تظاهر العشرات من المصريين فى بريطانيا اليوم "الأحد" أمام مقر رئاسة الوزراء للمطالبة باستعادة أموال مصر المنهوبة من قبل نظام حسنى مبارك السابق وتوجد فى أرصدة فى بريطانيا. وحمل المصريون عدد من اللافتات التى كتبوا عليها شعارات من بينها "أعيدوا الأموال المصرية إلى مصر" و"أعيدوا رشيد محمد رشيد إلى مصر" و"أعيدوا ممدوح إسماعيل إلى مصر" و"نطالب بإعادة الأموال المنهوبة إلى مصر". وقال رئيس لجنة البيت المصرى فى بريطانيا والرئيس السابق لرابطة المصريين فى بريطانيا مصطفى رجب أن المظاهرة اليوم تهدف لإرسال رسالة واضحة للحكومة البريطانية بسرعة التحقيق فى صحة الاتهامات التى يواجهها المسئولون فى النظام السابق من سرقة أموال الشعب المصرى. وأضاف: لن يهدأ لنا بال حتى نقدم لمصر وشبابها كل العون من خلال تواجدنا فى بريطانيا للمساعدة فى استعادة الأموال المهربة، علينا أن نساند شعبنا فى نضاله من أجل إستعادة الأموال المنهوبة.. نحن فى الخارج نتطلع دائما لمساعدة أهلنا فى مصر لكى نرى بلادنا فى مقدمة دول العالم. وتابع: منذ اندلاع الثورة لم يهدأ لنا بال فى التعامل مع الخارجية البريطانية والبرلمان البريطانى للمطالبة بعدم السماح بجعل بريطانيا ملجأ أمنا للهاربين من القضاء والمستثمرين فى الأموال المهربة من مصر. فى نهاية المظاهرة، قدم المتظاهرون طلبا لمكتب رئيس الوزراء ديفيد كاميرون مطالبين بالتعاون من جانب الحكومة البريطانية مع السلطات المصرية لإعادة الأموال. وجاء فى الطلب: "لقد كنت أول رئيس وزراء يزور ميدان التحرير لدعم المصريين حيث يوضح التاريخ أن العلاقات بين المملكة المتحدة ومصر كانت ولازالت قوية.. هناك الآلاف من المصريين فى المملكة المتحدة والملايين فى مصر يريدون أن تعمل الحكومة البريطانية بالتعاون مع الحكومة المصرية فى التحقيق مع المتهمين فى المملكة المتحدة وأرصدتهم للوصول إلى إجابة للسؤال حول الاتهامات الموجهة إليهم وحول شرعية أرصدتهم". واتفق رئيس المبادرة الشعبية لاسترداد أموال مصر المنهوبة معتز صلاح الدين مع رئيس لجنة البيت المصرى فى بريطانيا مصطفى رجب، وقال: المظاهرة نجحت بالفعل فى لفت أنظار وسائل الإعلام والمجتمع البريطانى مجددا تجاه قضية المطالبة بتسليم المسئولين الهاربين من رموز النظام السابق وإعادة الأموال المصرية المنهوبة إلى الحكومة المصرية. وأضاف: أن المظاهرة التى انتهت فى الرابعة مساء بتوقيت جرنيتش السادسة بتوقيت القاهرة- أكدت مدى وطنية أبناء مصر فى كل مكان حيث أصر المصريون على المشاركة فيها رغم الأمطار الشديدة وحملوا لافتات باسم الجالية والمبادرة تطالب بإعادة الأموال المصرية المنهوبة لمصر وتسليم المسئولين الهاربين ومن بينهم أيضا ممدوح إسماعيل صاحب عبارة الموت الهارب، وكذلك رجل الأعمال اشرف السعد وغيرهم. وأوضح أن المظاهرة الحاشدة قادها مصطفى رجب منسق المبادرة فى لندن ومؤسس اتحاد المصريين فى بريطانيا والدكتور منير شاهين رئيس التحالف المصرى فى أوروبا الذى انضم مؤخرا إلى المبادرة الشعبية لاسترداد أموال مصر المنهوب. وأشار صلاح الدين إلى أن 4 منظمات مصرية شاركت فى المظاهرة، هى: اتحاد المصريين فى المملكة المتحدة، والتحالف المصرى فى أوروبا، وجمعية الجالية المصرية فى بريطانيا، وجمعية "المتحدون المصريون".. وقال: إن المتظاهرين المصريين سلموا مجلس الوزراء البريطانى بيانا يتضمن المطالبة بتسليم المسئولين المصريين السابقين وتضمنت المذكرة أسماء كل من:رشيد محمد رشيد، يوسف بطرس غالى، ممدوح إسماعيل، أشرف السعد. وردد المتظاهرون وسط الأمطار الغزيرة الأغانى الوطنية الحماسية وعلى رأسها النشيد الوطنى المصرى: "بلادى بلادى لك حبى و فؤادى" و"أحلى اسم فى الوجود يا مصر"، وعقب انتهاء المظاهرات توجه المتظاهرون ومنهم مصريون من خارج لندن لمقر اتحاد المصريين بدعوة من مصطفى رجب مؤسس الاتحاد للاستراحة ولاستئناف الحوار حول قضية المسئولين الهاربين والأموال المصرية المنهوبة. ومن جانبه قال د.شنودة شلبي:"نحن كمصريين بريطانيين نستطيع أن نعمل الكثير من أجل مصر وبدأنا فعلا فى العمل على إستعادة الأموال المنهوبة من مصر."وأضاف:نستطيع أن نكون لوبى للضغط على الحكومة البريطانية للتعاون مع الحكومة المصرية فى تحقيقات شفافة وكاملة مع كل من خرج من مصر فى ظروف غير واضحة. لا نريد أن نتهم أحد ولكن نريد أن يتم التحقيق فى الاتهامات الموجهة لهؤلاء المسئولين السابقين. وأكد شلبى على أنه يعلم أن الاقتصاد العالمى بشكل عام والبريطانى بشكل خاص يعانى من مشاكل عديدة ولكنه أكد على أن التعامل مع موضوع الأموال المهربة يجب أن يتم بحرص من أجل الوصول إلى استرجاع هذه الأموال إلى الخزانة المصرية. وشدد على ضرورة سيادة القانون داخل مصر وخارجها فى جميع الجرائم.. وقال: لا نريد أن تذهب دماء الشهداء هباء ونريد أن يسود العدل فوق الجميع. وقال د.محمود سليم إنه يتم التواصل مع الجالية المصرية فى بريطانيا على صفحتها على موقع "فيسبوك" والتى أعلنت عن النية فى القيام بالمظاهرة اليوم أمام 10 داوننج ستريت للتعبير عن مطالب المتظاهرين فى مصر وفى الخارج التى تشتمل على طلب إستعادة أموال الشعب المصرى المنهوبة. وأضاف:القانون البريطانى لا يوفر الحماية للمجرمين ولهذا جئنا إلى هنا حتى نعلم الحكومة البريطانية ورئيس وزراءها ديفيد كاميرون بأن هؤلاء المسؤلين المصريين السابقين مثل رشيد محمد رشيد هم من سرقوا الشعب المصرى ويستغلون حكومته لحمايتهم." وطالب سليم الحكومة المصرية باتخاذ الخطوات الفعلية لمحاكمة المسؤلين السابقين سعيا لإصدار أحكام ضدهم حتى تستطيع الحكومة البريطانية أن تطبق القانون على هؤلاء الخونة. واقترح أن يتم تشكيل لجنة رسمية فى مصر لمتابعة الأرصدة المصرية بالخارج والتنسيق مع الجمعيات المصرية فى الخارج والتواصل مع الحكومات الأوربية والأمريكية لإعمال القانون ضد هؤلاء المسؤلين السابقين. كما طالب الحكومة المصرية بالاستماع لآراء المصريين فى الخارج الذين اكتسبوا معرفة بشكل جيد بالقانون فى الدول التى يعيشون فيها لتقديم النصح للحكومة حول كيفية العمل على إستعادة هذه الأموال. الأمطار الغزيرة كانت العدو الوحيد للمظاهرة التى نظمتها اليوم الجالية المصرية فى بريطانيا بالتنسيق مع المبادرة الشعبية لاسترداد أموال مصر المنهوبة أمام مقر رئاسة الوزراء فى داوننج ستريت والتى استمرت عدة ساعات.. وقف المصريون أمام مجموعة المبانى التى تضم مقر إقامة رئيس الوزراء، ومقر الحكومة فى 10 داوننج ستريت وفى مواجهته مبنى وزارة الخزانة فى ذات الشارع والذى يحمل رقم 9 داوننج ستريت،وبينهما شارع لا يتجاوز عرضه ستة أمتار فى مواجهة الطريق العمومى حيث تصطف مجموعة أشجار على حافة منطقة خضراء واسعة من الحدائق المواجهة ويقف عشرات المصريين يحملون المظلات الواقية من المطر. المواطنون البريطانيون العاديون وموظفو الدواوين الحكومية فى تلك المنطقة وقفوا يتابعون ما يحدث فى التظاهرة ويسألون عن أسبابها، ويتزايد عددهم بشكل مطراد كلما عرفوا أن المتظاهرين من أصحاب ثورة "25 يناير" للمطالبة باسترداد أموالهم المهربة وللضغط على الحكومة البريطانية لتسليم الهاربين من أعوان النظام السابق.