاكمات عادلة وتحقيق العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص بين المواطنين وبما يضمن لهم معيشة كريمة، ولن يضيع حق وراءه مطالب. لقد حان الوقت لكى تبدأ مصر عهدا جديدا شعاره المساواة والعدالة، فالكل أمام القانون سواء، ولن يتنازل الشعب عن حقه كما كان يحدث فى عهد النظام البائد، فلم يعد المواطنون مغلوبا على أمرهم لأنهم عرفوا الطريق إلى الحرية التى دفعوا ثمنها غاليا ولن يفرطوا فيها أبدا، الحرية التى دفع ثمنها الشعب بأرواح أبنائه الشهداء، لن يعود إطلاقا لعصر الظلم والقهر والاستبداد، بل سيناضل من أجل تحقيق مطالبه المشروعة.
